تشتد المنافسة بين الموهوبين في مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة، لاجتياز التصفيات النهائية لأولمبياد إبداع 2022، الذي تنظمه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بالتعاون مع شريكها الإستراتيجي وزارة التعليم، بفريق تحكيمي مكون من 65 محكماً من علماء وخبراء ومختصين، سيقومون باختيار المشاريع الفائزة للتأهل للمشاركة في معرض "ريجينيرون الدولي" للعلوم والهندسة (آيسف 2022). وتصدى الموهوبون لأبرز التحديات التي تشغل ذهن العالم، تتعلق بالطاقة والألواح الشمسية وما يعتريها من تقلبات جوية, بالإضافة إلى صناعة مواد عضوية جديدة واكتشاف حرائق الغابات مبكرا، فضلا عن اكتشاف الزئبق في مياه البحر. ويستعد الموهوبون لحزم حقائبهم مبكراً نحو (آيسف 2022) في الولايات المتحدة الأميركية في مايو المقبل إن استطاعوا اجتياز التصفيات المؤهلة السبت القادم، في ختام معرض العلوم والهندسة الجاري، حيث من المتوقع أن تخضع مشاريعهم إلى فحص دقيق، وتحكيم علمي رصين من اللجان المتخصصة، تمهيداً لفلترتها وتأكيد حجوزاتها النهائية في المشاركة الدولية في أميركا. وتغلب الطلبة السعوديون الذين لم يتخطوا السابعة عشرة من العمر على أعمارهم، وتدثروا بسلاح العلم والمعرفة بعد أن أمضوا آلاف الساعات التدريبية بغية نيل شرف رفع العلم السعودي في معرض "ريجينيرون الدولي" الذي يقام في الولايات المتحدة في المدة من 8 إلى 13 مايو المقبل. ولم تخطئ أعين الطلاب مستهدفات الرؤية المملكة 2030, وظلت حجر الزاوية في جميع جنبات المعرض، الذي تحول بدوره لخلية نحل لم تهدأ وهي تسبر أغوار المعرفة في الطب والعلوم الحيوية، والفيزياء والنظم المدمجة، ومجالات الطاقة الفيزيائية، وعلم الأحياء الخلوية الجزيئية، والحسابية والمعلوماتية، والهندسة الطبية والبيئية. وأكدت رئيسة اللجنة العلمية في معرض إبداع 2022 الدكتورة فاطمة آل هملان الوصول هذا العام لمرحلة التنافسية، وأصبحت المشاريع المقدمة قادرة على المنافسة عالمياً، مبينة أن البحث العلمي هو أساس تطور نهضة الأوطان وجميع المشاريع تصب في عصب الاقتصاد ومخرجات رؤية المملكة 2030 . من جانبه أفاد رئيس لجنة التحكيم الدكتور نزيه العثماني أن مشاركة 152 طالبا من مختلف المملكة يمثل تقدماً كبيرا، بالتزامن مع المرحلة السابعة للإبداع الأولمبي, مشيراً إلى أن الموهوبين قدموا مشاريع بحثية وابتكارية مميزة في مجالات حيوية في الطب والهندسة والاتصالات والطاقة والبيئة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في كل المجالات الحيوية، وبُذلت جهود كبيرة . وأوضح أن المشاريع المعروضة ستكون تحت مجهر دقيق لـ 65 محكما، معظمهم محكم دولي، ومرتبة المحكم العلمية من أستاذ مشارك لأعلى، ولديهم حصيلة علمية من البحوث المنشورة، وخبرات متراكمة في مجالاتهم، وكل طالب سيمر عليه خمسة محكمين في الجلسة الواحدة، يقدم فيها الطالب مشروعه، ويتم التحكيم وفق معايير دولية مطابقة تماماً لمعايير "آيسف"، ومن ثم يتم حصر النتائج وبدء المداولات في التحكيم التي تستغرق من 8-9 ساعات لاختيار أفضل المشاريع. وأكد العثماني أن كل طالب من الممكن أن تكون له فرصة للحصول على الجوائز الخاصة والكبرى, وأن الجميع فائز بوصوله لهذ المراحل، خاصة مع مشاركة سدايا وهيئة الفضاء ووزارة الطاقة وأكثر من 18 منشأة، وجهة يتم من خلالها تقديم ورش عمل في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والبيانات ومتطلبات العصر الحديث, مبيناً أن السعودية أصبحت حاليا رقماً صعبا في الأولمبياد الدولي خاصة في المجالات العلمية، وسيتمكن الموهوبون السعوديون من مقارعة 90 دولة بواقع ألفي طالب وطالبة بمشاريعهم من جميع دول العالم.
مشاركة :