بعد كل حادثة إرهابية تَضْرب الدول الأوروبية، وتتبناها الجماعات الإرهابية التي تَتَلَبّس بالإسلام، تزاد وتيرة العداء للمسلمين، وتعمل المنظمات والأحزاب اليمينية العنصرية المتطرفة في تلك الدول على استغلال مثل تلك الحوادث لإيقاد نيران الكراهية لكل ما هو إسلامي!! وبعد تفجيرات باريس الأخيرة كان من المتوقع أن ترتفع أصوات المحرضين على الإسلام، والمُروّجين لثقافة الكراهية ضده، وأن تكون هناك استجابة واعتداءات على المسلمين ومؤسساتهم الدينية والخاصة! وهو ما حدث بالفعل من قِبَل البعض، حيث تم تداول مقطع فيديو يُحْرِقُ فيه أحد المتطرفين الفرنسيين (القرآن الكريم)، كما رُصِدت محاولات التضييق على المسلمين في الإجراءات، واستفزازهم بالهتافات والشِّعارات، والنظَرات المريبة لكل مظهر إسلامي! والأمر تجاوز الحدود الفرنسية، حيث أطلق مهاجمون مساء السبت الماضي النار على مسجد ببلدة (دون بينيتو الإسبانية)، وفي اليوم نفسه شهدت هولندا محاولة لإحراق جامع في مدينة (روزندال)؛ وهذه المشاهد تكررت قبل أشهر عقب الهجمات المسلحة على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية! فإذا كان المسلمون في الغرب يُعانون اليوم، وإذا كانت معطيات المستقبل تُنذرهم بالكثير؛ فالأمل أن تقوم الحكومات والمنظمات الإسلامية بتوفير الحماية لهم، سواء كان ذلك عبر الجهود الدبلوماسية المكثفة، والتعاون في هذا المجال مع الهيئات الدولية، أو كان بواسطة برامج تسعى لنشر الصورة الحقيقية عن الإسلام، وقدرته على التعايش السلمي مع كل البشر؛ والتأكيد بأنه دِين يصنع الحياة لا المَوت. تلك الصّورة التي شوّهها الأعداء، وبعض مَن ينتسبون -اسمًا- للإسلام، والوسائل الآن أصبحت متاحة سواء عبر القنوات الفضائية أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ذلك يتطلب خطة ورؤية وأهدافًا محددة وبرامج مكثفة وفاعلة، وعَمَلاً مؤسسيًا، ودعمًا سياسيًا وماليًا، ووقفة حازمة من العلماء والدعاة ورجال الأعمال لنصرة الإسلام. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :