الرياض تزيد من إيقاع الاستثمار في الابتكار والشركات الناشئة

  • 2/3/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اتسعت طموحات السعودية بشأن ترسيخ تكنولوجيا المستقبل ونشاط الشركات الناشئة في نمو الاقتصاد عبر مجموعة من الاستثمارات الجديدة مع بداية هذا العام ستمهد الطريق أمام تحقيق نقلة نوعية في هذا المضمار. ويؤكد تسارع خطوات الحكومة في المراهنة على الاستثمار في التقنيات المتقدمة لتحقيق عوائد كبيرة لتمويل عملية التحول الاقتصادي غير المسبوقة التي تخوضها حقيقة الرغبة لدى المسؤولين في اللحاق بجيرانهم عبر فورة استثمارية لم تشهدها من قبل في هذا المجال. وكشفت السعودية في مفتتح المؤتمر التقني الدولي “ليب 2022” الذي تستضيفه الرياض على مدار ثلاثة أيام أنها ستستثمر حوالي 6.4 مليار في مجال تكنولوجيا المستقبل، في وقت تسعى فيه لتنويع اقتصادها المرتهن للنفط. عبدالله السواحة: الاستثمارات تجسيد لجهود دفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي ويقول المسؤولون إن هذا المبلغ يهدف إلى “دعم التقنيات المستقبلية والشركات الناشئة وريادة الأعمال التقنية”، فيما تحاول السعودية اجتذاب الشركات العالمية لنقل مقراتها الإقليمية للعاصمة الرياض من جارتها الإمارات. وأكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحة أن هذه الاستثمارات والمبادرات تُعد تجسيدا لجهود السعودية المستمرة في دفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي لتحقيق الفائدة والتقدم للعالم ولتعزيز الازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى السواحة قوله إن “هذه الاستثمارات تمثل المرحلة التالية من توسع السعودية، بصفتها أكبر سوق تقني ورقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. وأشار إلى مكانة بلده إقليميا وريادته في استقطاب المواهب التقنية، باحتضانه 318 ألف موظف في قطاع التكنولوجيا، إضافة إلى ارتفاع معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة بمجال تقنية المعلومات والاتصالات إلى 28 في المئة خلال السنوات الأخيرة. ويتضمن الاستثمار المعلن عنه مساهمات من شركات سعودية كبرى، فقد أعلنت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو إطلاقها صندوقا باسم “بروسبيرتي7” وهو كيان استثماري يتبع ذراعها أرامكو فينتشرز بقيمة مليار دولار لدعم الشركات الناشئة التي تخدم أهداف التحول التقني. وقالت الشركة في بيان إن “الصندوق يهدف لتوجيه استثماراته نحو الشركات ذات الريادة في مختلف المجالات والقطاعات والتي تمتلك ابتكارات وتقنيات وحلولا قابلة للتوسّع والتغيير”. وستشمل الاستثمارات شركات ناشئة في العديد من القطاعات في مراحلها المبكرة منها التقنيات المالية والصناعية والرعاية الصحية وحلول التعليم. ويدعم الصندوق رواد الأعمال الطموحين لبناء شركات تحويلية، وإيجاد الحلول لبعض أكثر التحديات تعقيدا في العالم. ومن المتوقع أن يزود “بروسبيرتي7” الشركات المتضمنة لديه بالتمويل وعلاقات التواصل التي تحتاجها للتوسع ودخول أسواق جديدة والوصول إلى النطاق العالمي. وأكد الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في أرامكو أمين الناصر أن الصندوق سوف يسهم في توفير الأفكار المتميزة والقدرات البحثية المتطورة والتقنيات المبتكرة من جميع أنحاء العالم. وقال “من خلال دراستنا لمتطلبات كامل سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، ودعم مجالات مهمة، مثل الرعاية الصحية والتعليم وتقنيات التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة سيوفر صندوق بروسبيرتي7 حلولا فعّالة للتحديات الأكثر إلحاحا”. السعودية تستثمر في تكنولوجيا المستقبل السعودية تستثمر في تكنولوجيا المستقبل وبالإضافة إلى تلك الخطوة، ستستثمر شركة نيوم التقنية الرقمية القابضة حوالي مليار دولار عبر التركيز على دعم التقنيات المستقبلية وكجزء من استثمارها الضخم من خلال منصة إدارة البيانات أم 3 أل.دي لإدارة البيانات. وقال الرئيس التنفيذي لنيوم جوزيف برادلي إن “مدن الواقع الافتراضي الإدراكي سترسم ملامح مستقبلنا، وهي رؤية تركز على جودة التجربة بدلا من التركيز على الحجم”. كما تعتزم شركة الاتصالات السعودية “أس.تي.سي” استثمار مليار دولار عبر مبادرة “مينا هاب” بهدف إنشاء مركز إقليمي للخدمات السحابية والرقمية في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 35 مليون نسمة وغالبيتهم دون سنّ الخامسة والعشرين. ومنذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017، نجح في إدخال إصلاحات اجتماعية كبرى، ففتح أبواب الترفيه والسياحة وسعى لجذب المستثمرين الأجانب لتنويع مصادر اقتصاد بلاده المرتهن للنفط. 6.4 مليار دولار تعتزم عدة شركات محلية عملاقة استثمارها في قطاع تكنولوجيا المستقبل وظلّ أكبر منتج للنفط في العالم لعقود طويلة بلدا محافظا للغاية، لكن الحكومة وبفضل برنامج التحول تسعى لتوفير فرص تنموية وتنويع مصادر دخل اقتصادها وفقا لأهداف “رؤية 2030” التي أطلقها الأمير محمد في العام 2016. والأسبوع الماضي أطلق صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادية) مجموعة سافي لتطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية. وتعتبر السعودية حاليا مركزا لأضخم الاستثمارات في تقنية السحابة، حيث تستثمر الشركات الرائدة على نطاق واسع ومنها غوغل وعلي بابا وأوراكل وأس.إي.بي أكثر من 2.5 مليار دولار في تقنية السحابة في السعودية. ويعطي اختيار عملاق التكنولوجيا أبل الصيف الماضي السعودية كمركز له لريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمحة عن الجهود التي بذلها المسؤولون طيلة السنوات الأخيرة من أجل جذب عمالقة وادي السيليكون للاستثمار في البلد الخليجي. وقررت أبل إقامة أكاديمية مطوري أبل في العاصمة الرياض لتُصبح السعودية الأولى في المنطقة العربية في تأسيس الأكاديمية التي ستُخصص في مرحلتها الأولى للمبرمجات والمطورات، دعما لجهود تمكين المرأة والإصلاحات الاجتماعية المتتالية. وفعليا تشهد البلاد طفرة في ريادة الأعمال وازدهارا واضحا، حيث تشير التقديرات إلى أن مجموع رأس المال الاستثماري خلال العام الماضي تجاوز إجمالي الاستثمار في عامي 2019 و2020 مجتمعَين. ويكمن أحد أبرز أسباب توجه القيادة السعودية إلى الاستثمار في شركات التكنولوجيا في السعي لتحويل تلك الشراكات إلى بوابة لنقل المعرفة والخبرة والتكنولوجيا الحديثة إلى البلد مع مرور الوقت.

مشاركة :