طهران - الوكالات: أكدت إيران أمس على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها أن المباحثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي لا تزال تشهد تباينات مع الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات والضمانات المطلوبة من قبل طهران. وقال المتحدث سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي: «تتبقى مواضيع مهمة بشأن رفع العقوبات، ما يحول حتى الآن دون إبرام اتفاق». وأضاف: «في ما يتعلق بمسألة الضمانات يجب أن يتم تحقيق تقدم بطريقة مقبولة بالنسبة الى إيران، لكي نتمكن من إغلاق هذا الملف». وتأتي تصريحات خطيب زاده بعد أيام من إعلان منسّق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا الجمعة تعليق الجولة الثامنة من المباحثات الجارية في فيينا بشكل مؤقت لعودة المفاوضين الى عواصمهم من أجل التشاور. وحضّ الدبلوماسي الأوروبي الأطراف المعنيين على اتخاذ «قرارات سياسية»، مشيرا الى أنه من المتوقع استئناف المباحثات هذا الأسبوع. ومنذ أشهر، تخوض طهران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق عام 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين) مفاوضات تهدف إلى إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018، معيدة فرض عقوبات على طهران، ما دفع الأخيرة إلى التراجع عن التزامات مدرجة فيه. وتشارك واشنطن بشكل غير مباشر في المباحثات، ويتولى الأطراف الباقون إضافة الى الاتحاد الأوروبي تنسيق المواقف بين الإيرانيين والأمريكيين. وبدأت مباحثات فيينا في أبريل 2021، وعلّقت في يونيو تزامنا مع انتخاب المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران، خلفا للمعتدل حسن روحاني الذي أبرم الاتفاق في عهده. وعادت المباحثات واستؤنفت في أواخر نوفمبر. ويقر الأطراف المعنيون بأن التفاوض يحقق تقدما في الآونة الأخيرة، لكن تبقى نقاط عدة عالقة. كما تبادلت إيران والدول الغربية تصريحات تحمّل الآخر المسؤولية عن بطء عملية التفاوض والتقدم فيها. وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأمريكي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها النووية. ورأى خطيب زاده أن «تقدما مهما جدا» تحقق خلال الفترة الماضية من المباحثات، بما يشمل مجالات رفع العقوبات والتحقق من ذلك والضمانات. وأضاف: «نقترح (على الأطراف الآخرين) أن يعودوا من عواصمهم مع القرارات الضرورية لنتمكن من أن نختتم سريعا ما تمّ تحضيره في المسودات»، مشددا على أن «الأطراف الآخرين يعرفون نقاط التباين بشكل واضح. عليهم اتخاذ قرارات سياسية، وخصوصا في واشنطن». وشدد على أن طهران تنتظر «القرارات السياسية من واشنطن بعد عودة الوفد الأمريكي» إلى فيينا. وأضاف: «بإمكاننا التوصل الى اتفاق مستدام، موثوق به، وجيد غداة عودة المفاوضين إلى فيينا» في حال اتخذ الآخرون القرارات السياسية «الصحيحة».
مشاركة :