واشنطن تراقب نفاد الوقت وتعرض التفاوض المباشر مع طهران

  • 2/1/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر مسؤول أميركي رفيع الاثنين أن الوقت بدأ ينفد أمام المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، داعيا طهران إلى الموافقة على إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن للمساعدة في إبرام اتفاق. وقال المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، إن البرنامج النووي الإيراني يقترب من "تحقيق اختراق" نحو امتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية، ما يترك مهلة "أسابيع" أمام المفاوضين للتوصل إلى اتفاق يجمد هذا البرنامج ويخفف من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية. وأضاف "أعتقد أننا وصلنا إلى النقطة التي يتعين فيها اتخاذ بعض القرارات السياسية الأكثر حساسية من قبل جميع الأطراف" المنخرطة في المفاوضات، لإحياء اتفاق عام 2015 بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا. وأكد المسؤول "إذا كان هدفنا التوصل إلى تفاهم بشكل سريع فإن الطريقة الفضلى للقيام بذلك وفي أي مفاوضات، هي أن تلتقي الأطراف الأكثر عرضة للمخاطرة بشكل مباشر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإيران. وقال "كانت هذه وجهة نظرنا منذ البداية: نحن مستعدون للقاء إيران في حال كانوا هم على استعداد للقائنا". ولفت المسؤول إلى أن برنامج التخصيب الإيراني قريب جدا من إنتاج مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي. وقال إن الأمر سيكون "مؤسفا للغاية" إذا لم يجر الطرفان محادثات مباشرة "بالنظر إلى الوقت القليل المتبقي أمامهما، ومدى حساسية القرارات التي يتوجب اتخاذها". وعلق الدبلوماسيون الجمعة مفاوضاتهم الجارية منذ بضعة أسابيع في فيينا ليعودوا إلى عواصمهم. وكتب منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يترأس المحادثات الجارية في قصر كوبورغ الفخم في العاصمة النمسوية، في تغريدة "لا بد من اتخاذ قرارات سياسية الآن". وأتاح الاتفاق الذي أبرم بين إيران من جهة، وكل من ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة اخرى، رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية. وردت طهران بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، لكن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أعاد إطلاق المفاوضات. وقبل أسبوع أعلنت إيران للمرة الأولى أنها منفتحة على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة التي أعربت بسرعة عن استعدادها لعقد محادثات "عاجلة". وقال المسؤول الأميركي الاثنين إنه لم يتم حل جميع التفاصيل الواردة في اتفاق محتمل، مضيفا "لكننا مستعدون لأخذ هذه الخيارات". وتابع "بإمكاننا رؤية مسار يصل إلى اتفاق إذا تم اتخاذ هذه القرارات وفي حال القيام بذلك بسرعة". لكن طهران لا تزال تواصل سياسة المناورة في الملف النووي، حيث صرّح محمد رضا غائبي، رئيس ممثلية إيران الدائمة لدى المنظمات الدولية في فيينا، بأن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعزمها إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي في مجمع جديد في مدينة أصفهان بدلا من كرج. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" عن محمد رضا غائبي القول إن "إيران أبلغت الوكالة بأنها تعتزم إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي في مجمع جديد في أصفهان بدلا من مجمع تسا في كرج، والذي لم يبدأ العمل فيه بعد، وستكون الوكالة قادرة وفقا لذلك على تنظيم متطلباتها في المراقبة والإشراف". وأشار غائبي إلى أن المعلومات حول هذه المراقبة ستبقى لدى إيران، ولن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إليها حتى تستأنف إيران التزاماتها النووية بموجب الاتفاق النووي. واتفقت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في أواخر ديسمبر على تركيب كاميرات جديدة في مجمع تسا للطرد المركزي في كرج. وحلت هذه الكاميرات محل الكاميرات التي أزيلت من منشأة كرج في وقت سابق من هذا العام. ووقع حادث في كرج خلال شهر يونيو الماضي أسفر عن تحطيم كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووصفت وسائل إعلام إيرانية الحادث في حينه بأنه عملية تخريب لم يحالفها النجاح. ويشكل توسع منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية في استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة، مصدر قلق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وللمجتمع الدولي.

مشاركة :