بدء المرحلة الأولى التجريبية للقاح مضاد للإيدز على البشر

  • 2/3/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت شركة موديرنا المرحلة الأولى التجريبية للقاح المضاد لفايروس نقص المناعة، حيث تم إعطاء أول متطوع جرعة يعتقد أنها قادرة على وضع حد لمرض الإيدز الذي تم اكتشافه عام 1981. ووفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية، فإن فايروس نقص المناعة البشري أو متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة “الإيدز” هو عبارة عن مرض تحدث الإصابة به بسبب فايروس نقص المناعة البشري (HIV)، والذي يستهدف جهاز المناعة ويضعف أنظمة الوقاية والدفاع الخاصة بالأفراد ضد حالات العدوى وبعض أنواع السرطان. وستشمل مرحلة التجارب الأولية 56 مشاركا بالغا غير مصابين بفايروس نقص المناعة البشرية بهدف دراسة سلامة وفعالية اللقاح بحسب تقرير لشبكة “سي.أن.أن”. وسيتلقى ثمانية وأربعون من المتطوعين جرعة واحدة على الأقل من اللقاح الأساسي، وسيحصل 32 منهم أيضا على جرعة معززة إضافية، فيما سيحصل ثمانية منهم على الجرعة المعززة وحدها. وتجرى التجربة بعنوان IAVI G002 بالشراكة مع IAVI، وهي منظمة بحث علمي غير ربحية. وقال مارك فاينبرغ رئيس IAVI ومديرها التنفيذي “نحن متحمسون للغاية للمضي قدمًا في هذا الاتجاه الجديد في تصميم لقاح مضاد لفايروس نقص المناعة البشرية باستخدام منصة mRNA الخاصة بشركة موديرنا”. وأضاف “كان البحث عن لقاح مضاد لفايروس نقص المناعة البشرية طويلًا وصعبًا، ويمكن أن يكون وجود أدوات جديدة من حيث المستحضرات المناعية والمنصات هو المفتاح لإحراز تقدم سريع نحو لقاح مضاد لفايروس نقص المناعة البشرية الذي نحتاج إليه بشكل عاجل”. بدوره قال رئيس شركة موديرنا ستيفن هوغ إنه “يسعدنا جدا تطبيق تقنية mRNA في تلبية احتياجات الصحة العامة غير الملباة في جميع أنحاء العالم، وتحديدا في وضع حد لفايروس نقص المناعة البشرية”، دون أن يوضح الفرق بين الجرعتين. وتقنية “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (mRNA) استخدمت من قبل شركتي موديرنا وفايزر لتصنيع لقاحيهما المضادين لفايروس كورونا. و”الحمض النووي الريبوزي المرسال” هو عبارة عن جزيء ينقل الشفرة الجينية من الحمض النووي إلى الخلية لتنتج بروتينات. وتعتمد اللقاحات التقليدية على مبدأ الفايروسات المعطلة، وتدرب هذه اللقاحات الجسم للتعرف على “المستضدات”، وهي بروتينات ينتجها الفايروس، ومن شأن ذلك أن يفعّل استجابة جهاز المناعة عند مواجهة الفايروس فعليا، بحسب فرانس برس. وتنقل لقاحات الحمض النووي الريبوزي “المرسال” تعليمات جينية لإنتاج هذه المستضدات مباشرة في الخلايا، ويتحول جسم الإنسان إلى مقر لإنتاج اللقاحات. ومنذ اكتشاف الإيدز لأول مرة، تم تسجيل أكثر من 36 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، واعتبارا من عام 2020 كان هناك حوالي 37 مليون شخص يعيشون مع المرض بشكل أساسي في شرق أفريقيا وجنوبها. Thumbnail يذكر أنه في ديسمبر الماضي كشف باحثون أن اللقاح المضاد لمرض الإيدز يقوم على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال “إم.آر.إن.أي” أعطى نتائج أولية واعدة في التجارب التي أجريت له على بعض الحيوانات. وبيّنت الاختبارات التي أجريت على قرود أن خطر إصابتها بفايروس نقص المناعة البشرية قلّ بنسبة 79 في المئة بعد حقنها باللقاح، إلا أنه يستلزم بعض التحسينات قبل أن يتم اختباره على البشر. وقال عالم المناعة وكبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن في مجال الصحة أنتوني فاوتشي الذي شارك في إعداد للدراسة “على الرغم من الجهود التي بذلتها الأوساط العلمية العالمية طوال نحو أربعة عقود، لم يتسن التوصل بعد إلى إيجاد لقاح فاعل للوقاية من فايروس نقص المناعة البشرية”. وأضاف مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أن “لقاح الحمض النووي الريبي المرسال التجريبي هذا يجمع بين عدد من الميزات التي يمكن أن تتغلب على إخفاقات اللقاحات المضادة لفايروس نقص المناعة البشرية التجريبية الأخرى، ويمثل بالتالي نهجاً واعداً”. واختُبر اللقاح للمرة الأولى على الفئران ثم على قرود المكاك الريسوسية. وتلقت هذه الحيوانات جرعات متعددة منشطة على مدى سنة واحدة، وتمكنت من تحملها بصورة جيدة رغم تضمنها لجرعات عالية من الحمض النووي الريبي المرسال، ولم تسجل سوى آثار جانبية معتدلة، كالفقدان المؤقت للشهية. وبحلول الأسبوع الثامن والخمسين ظهرت لدى كل قرود المكاك مستويات قابلة للرصد من الأجسام المضادة. واعتباراً من الأسبوع الستين عُرِّضَت الحيوانات للفايروس كل أسبوع عن طريق الغشاء المخاطي للمستقيم. ونظراً إلى أن الرئيسيات ليست عرضة للإصابة بفايروس نقص المناعة البشرية من النوع الأول الذي يصيب البشر، استخدم الباحثون فايروسا مختلفا ولكنه مشابه، وهو فايروس نقص المناعة لدى القرود. وبعد 13 أسبوعاً، بقي اثنان فقط غير مصابين من قرود المكاك السبعة المحصنة. ولكن في حين أصيبت قرود المكاك الأخرى غير المحصنة بالمرض بعد نحو ثلاثة أسابيع، استلزمت إصابة تلك التي تلقت اللقاح ثمانية أسابيع في المتوسط. وأوضحت الدراسة أن “هذا المستوى من الحد من المخاطر يمكن أن يكون له تأثير كبير على انتقال الفايروس”.

مشاركة :