تحالف أوبك+ يتمسك بزيادات الإنتاج رغم ارتفاع أسعار النفط فيينا - اتفقت دول تحالف أوبك+ خلال اجتماع الأربعاء على الالتزام بضخ زيادات معتدلة في إنتاجها النفطي على الرغم من ضغوط مستهلكين كبار لتسريع الزيادة بعد وصول أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات. وواجهت أوبك وحلفاء من خارجها بقيادة روسيا، والتي تنتج مجتمعة أكثر من 40 في المئة من إمدادات النفط العالمية، دعوات من الولايات المتحدة والهند وغيرهما لضخ المزيد من النفط مع تعافي الاقتصادات العالمية من تبعات الجائحة. لكن أوبك+ تتمسك بالمعدل المستهدف عبر ضخ زيادات شهرية تبلغ 400 ألف برميل يوميا. وقد ألقت باللوم في ارتفاع الأسعار على فشل الدول المستهلكة في تأمين استثمارات كافية في الوقود الأحفوري مع تحولها إلى طاقة أقل تلويثا للبيئة. وساهم ارتفاع مستوى التوتر الجيوسياسي المرتبط بعدد من أبرز الدول المنتجة للنفط، مثل روسيا والسعودية والإمارات، في زيادة الأسعار. وقالت مصادر في أوبك+ إن الأسعار زادت بفعل التوتر بين روسيا والولايات المتحدة حول أوكرانيا. وهو ما أكده نيل ويلسن المحلل في شركة ماركت دوت كوم حينما قال إن التوتر "بين أوكرانيا وموسكو سيواصل رفع الأسعار طالما أن الوضع يزداد سوءا". وجرى تداول خام برنت فوق 90 دولارا للبرميل الأربعاء ولامس أعلى مستوياته في سبع سنوات عند 91.7 دولارا الأسبوع الماضي في خضم التوترات في أوروبا والشرق الأوسط. وزيادة إنتاج النفط أمر له تعقيداته في ظل مواجهة العديد من أعضاء أوبك مصاعب في الوفاء حتى بمعدلات الإنتاج المستهدفة شهريا وعدم وجود طاقة فائضة لزيادة الإنتاج. ويواجه تحالف أوبك+ صعوبات في إنتاج ما يتناسب مع الحصص المحددة. ولفت كارستن فريتش من كوميرزبنك إلى أن التحالف يخفق منذ أشهر في تطبيق زيادة الإنتاج المتفق عليها بالكامل. ووفقا لإحصاء وكالة بلومبرغ، فقد زاد إجمالي إنتاج أوبك+ في ديسمبر الماضي بواقع 90 ألف برميل يوميا فقط، وهو أقل بكثير من هدف 400 ألف برميل يوميا. وأكدت لويز ديكسن كبيرة محللي أسواق النفط لدى رايستاد إنرجي أن التحالف المكوّن من 23 دولة يملك مفتاح الحل لمنع ارتفاع الأسعار بشكل كبير. وقالت "سيتوجّب أن يأتي الحل قصير الأمد الوحيد لموازنة سوق النفط التي تعاني من نقص في الإمدادات من أوبك+، على أن تقوم السعودية بدور رائد" في هذا الصدد. وأبقى تقرير بشأن المعروض أعده للاجتماع خبراء أوبك+ توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2022 دون تغيير عند 4.2 مليون برميل يوميا. وقالوا إن الطلب سيصل إلى مستويات ما قبل الجائحة في النصف الثاني من العام. وكان الطلب على النفط أعلى بقليل من 100 مليون برميل في اليوم في عام 2019، لكنه تضرر بشدة بسبب الجائحة في العام التالي عندما أجرت أوبك+ خفضا قياسيا في إنتاجها بلغ عشرة ملايين برميل يوميا أو 10 في المئة من المعروض العالمي. وتبلغ التخفيضات المتبقية 2.6 مليون برميل يوميا وتأمل أوبك+ في إنهائها قبل نهاية العام.
مشاركة :