سوف يكون حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، المزمع عقده الجمعة المقبلة، "إختبارًا مهمًا" للغاية لقادة الحزب الشيوعي الصيني، الذين ينظرون إلى التعيين بإعتباره لحظة أساسية لإعادة إطلاق الصورة العامة للصين في لحظة معقدة للغاية، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء. في الواقع، هناك هناك ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها، الذين يضغطون على بكين بشأن قضية حقوق الإنسان وأهم ملفات الشؤون السياسية الحالية، وعلى رأسها شينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان من جهة. ومن الجهة الأخرى، هناك التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الأزمة في قطاع العقارات والذي يمكن أن يثير الشك حول نموذج النمو الخاص بالبلاد، وبالتالي، الإجماع الداخلي الذي تستند إليه سلطة الرئيس شي جين بينغ. كانت الولايات المتحدة أول من قام بتسييس حدث دورة الألعاب الأولمبية، حيث روجت لمقاطعة دبلوماسية للألعاب (الضوء الأخضر للرياضيين، توقف للوفود الرسمية)، الدعوة التي انضمت إليها أستراليا والمملكة المتحدة واليابان على الفور. مع مرور الوقت، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن جبهة المقاطعة تتسع أكثر فأكثر، مما يحول حدث الجمعة المقبلة إلى طريقة لـ"تحديث خريطة التحالفات الدولية" لثاني أكبر اقتصاد في العالم. يبدو أن الضغط من الولايات المتحدة قد اشتعل بشكل خاص في الغرب، بدءًا من أوروبا الغربية، حيث سيمثل الإتحاد الأوروبي رئيسان فقط في دورة ألعاب بكين هما رئيس بولندا أندريه دودا وهنري دوق لوكسمبورج الأكبر، فيما يمثل إيطاليا السفير الإيطالي في بكين لوكا فيراري. أما ألمانيا، التي تتمتع تاريخياً بعلاقات أوثق مع الصين، أعلنت وزيرة الخارجية أنالينا بربوك أنها لن تكون في بكين لأسباب "شخصية"، في حين ربطت وزيرة الداخلية نانسي فيسر غيابها بـ"أسباب وبائية". وكل تلك الغيابات تعكس غياب الثقل الدولي للصين. في هذا المناخ من الغيابات والأفكار الأخرى والتأكيدات البطيئة في الوصول، ستتمكن الصين، مع ذلك، من الإعتماد على حليفها القديم فلاديمير بوتين، الذي سيكون في المقدمة خلال حفل الإفتتاح. وأكد حليف تاريخي آخر، باكستان، وجود رئيس وزرائها عمران خان، بينما تشهد الجبهة المناهضة للألعاب الأولمبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية توسع تدريجي، يتجه الرئيس الصيني إلى جنوب العالم حيث يسهل عليه نشر النفوذ الصيني. كما يتوقع حضور رؤساء كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، دول دول آسيا الوسطى الخمس، حيث تحاول الصين منذ فترة طويلة توسيع نفوذها في تلك المنطقة. كما سيكون هناك آيضا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وأخيراً، سوف يساهم حضور رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (CIO) توماس باخ، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في إستكمال سجل الحاضرين.
مشاركة :