استخدام الهواتف الذكية فوق الحد يؤثر في التحصيل الدراسي للطلبة

  • 11/22/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت دراسات علمية حديثة عن تأثيرات استخدام الهاتف المحمول في مستوى التحصيل العلمي، وأكد معلمون أنَّ معظم الطلاب الذين يستخدمون هواتفهم الذكية فوق الحد، يقل معدل تحصيلهم الدراسي، فضلاً عن أنهم يفقدون التركيز خلال مراجعة دروسهم العلمية. اعتبر أخصائيون في التربية، أنَّ تصفح الطلاب للهاتف المحمول خلال الطريق إلى الجامعة أو المدرسة، وأثناء انتظار الأستاذ، أوفي الحصة نفسها يُعد أمراً شائعاً ولكن يجب الأخذ في الاعتبار بأنَّ تصفح الإنترنت وقضاء وقت طويل في استخدام الهاتف لهما تأثيرات سلبية في التحصيل الدراسي، بالإضافة إلى التأثيرات الصحية والاجتماعية الأخرى. وأشاروا إلى أهمية متابعة الأسر وأولياء الأمور لأبنائهم في طرق استخدام هذه التكنولوجيا وكيفية الاستفادة منها، فضلاً عن ضرورة تكثيف الرقابة عليهم للحد من الاستخدام السيئ لها وتعزيز سلوك الاستغلال الإيجابي للخدمات التي تقدمها الهواتف والأجهزة الذكية. قال رئيس قسم البيئة والأنشطة المدرسية علي الزحمي: إن الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي كلاهما سلاح ذو حدين، فالتكنولوجيا أساساً وجدت لتسهيل الحياة لا لتعقيدها بسوء استخدامها، حيث إن الاستخدام السلبي لها قد يؤثر في عملية التحصيل الدراسي للطلبة، فضلاً عن التأثير في الحياة الاجتماعية والأسرية لديهم، فقد أصبح بعض الطلبة يستخدمون هذه الأجهزة والمواقع بهدف نشر الشائعات والتشهير والمعلومات المغلوطة، وأصبحت تأخذ كثيراً من وقت الطالب بدلاً من أن تكون داعماً له في مسيرته التعليمية. وبيّن أنه من أجل صناعة التكنولوجيا لابد من أخذ أفضل العناصر ذكاء من خلال تعزيز مهارات الأبناء في القراءة والكتابة كمثال، واستخدام هذه التقنيات بتوازن حتى لا يصبح العقل مجهداً في اتباع ما يهدر الوقت ويصيب الفرد بالبلادة والغباء والتأثير سلباً في التحصيل الدراسي، فضلاً عن انفصال العلاقات الأهلية وإصابة الأبناء بما يسمى بالعزلة الداخلية، مشيراً إلى ضرورة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم وتكثيف الرقابة عليهم خاصة في مرحلة المراهقة. من جهتها أكدت نورة عبد الغني مديرة مدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي، أن تصفح الإنترنت بهدف الاستفادة من خدماته له تأثير في مستوى الدراسة، إذ إنَّ استخدام الطلاب للهواتف النقالة للتواصل مع معلمي المواد عبر البريد الإلكتروني أو كتابة الملاحظات والبحث عن المعلومات، لا يسبب أي مشكلة، ولكن ما يسبب المشاكل هو كتابة الرسائل النصية أو تصفع برامج التواصل الاجتماعي مثل تويتر وانستغرام وسناب شات، والذي سيعكس تأثيراً سلبياً كبيراً في التحصيل العلمي لأبنائنا الطلبة. وأضافت: إذا تأثر تركيز الطالب عن طريق استخدام الهاتف أثناء المذاكرة، فإنَّ الحل الوحيد الممكن هو حظر استخدام الهواتف خلال الأيام الدراسية، فضلاً عن منع استخدام الهواتف ليلاً والنوم مبكراً لاستقبال اليوم الدراسي الجديد بهمة ونشاط وانتباه. وأكدت أنها لم تلاحظ أي حالة إدخال إحدى طالبات مدرستها للهواتف النقالة، ولم تردها أي شكاوى من المعلمات على ملاحظة تواجد مثل هذه الظاهرة، مبينة بأنها لن تتهاون أبداً مع طالباتها في حال أدخلت إحداهن هاتفها النقال إلى المدرسة. بدوره أوضح الطالب عبد الرؤوف أميرة أن الكثير من زملائه يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة مما أثر بشكل كبير في مستوى تحصيلهم الدراسي، مشيراً إلى أنهم يريدون التقليل من كثرة استخدام هذه التقنيات إلا أن إرادتهم غير كافية لذلك، منوهاً إلى أن مخترعي هذه التكنولوجيا ابتكروا هذه البرامج لتكون مكملة للحياة والرفاهية، لا لتستخدم بحيث تكون كامل حياتنا، وخير دليل على ذلك برنامج الانستغرام لبعض الأفراد الذين يعرضون تفاصيل حياتهم كافة على هذه البرامج. بينما أشار عبد الله النقبي، إلى أن كثيراً من الطلبة يستخدمون هواتفهم الذكية بالخفاء خلال الساعات الدراسية مما يشجعه هو أيضاً على إحضار هاتفه النقال لتفقد حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي انستغرام، وسناب شات، مبيناً أنه يشارك أصحابه بجميع يومياته بالصور والفيديوهات أثناء يومه الدراسي. وفي السياق ذاته بين الطالب أحمد النقبي أن رؤية الطلاب الآخرين يستخدمون هواتفهم، يكون في كثير من الأحيان محبطاً بالنسبة له، مبيناً أن استخدام الطلاب أحياناً للهاتف المحمول يصيبه بالتشتت، ويقول: أحب تصفح حسابي في انستغرام، وتويتر، ولكنني أعرف متى أتوقف عن ذلك عن طريق انضباطي الذاتي، ولكن إذا استخدمه بعض الطلاب في معظم أوقات الحصة، فإني لن أتمكن من التركيز على الإطلاق. و تقول الطالبة فاطمة محمد: عند سهري والنوم لساعات متأخرة من الليل بسبب استخدامي لهاتفي الذكي يسهم ذلك في تراجع مستوى تحصيلي الدراسي، وقلة تركيزي واستيعابي للدروس خاصة في مواد الرياضيات والعلوم والقراءة التي تحتاج إلى درجة كبيرة من التركيز، فضلاً عن عدم مقدرتي على التركيز في أداء امتحاناتي بسبب إرهاقي المتواصل، بينما عندما أغلق هاتفي النقال ليلاً والنوم مبكراً أشعر بقابلية أكبر على استيعاب دروسي والتركيز مع شرح الأستاذ وإعداد التكاليف المطلوبة مني. وفي حديث ذا صلة أشار البعض إلى أن منع الطلاب من إحضار هواتفهم الذكية معهم إلى مدارسهم يساهم في تحسين تحصيلهم الدراسي.. ولكن لا يزال هذا الموضوع مثيراً للجدل بين مؤيد ومعارض، فبعض أولياء الأمور يريدون أن يبقوا على اتصال مع أبنائهم خاصة أنه في الآونة الأخيرة انتشرت العديد من ظواهر الاعتداء بالضرب على الطلبة في المدارس، في الوقت الذي يعارض البعض الآخر من وجود الهواتف الذكية مع الطلاب في مدارسهم حيث يؤدي إلى تشتيت ذهنهم وفقدهم القدرة على التركيز واستيعاب دروسهم. أشعة الهواتف وقلة النوم أكدت ولية أمر أحد الطلبة أن أبناءها يحرصون على مراسلة أصدقائهم عبر هواتفهم الذكية واستخدام الإنترنت بكثرة، لذا فإن الضوء المنبعث من الشاشة والقريب من وجوههم يحدث اضطراباً لديهم في عدم قدرتهم على النوم، ولكنها تواجه صعوبة في كيفية السيطرة عليهم والتقليل من استخدامهم لها. وفي السياق نفسه أشارت نورة عبد الغني مديرة مدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي بالفجيرة إلى وجود حالتي زيادة في الكهرباء لدى إحدى طالباتها، وعندما تم تشخيص حالتهما من قبل أطباء متخصصين أكدوا أن سبب هذه الكهرباء هي الأجهزة الإلكترونية. وأفادت أخرى بأنها حريصة على متابعة أبنائها في كيفية استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنها تحرص على استخدامهم لها خلال أيام الأسبوع الدراسي لساعات محددة وفي فترات معينة، أما في إجازة نهاية الأسبوع فتعمل على تمديد وقت استخدامهم لها.

مشاركة :