الثنائيات الأسبوعية.. من الممكن لها أن تستحيل ثلاثيات أو رباعيات وما إلى ذلك، وربما أكثر، في أمسيات المواجهات الرياضية التي نلتقي بها عزيزي القارئ في استراحة كل جمعة في أحاديث الذكريات ومراجعات الذكريات والتفاضل بين نجوم الرياضة الأبرز.. نجوم اليوم ونجوم الأمس.. مساؤنا الذي عشناه هذه المرة جد مختلف كونه حديث فن ورياضة، نجمانا من عالم الرياضة في هذه الأمسية، لاعبا النادي الأهلي محسن العيسى ووليد باخشوين إلا أن الحديث سيشاركنا فيه اليوم كل من النجم عبادي الجوهر الذي استضافنا في هذه الأمسية الفنية الرياضية على شرف صديقه نجم الغناء اللبناني وليد توفيق كما حضرها الفنان الشاب المرتبط بالتراث المكي محمد هاشم الذي هو في نفس الوقت شقيق اللاعب محسن العيسى، هذه الأمسية التي حضرها إلى جانب نجمينا العيسى وباخشوين من أجواء الحياة الإعلامية الإعلامية نايف العلي وإسماعيل نوفل. الفن والرياضة لا ينفكان من إثبات وتأكيد أنهما وجهان لعملة واحدة، ودائما ما يغلب هذا الطابع على الأمسيات التي تجمع نجوم الجانبين والتي كان أحدثها هذه الأمسية التي تشبع حضورها بأحاديث الفن والرياضة. بدأت الأمسية بترحيب عبادي بضيوفه الثلاثي مع «عكاظ» وكان الختام كما هو البدء الحديث عن صلة الفن بالرياضة والعكس وبغناء عبادي ووليد توفيق مجتمعين. عبادي الذي مازال في لمسات إعداد ألبومه الجديد الذي ربما يطرح في يناير المقبل تحدث عن جديده بل وطلب منه محسن العيسى ان يمتعنا ببعض جديده وهو ما تم بالفعل ليسمعنا عبادي الكثير من مجموعته الغنائية الجديدة التي سيدفع بها إلى عشاق فنه قريبا. كذلك أسمعنا النجم وليد توفيق بعضا من أغنياته اللبنانية وأحدث ألحانه على نص سعودي هو آخر تعاونه مع الشاعر سعود الشربتلي. عبادي: للقمر والشجر أهلاوي .. للروابي الخضر أهلاوي اتجهنا بأسئلتنا في البدء إلى النجم الأهلاوي عبادي الجوهر الذي يعتبر من أكبر نجوم الفن من مشجعي النادي الأهلي وكثيرا ما شدا غناء للأهلي منها الأغنية الشهيرة التي أطلقها في حفل النادي الأهلي في جدة عندما حصل على الدوري والكأس في العام 1976. «أهلاوي والكأس أهلاوي.. أهلاوي والفوز أهلاوي للقمر والشجر أهلاوي للروابي الخضر أهلاوي والكل يقول.. هيه هيه العب يالأخضر • من هنا بدأ حديثنا مع مستضيفنا عبادي الجوهر لنقول له وهل من أغنيات أخرى للأهلي والمنتخب؟ •• عبادي: نعم غنيت الكثير للأهلي نادي المفضل كما غنيت الكثير للأندية الأخرى مثل الاتحاد والنصر والهلال في حفلاتهم بمناسبة إنجازاتهم الرياضية المتعاقبة، وللمنتخب الأخضر والتي كانت أجملها وأكثرها أهمية أغنية لسمو الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد من ألحاني عندما حقق المنتخب أول كأس لآسيا عام 1984: «جاكم الإعصار ما شيء يعيقه، منتخبنا اليوم وخر عن طريقه هذا الأخضر لا لعب جهزوا كاس الذهب». • هل مارست الرياضة لاعبا؟ •• ومن منا لم يمارس لعب الكرة في الحواري، طبعا مارستها ومن هنا عادة تكتشف العين الخبيرة الموهوبين لدرجة تمثيل الأندية، أنا لعبت الكرة في الحواري طبعا، ثم إني كنت واحدا من منتخب الفنانين الذي لعب في الرياض في مناسبات تشجيعية وخيرية. • أرى ضيوفك من اللاعبين اليوم فقط من الأهلي، أين أصدقاؤك من الاتحاد مثلا؟ •• ليس لهذا العامل أي علاقة بصداقتي مع نجوم الرياضة فالكثير من نجوم الفرق المختلفة غالبا ضيوف على صالوني أو أنا ضيف عليهم، تذكر في رمضان الماضي كنا كلنا ضيوفا على نايف وإبراهيم هزازي في إفطار رمضاني، وكذلك النجم الكبير سعيد غراب طالما كان معي وشاركني فرحتي بابنتي مي يوم زفافها. ثم إني قلت غير مرة إنني غنيت في حفل لنادي الاتحاد دون أن أدعى للغناء، أما كيف فأقول لك إن النادي كان يحتفل ببطولة ما.. وكان الجميع يغني في الحفل ومنهم محمد عبده فما كان مني إلا أن حملت نفسي وذهبت إلى الحفل وشاركت دون أن أكون في برنامج الحفل ويومها وجدت ترحيبا كبيرا من جماهير الاتحاد وإدارته. باخشوين: مع فن عبادي يتجدد العشق واتجهنا بأسئلتنا إلى اللاعب وليد باخشوين الذي سألناه عن الفن بداية وعلاقته به فقال: أنا أسمع للكل.. الكل لديه مذاق الشغف بالجمال والإبداع الموسيقي أنا شغوف جدا بإبداعات طلال مداح ومحمد عبده وعبادي وأستمتع بالكثير من إبداعات نجوم الأغنية الشبان في المملكة والمنطقة. • ما هي حكاية «الهيدفون» معكم نجوم كرة القدم الشبان في المعسكرات والطائرات وقبيل المباريات وهكذا، هل كل ذلك تعامل مع الفن والأغنية؟ - موضوع طبيعي وليس الأمر مقصورا علينا فكل الناس شبانا وشيبا لديهم اهتماماتهم بالموسيقى والغناء، وأنا محب للفن ففي كثير من أوقاتي «الميتة» التي لا تستوجب الاستيعاب لتعاليم المدربين أو غير ذلك من مناحي الحياة المختلفة تجدني أستمتع بإبداعات كبار الفنانين، كان ذلك قبل أن أبدأ تماريني وانتسابي لنادي الاتحاد بل أيام الركض في مساحات الحارة مع زملاء البدايات أي قبل أن أجيء إلى قلعة الكؤوس «الأهلي» وألعب له. والفن والرياضة خطان في حياتي، وها أنت تراني أطلب من أستاذنا عبادي الجوهر الذي يستضيفنا اليوم بعض ما أحب من أغنياته التي ارتبطت بها منذ الصغر. حتى إنني أحب أن أؤكد على الإبداعات الجديدة التي طرحها لنا خلال المواسم الثلاثة الماضية، والتي ستتوج بجديده الذي أسمعنا بعضا منه الليلة، والذي علمت أنه سيكون في يناير أمام كل محبيه ومعجبيه، مع عبادي وفن عبادي يتجدد العشق ويستوي الجمال في الأفق. العيسى: يطربني طلال وأتمنى جوارديولا • وفي حوارنا مع النجم محسن العيسى كان أول أسئلتنا حول تميزه في كونه متعدد المراكز كلاعب وأن تنقله كمحور في مختلف مراكز الوسط ماذا يعني، ثقة من المدرب؟ أم جاهزية غير معتادة لدى محسن الذي كان أحد ضيوف الأمسية مع شقيقه الفنان محمد هاشم الذي اختار الفن الأصيل والتراثي منهاجا لسيره في عالم الموسيقى والغناء.. محسن نريد أن نعرف بداية إجابتك على تعدد مراكز لعبك كمحور وغيرها في الملعب وأكثر مراكزك وضوحا كان «وسط أيسر»؟ حدثنا عن ذلك؟ •• محسن العيسى: لعبت في كافة مراكز الوسط الأهلاوي إذ لعبت حسب رؤى المدرب كمحور متأخر، كذلك محور متقدم، ولعبت في بعض المباريات وسطا أيمن وفي الغالب وسطا أيسر. • من كان أول مكتشف لموهبتك؟ •• كان ذلك والدي الوحداوي المعروف وابن مكة الذي انتقلت معه الأسرة إلى المدينة المنورة حيث ولدت هناك، وقدمني لأول مدرب يتعامل مع موهبتي عبدالحميد السيكا مدرب نادي الأنصار وقتها، كان ذلك وأنا في السادسة من عمري واستمررت لسنوات عشر في مواظبة وعمل وكد وجهد لا محدود لأنمي موهبتي وأمثل الفريق الأول وعمري 16 عاما فقط، الأمر الذي ذكرني ببدايات محيسن الجمعان مع النصر عندما دفع به في هذا السن إلى الملعب وفي مباراة هامة، طبعا أستند إلى ذلك بمشاهداتي للمباريات القديمة في الدوري السعودي، حتى إنني شاهدت مباريات من السبعينيات الميلادية. • هنا دعنا نتوقف.. بماذا خرجت من تلك المشاهدات، ومن هم نجوم تلك المراحل وما تلتها إلى الماضي القريب من وجهة نظرك؟ •• اووووه، أعجبت بكثير من نجوم المراحل المختلفة مثل الكابتن عبدالرزاق أبو داوود وأحمد الصغير رحمه الله سيما في تلك المباراة التاريخية مع الهلال 3/1 في الرياض، مروان بصاص، خالد مسعد، محيسن الجمعان، ويوسف الثنيان ويوسف خميس وماجد عبدالله ونواف التمياط والمعلم خالد قهوجي الذي أعتبره بالفعل معلما في الكرة رغم قصر عمره في الملاعب. • في رأيك ما هو أجمل أهدافك حتى الآن؟ - كان في الاتحاد في الموسم الماضي، وأعتز به كثيرا. • وما هو أجمل هدف عالمي شاهدته؟ إذا كنت تتابع الكرة العالمية؟ •• اللاعب الذي لا يتابع دروس الكرة العالمية، ليس مكتمل العلم في الكرة، إذ إنها فن وعلم يسبقها الموهبة، أنا سعدت بهدف لزيدان في بطولة الأندية الأوروبية، كان تحفة كروية في فنون المستطيل الأخضر، وأعتقد أنه كان في مرمى بايرن ميونيخ. • احك لنا عن قدومك من الأنصار إلى الأهلي وكيف كان ذلك؟ •• كان ذلك في عمر الثالثة والعشرين. • من هو أفضل مدرب عالمي أشرف على تدريبك؟ ومن هو المدرب الذي تتمنى أن يشرف على تدريبك؟ •• جاروليم، والهولندي ريكارد الذي اختارني للمنتخب وأشعرني بمستواي الفعلي، وهو الذي تابعته في مباريات سابقة وهو يمثل بلاده لاعبا، ولكن لعنة الإصابات التي لاحقتني لم تتح لي تمثيل الأهلي بشكل يتناسب وطموحاتي؟ أما المدرب العالمي الذي أتمنى أن أتدرب على يديه فهو جوارديولا. • ما هي طموحاتك مع الأهلي؟ •• أغلى أمنياتي تحقيق الدوري مع الأهلي، كذلك الوصول إلى آسيا معه. • من تتابع من الفنانين، ومن هو مطربك المفضل؟ •• أسمع الجميع، وبخاصة محمد عبده وعبادي وعبدالمجيد وماجد المهندس، كما أنني تابعت كثيرا أخي محمد هاشم وهو يستمع ويتغذى على إبداعات الكبار بل وأحببت أجواءهم الفنية مثل طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد ومحمد أمان وأستاذ الجميع طلال مداح الذي أنا مغرم بإبداعاته وأسمعه أكثر من الجميع. محمد هاشم: الأولوية للفن الأصيل في الغناء والكرة والنجم الشاب محمد هاشم الذي شدا بالكثير من الأغنيات مع عبادي ووليد توفيق في الأمسية وهو الصوت المجدد لإبداعات كبار فنانينا بالأمس محمد علي سندي وفوزي محسون وطارق عبدالحكيم ومن هم قبلهم مثل سعيد أبو خشبة وحسن جاوا وحسن لبني وغيرهم، في ذاك المساء شدا محمد هاشم بالكثير من ألوان التراث الذي لم يزاحمه فيه إلا المستضيف عبادي الجوهر. يقول محمد هاشم: الجمال في الأصالة واحد وهو سواء في الفن واللعب ففن الملعب إبداع فيه الكثير من الفكر كما هو الحال مع التراث الموسيقي الأمر يصنف هكذا ببساطة فن وإبداع أم غير ذلك؟ ليس هناك منطقة وسطى بين الخيارين إما صدق أو غير صدق. فالأولوية والخلود أيضا للفن الأصيل في الغناء أو الكرة. عموماً انتظروني قريبا مع استاذي إبراهيم خفاجي وانا احدد اغنيتي من اشعاره. وليد توفيق: بعد ضياع البرازيل .. العوض في موسكو وليد توفيق.. الذي كان ضيفا على عبادي في ذاك المساء، شدا بالكثير من الأغنيات اللبنانية وأغنياته التي أحبها جمهور العرب في كل مكان ودليلنا إلى ذلك كونه المطرب العربي المعروف والمطلوب في حفلات العرب في المهجر وكانت آخر مشاركاته في عدة ولايات أمريكية، شدا فيها للعرب من أحدث أغنياته وقديمها، تجمل ذاك الليل بغناء مزدوج لعبادي ووليد سيما وهما يغنيان لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب «بلاش تبوسني في عيني.. دي البوسة في العين تفرق» وغيرها من الأغنيات. وأضاف وليد توفيق: طالما أن ليلنا اليوم مزين بنجوم الكرة السعودية دعوني أحدثكم إلى أي مدى أصبح المنتخب السعودي مفخرة للعرب وهو يصل للمونديال والعرس العالمي أربع مرات، مع أمنياتي بأن يعوض عدم تأهله هذه المرة بالوصول إلى مونديال موسكو بعد أن ضاعت فرصة المشاركة في البرازيل. من ناحيتيهما كان الإعلاميان الزميلان نايف العلي وإسماعيل نوفل قد شاركا بفاعلية ومداخلات جميلة بين الساهرين تنم عن خلفيات ثقافية في شؤون الفن والرياضة، وأجريا الكثير من الأحاديث مع نجوم الأمسية للإعلامين المكتوب والمرئي.
مشاركة :