الخبراء يطالبون بتحرك عاجل لمجابهة تحديات الانتقال إلى مجتمع المعرفة

  • 11/22/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دعا عدد من خبراء المعرفة والباحثين والمتخصصين، حكومات ومجتمعات الدول العربية كافة، إلى جلسة عصف ذهني عاجلة، لمجابهة تحديات الانتقال إلى مجتمع المعرفة، واتخاذ خطوات جادة نحو تحديد مسارات حديثة، وسبل إدارة المعرفة والارتكاز عليها كمورد رئيسي تنهض من خلاله الدول والمجتمعات، بما يواكب المتغيرات العالمية، وثورة التكنولوجيا التي باتت تشكل أكبر التحديات المستقبلية للشعوب، لاسيما أن الموارد الأساسية التي تعول عليها الدول في نهضتها وازدهارها، بدأت تنفد عاماً بعد الآخر، الأمر الذي يفرض على الحكومات العربية جميعا، إيجاد موارد معرفية مستدامة تسهم في بقاء نهضة المجتمعات. شدد الخبراءعلى أهمية إدارة المعرفة والتخطيط الدقيق في تحقيق أعلى مستوى ممكن من نموّ الأعمال، فضلأً عن أهمية إيجاد حلول حقيقية وواقعية والاستفادة من الدروس والممارسات الناجحة في مجال المعرفة، مؤكدين أن الإمارات أكثر الدول العربية نشاطا في تحركاتها نحو مجتمع المعرفة، وأكثرها إدراكاً لمفاهيم المعرفة وإدارتها وأهميتها، لاسيما أنها تملك كل مقومات الانتقال والتحول المعرفي مقارنة بغيرها من الدول. جاء ذلك خلال مؤتمر إدارة المعرفة 2015، الذي تستضيفه دبي للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة، ونظمه المركز الأمريكي للإنتاجية والجودة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في فندق الريتز كارلتون بدبي، بمشاركة 180 شخصية من الشرق الأوسط وماليزيا وإندونيسيا واليونان وهولندا وفرنسا والهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وبحضور ممثلين عن 17 دولة، وعدد من خبراء المعرفة والمتخصصين والباحثين حول العالم، ومجموعة من التربويين والمهتمين بهذا المجال. المورد الرئيسي وأكدت الدكتورة ليلى معروف خبيرة المعرفة أستاذة إدارة المعرفة بجامعة الكويت، أن المعرفة أصبحت المورد الرئيسي الذي تعوّل عليه الدول في تقدمها العلمي، ونموّها الاقتصادي، وتعدّ عنصر الإنتاج الأساسي الذي ينتشر بالمشاركة ويزداد بالممارسة والاستخدام، وباتت المعرفة العمود الفقري والمفتاح الرئيسي لاستدامة نجاح المجتمعات المختلفة ومنها العربية، إذ تتحكم بها ثلاث خصائص، تتمثل في كونها مورداً اقتصادياً، وقطاعا قائدا من قطاعات الاقتصاد المعاصر، وتناولها اللامتناهي بين الأفراد. وقالت إن الإمارات من أكثر الدول العربية إدراكا للحراك المعرفي العالمي، وأقرب الدول اليوم للانتقال إلى مجتمع المعرفة، والاعتماد على مساراته المتعددة لتحقيق الاستدامة في الاقتصاد وقطاعاتها كافة، والابتعاد عن النفط الذي تعول عليه كأحد موارد نهضتها الأساسية، فنهضت تلحق بركب المتغيرات في المجالات كافة، من خلال رؤيتها 2021 التي اتخذت الابتكار والإبداع عنوانا لها، واستهدفت من خلالها تطوير قطاعاتها كافة، في التعليم والبحث العلمي والصحة والاقتصاد، والمجالات الأخرى، لتمتطى ركب المعرفة، وتعزز مكانتها وإنجازاتها بين دول العالم، من خلال المعرفة. مسارات ممنهجة وأضافت أن المؤتمر في دورته الحالية، يركز على توحيد الجهود العربية، وتحديد مسارات ممنهجة للانتقال إلى مجتمع المعرفة، وإدراك سبل إدارتها بما يخدم أهداف وطموحات الدول والحكومات، لاسيما أن مجتمع المعرفة والاقتصاديات المبنية على المعرفة مرحلة نوعية في تاريخ البشرية تجعل من المعرفة مورداً لا ينضب تسعى المجتمعات والدول لاكتسابه والاستفادة من المزايا التي يوفرها لمنتجيه، فالغني اليوم ليس غني الأموال فقط بل غني المعرفة، والفقير أيضاً ليس فقير الدخل، بل فقير المعلومات، فضلا عن العلاقة التي تربط بين ارتفاع الدخل وتميز المعارف والعكس، وما يميز اقتصاد المعرفة، يتمثل في انتقال التنظيم الاقتصادي من الاعتماد على إنتاج السلع إلى إنتاج الخدمات. وأفادت بأن الإنسان الفاعل في مجتمع المعرفة، متعدد المهارات وقادر على التعلم الدائم، الأمر الذي يتطلب سرعة التكيف والتأقلم مع المتغيرات المتواترة الناتجة عن الطبيعة التحويلية للتكنولوجيا والتي تؤثر بشكل ملموس في النظم الاجتماعية والثقافية، وطرق العيش، وعادات الاستهلاك، ومعنى العمل ومكانته. مهام جديدة وأكدت أننا اليوم في مهام جديدة تتطلب من الفرد والمجتمع قدرة على الفرز النقدي للوصول إلى اختيارات واعية في أنظمة التعليم والثقافة والإعلام، فيما لو أردنا أن نحافظ على هوية مجتمعاتنا الحضارية وانتمائها القومي، في وقت يعيش العالم انفجاراً معرفياً غير مسبوق، بحيث يندر أن يمر يوم أو شهر دون أن تحمل لنا المجلات والصحافة المتخصصة أنباء عن اكتشافات واختراعات جديدة، في المجالات كافة، بسبب التراكم المعرفي الذي يتزايد يوما بعد الآخر، مع العلم أن 90% من العلماء الذين أنجبتهم البشرية خلال كامل تاريخها يعيشون الآن بيننا، وأغلبيتهم يعملون في البلدان المتقدمة، وراكمت البشرية في العقدين الأخيرين من المعارف مقدار ما راكمته طوال آلاف السنين السابقة التي شكّلت التاريخ الحضاري للإنسانية. ودعت معروف إلى أهمية انعقاد جلسة عصف ذهني موسعة، لجميع حكومات مجتمعات الدول العربية، لمناقشة مسارات الانتقال إلى مجتمع المعرفة وكيفية إدارتها، وصولا إلى اقتصاد المعرفة الذي يركز في مضمونه على المعرفة موردا مستداما للنهضة والرخاء والازدهار في المستقبل، وتحقيق التنافسية العالمية في القطاعات كافة. تحديات الانتقال أما المهندس لؤي خوري رئيس بروجاكس أكاديمي الدولية، فيرى أن تحديات الانتقال إلى مجتمع المعرفة تكمن في اختلاف الثقافات بين المجتمعات العربية، مع غياب آليات ممنهجة تعمل من خلال حكومات العربية نحو مجتمع واقتصاد المعرفة، فضلاً عن عدم وجود منظومة عمل موحدة تعول عليها الدول في تسهيل عملية الانتقال المعرفي، وتحقيق أهدافها المعرفية، وتحقيق التنافسية العالمية في قطاعاتها كافة، فضلاً عن عدم تأهيل المورد البشري الذي تستند إليه تلك الدول خدمة مسارات المعرفة وإنتاجها. وأكد أهمية إدارة المعرفة في الوقت الحالي، إذ يؤدي ذلك إلى زيادة الوعي المعرفي لدى الأفراد في المجتمعات بفئاتهم كافة، وينهض بالقطاعات المختلفة نحو معطيات المعرفة واتجاهاتها وأهدافها التي تذهب إلى تحقيق الاستدامة التنموية وإنتاج سلع معرفية لا تنضب، الأمر الذي يسهم في استدامة نموّ المجتمعات واقتصاداتها وازدهارها. وجهة أساسية وأوضح: عندما نتحدث عن تطبيق الأفكار وتحويلها إلى أدوات وسلع وخدمات فإننا نقصد التكنولوجيا، والتقنيات ذات الطبيعة التحويلية، تفرض متغيرات في المجتمعات سواء كانت بحاجة إليها أو غير راغبة فيها، من خلال ما تقدمه من سلع وخدمات وحاجات جديدة، وغالباً ما تكون التكنولوجيا الأحدث أحسن أداء وأرخص سعراً وأصغر حجماً وأخف وزناً وأكثر تقدماً وتعقيداً من سابقتها، والمعرفة والمعلومات اللازمة لإنتاجها أكثر كثافة وتتطلب ارتفاعاً متزايداً للقدرات البشرية من علماء ومطورين وتقنيين. وقال إن دبي وجهة أساسية للأعمال في المنطقة وتشهد ارتفاعا في الاستثمارات وفرص العمل، ومن المنطقي أن تكون دبي خيارنا الأول لإقامة المؤتمر في الشرق الأوسط، فالمدينة تشهد نمواً سريع الوتيرة، فضلا عن أنها إدركت مفاهيم المعرفة ونشرها، وبدأت في إعداد نفسها للانتقال إلى المجتمع المعرفي، وتأسيس أجيال تمثل المورد البشري المؤهل للدفع بقوة نحو الوصول إلى اقتصاد المعرفة. تبادل المعرفة وبحسب الرئيسة التنفيذية للمركز الأمريكي للإنتاجية والجودة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الدكتور كارلا أوديل: تستقطب دبي الاستثمارات في مختلف القطاعات استناداً إلى تحفيزها بيئة تبادل المعرفة واستحداثها، وليس اعتماداً على النفط ومكتسباته.

مشاركة :