اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الغرب بمحاولة جر بلاده إلى الحرب و تجاهل مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا . وفي أول تصريحات مباشرة له عن الأزمة، الثلاثاء، منذ ما يقرب من ستة أسابيع، لم يُظهر بوتين أي علامة على التراجع عن المطالب الأمنية التي وصفها الغرب بأنها مستحيلة إلا أنه أبدى استعداده للحوار. يُذكر أن بوتين يخشى انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي ومحاولة استعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. وقال بوتين: "دعونا نتخيل أن أوكرانيا عضو في حلف شمال الأطلسي.. هل من المفترض أن نخوض حربا مع الحلف؟هل فكر أحد في ذلك؟ يبدو لا أحد..". يُذكر أن روسيا حشدت ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، فيما تخشى دول أوروبية من تخطيط روسيا لغزو أوكرانيا، إلا أن روسيا تنفي ذلك وتقول إنها ربما تخوض عملا عسكريا غير محدد ما لم تتحقق مطالبها الأمنية. وقد هددت دول غربية بفرض عقوبات على موسكو في حال شنت هجوما على أوكرانيا. وفي ختام محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، في الكرملين، الثلاثاء، قال بوتين إن موسكو لا تزال تبحث ردّ واشنطن والناتو على مقترحاتها للضمانات الأمنية، وأنه أصبح واضحا لروسيا أن الغرب يتجاهل هواجسها على هذا الصعيد. وأكد أن موسكو لم تتلق جوابا مناسبا من واشنطن وبروكسل على المطالب الروسية المحورية الثلاثة بعدم تمدد الناتو شرقاً، والتخلي عن نشر أسلحة هجومية قرب حدود روسيا، وإعادة البنية العسكرية للحلف في أوروبا إلى خطوط عام 1997. وأضاف بهذا الصدد: "وعدونا بعدم تقدم الناتو بوصة واحدة نحو الشرق لكنهم خدعونا وتصرفوا بشكل آخر". وأضاف بوتين: "لا بد من إيجاد أسلوب لضمان مصالح وأمن جميع الأطراف أي أوكرانيا والدول الأوروبية وروسيا، لكن ذلك يمكن فعله فقط في حال التعامل الجدي والأخذ بالمقترحات التي قدمناها" للضمانات الأمنية". يأتي ذلك فيما أشارت بيانات لوكالات استخباراتية أوكرانية إلى وجود مقاومة نشطة في حال حدوث غزو روسي للبلاد، خاصةً في مدينة خاركيف التي تبعد 40 كيلومتراً فقط عن عشرات الآلاف من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا.
مشاركة :