جدة ـ البلاد سجّلت المرأة السعودية حضوراً لافتاً في المشهد الثقافي الوطني بدعمٍ من سياسات وزارة الثقافة المُشجّعة على تمكين المرأة في مختلف القطاعات، سواء بالاحتفاء بإبداعاتها الفنية والأدبية أو بإشراكها في إدارة المشروع ذات العلاقة. وساعدت سياسات التمكين هذه على بروز أسماء مبدعات سعوديات في قطاعاتٍ ثقافيةٍ متعددةٍ بعضها جديد أو مستحدث من قبل وزارة الثقافة مثل الأزياء وفنون الطهي والمتاحف، إلى جانب القطاعات الكلاسيكية المعروفة في مجالات الأدب والأفلام والموسيقى ، كما شهدت الساحة الثقافية السعودية في الفترة الماضية استمراراً لتألق صانعات الأفلام السعوديات والتشكيليات وكاتبات السيناريو وغيرها من الفنون، وفي مجال الفن التشكيلي هناك اسماء استطاعت أن ترتاد آفاق العالمية ، حيث انتشر هذا الفن بين النساء في السعودية بشكل واسع واصبحت الفنانات التشكيليات السعوديات من أشد المنافسين للفنانين التشكيليين في السعودية والعالم العربي بل وصلت أعمالهن الفنية إلى أنحاء العالم. ومن إبداعات السعوديات في مجال الفن التشكيلي فقد استطاعت عدد من طالبات ومنسوبات جامعة عفت , على إعادة تدوير مخلفات البحر الأحمر وتحويلها إلى مجسمات جمالية وقطع فنية تزيّن الكورنيش الأوسط بمحافظة جدة، ضمن رسالة الجامعة التوعوية بعنوان “البحر الأحمر ثروة فلنحافظ عليها” بمشاركة 136 متطوعة، ترسيخاً لثقافة المسؤولية البيئية المجتمعية لمعالجة السلوكيات الخاطئة في التعامل مع المخلفات وتحويلها إلى جماليات. ويهدف المشروع -الذي استمر على مدى 6 أسابيع- إلى التخلص من المخلفات بأنواعها المختلفة بطرق مبتكرة بعيداً عن الأساليب التقليدية، من أجل تعزيز الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع بآلية التعامل السليم مع النفايات والحدّ من ظاهرة الرمي العشوائي، والحفاظ على جميع مظاهر البيئة البحرية، الأمر الذي أسهم في إكساب طالبات ومنسوبات الجامعة خبرات ومهارات واستثمار طاقاتهن في تحويل المخلفات إلى مجسمات جمالية ولوحات فنية. وأكدت رئيسة جامعة عفت الدكتورة هيفاء رضا جمل الليل أن المشروع -الذي نُفّذ بالتعاون مع برنامج “سين” التعريفي بالمشروعات التي تنفذ في المملكة- ينمي مواهب الطالبات ويحتويها ويشجّعها، وتحويل الجامعة طاقاتهن إلى إبداع مستمر، ومنها إعادة التدوير وتشكيل القطع الفنية التي تحاكي الطبيعة من خلال تدوير المخلفات إلى جماليات. وأشارت إلى أن مساندة الجامعة للمشروع تأتي في إطار إسهامها في بناء مجتمع واعدٍ بالحفاظ على البيئة، والمشاركة في صناعة القيادات والكوادر السعودية الشابة الموهوبة والمبتكرة التي تتمتع بحصيلة متميزة في خدمة المجتمع، وقادرة على القيام بدورها التنموي المنتظر بكل جدارة واقتدار. ودعت الدكتورة جمل الليل إلى ضرورة تكثيف جهود التوعية لزيادة الوعي البيئي لدى المجتمع، لأن العمل الجماعي والوعي البيئي من أسس الارتقاء بأي مجتمع نحو تطور ونهضة بيئية مستدامة خالية من التلوث والأضرار.
مشاركة :