محمود عبدالله (أبوظبي) أثارت الندوة التي نظمت أمس الأول، ضمن حوارات «فن أبوظبي 7» بعنوان «ملتقى متحف زايد الوطني: التوسع التدريجي لمقتنيات المتحف»، مسألتين جديرتين بالاهتمام، الأولى: أهمية الأرشيف في المتاحف لاكتشاف تاريخ المنطقة، والثانية: المتحف ليس شرطاً أن يحتوي مقتنيات وأعمالاً قديمة، بل يمكنه القفز إلى المعاصرة وفنيات الحداثة المنضبطة، وضرورة أن يخرج من الحالة «المتحفية» إلى الواقع المعيش. استهلت الندوة بكلمة لمديرتها سلامة الشامسي مدير مشروع متحف زايد الوطني التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عرضت خلالها لجهود وحكمة وتعاطف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) التي كانت بمثابة الإرهاصات والإرشادات الأساسية في تطوير المتحف الذي يضم الآن مختلف مجالات الفنون الحديثة والمعاصرة، إضافة إلى منتجات التاريخ الشفاهي. وختمت بأن المتحف يمثل بكل محتوياته تاريخ الدولة، وإنجازات فقيد الوطن الشيخ زايد، وكيف وحد شعب الإمارات، ومن ثم عرض لما يعكس حياة وواقع الناس قبل مرحلة النفط وبعدها في إطار يحفظ الهوية ويصون تاريخ الأمة. ثم كشفت الدكتورة فينيشيا بورتر المشرف على قسم الفن المعاصر والإسلامي في الشرق الأوسط في المتحف البريطاني، عن سلسلة إجراءات تركز على توسعنا التدريجي في جمع المقتنيات المعاصرة والمرتبطة بالإرث التاريخي والمواضيع الإنسانية والاجتماعية، وعرضت نماذج تطبيقية لأعمال الفنانين لورا بشناق بعنوان «أكتب وأقرأ»، والسعودية منال دويان، ومروان باجي، واللبناني خليل جريج وتركيزه في أعماله على الجمع بين الحداثة والتقاليد، واليمني يوسف نبيل، والسعودي ناصر سالم، وصفية بن صقر وأعمالها المتعلقة بهوية المكان، والإماراتيين محمد إبراهيم، ومحمد كاظم وعمله «الشبابيك» الذي يصور بتقنية واعية ذاكرة مباني دبي. وعرض الدكتور طارق الغصين أستاذ الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، لتجربته وعمله التصويري من خلال سلسلة صور عن جزيرة السعديات، وكيف كانت المشاهد الطبيعية والشعر والأدب، مصادر لإلهامه في التعبير عن هذا المشروع الثقافي. كما تحدث المصور عمر العطار عن مشروعه المخصص لسلسلة صور نادرة لتوثيق الأماكن الدينية ذات الصلة بالمصلّى، في الإمارات وجدة ومكة المكرمة والولايات المتحدة، وناقش أهمية إدخال البعد الاجتماعي في مجال التصوير الفوتوغرافي، وضرورة عمل تحديث وتطوير في بناء كادر الصورة من حيث الخلفيات والظلال وغيرها. واختتمت الطالبتان في كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، ندى الملا وسلوى الخضيري (حائزتان على جائزة كريستو وجان كلود، بتنظيم من أدما) بحديث وعرض لعملها المشترك بعنوان «الكسوة»، وهو عبارة عن مجسم حديدي يزن 500 كلغم، ويعكس بهندسته وتصميمه المحترف لشكل العباءة الخليجية التي تحولت بفضل إبداعهما النّحتي لتحفة فنية، وتحدثتا عن نجاح مشروعهما الذي يتنقل في عروض ما بين جامعة نيويورك أبوظبي، وصحراء ليوا، وحديقة المشرف في أبوظبي، وأكدتا على أهمية المزج بين الخامات والألوان والهندسة والتصميم والنحت في صناعة جماليات خاصة تجعل من العمل المعاصر نموذجاً تفخر المتاحف باقتنائه. وقد أوصى المنتدى بضرورة الاهتمام بموضوعة «أرشيف المتاحف»، لأن حركة الأرشفة وتوفير قاعدة بيانات في المتاحف تسهم بفاعلية في اكتشاف تاريخ المنطقة وتوثيق إبداعها، وتطوير المجال البحثي والدراسي، فتاريخ أي متحف مهم جداً بالنسبة للفنانين المعاصرين، وضرورة أن يكون هناك انتباه لأهمية الأعمال الفنية في الأرشفة للمكان.
مشاركة :