أنهت مصر مساء الخميس حلم الكاميرون في كأس الأمم الأفريقية 2022 لكرة القدم التي تستضيفها منذ 9 كانون الثاني/يناير، عندما تغلبت عليها في العاصمة ياوندي وأمام جمهورها بملعب “أوليمبي” الذي يحمل اسم الرئيس بول بيا بركلات الترجيح 3-1، لتنتزع تأشيرة المرور إلى الدور النهائي حيث ستواجه السنغال الأحد المقبل. وقد انتهى الوقت الأصلي ووقت التمديد بالتعادل السلبي، وأضاع موكودي وسليكي كلينتون ركلات الترجيح بالنسبة للكاميرون فيما حولها زيزو وعبد المنعم ولاشين ضربات مصر. دخلت مصر بنفس تشكيلتها الأساسية التي تغلبت على المغرب في الدور السابق، فكان بديل الشناوي، محمد أبو جبل في حراسة المرمى، وفي الدفاع عمر كمال ومحمود حمدي الونش ومحمد عبد المنعم وأحمد فتوح، فيما نشط خط الوسط محمد النني وعمرو السولية وحمدي فتحي، أما الهجوم فضم الثلاثي محمد صلاح ومصطفى محمد وعمر مرموش. من جهتها، دخلت الكاميرون المعززة بدعم جمهورها بتشكيلة لم تحمل أي مفاجأة، مع الثنائي الهجومي الخطير فانسان أبوبكر لاعب نادي النصر السعودي وكارل توكو إيكامبي مهاجم ليون الفرنسي. وقد تأهلت في السابق في سبع من تسع مباريات نصف النهائي بالمنافسة. بدأت المباراة الثانية عشرة بين الفريقين في البطولة القارية تحت إدارة الحكم الغامبي باكاري غاساما، وسط ضغط جماهيري شديد وتشجيعات تم تضخيمها مكبرات الصوت المركبة حول الملعب. وقد طلب مدرب المنتخب المصري كارلوس كيروش من لاعبيه عشية المواجهة التركيز على اللعب فقط من دون الانتباه لأي عامل خارجي يلهيهم عن المباراة مثل الجمهور أو الحرارة أو أرضية الملعب، كما دعاهم إلى التزام الهدوء وامتصاص حرارة منافسهم في نصف الساعة الأول. وفي الدقيقة التاسعة، خرجت مصر من ضغط “الأسود” وسعت لبناء الهجمات، فسار صلاح بالكرة مرتكزا على مصطفى محمد فيتبادل معه قبل أن يسدد فوق المرمى. لكن الكاميرون واصلت السيطرة والضغط على حامل الكرة، وتعددت الهجمات يمينا وشمالا، وفي الدقيقة 15 توغل توكو إيكامبي من جهة أحمد فتوح ليسدد بين أيدي أبو جبل. وأضاع المصريون الكرة فور استعادتها، ما أربك المدافعين وسمح للمدافع نغادو أن يتلقى تمريرة على طبق من ذهب ليسدد في العارضة. وإثر الركنية التي تلت هذه الفرصة بالدقيقة 18، فشل المدافع كاستيليتو في تحويل كرة ذهبية إلى هدف التقدم رغم أنه كان أمام الحارس. ردت مصر بفرصة سريعة ختمها عمر كمال بتسديدة خارج المرمى. إلا أن الكاميرون استمرت في فرض سيطرتها، فكاد أبوبكر أن يهز الشباك مرة أخرى، في الدقيقة 23، لولا التدخل القوي للحارس أبو جبل. وعاد الخطر من جديد عن طريق إيكامبي في الدقيقة 31 لكن أبو جبل كان دائما في المكان المناسب. وكان عجيبا وغريبا أن يدخل منتخب “الفراعنة” لغرف الملابس من دون أن يتلقوا هدفا في مرمى أب جبل. وكان واضحا أن كيروش بحاجة لتغييرات في تشكيلته أو في خطته. فقام المدرب البرتغالي لمنتخب “الفراعنة” بتغيير أول منذ بداية المرحلة الثانية بدخول محمود حسن “تريزيغيه” في مكان عمرو السولية. واقترب مصطفى من مرمى الحارس أندوا برأسية جميلة لكن ضعيفة. وأهدر صلاح فرصة الهدف الأول لمصر في الدقيقة 55 عندما انفرد بأوندوا إثر خطأ فادح في دفاع “الأسود” ليسدد في ساق الحارس. ثم قام كيروش بتغيير ثان في الدقيقة 63 بدخول رمضان صبحي في مكان مرموش. تغير وجه المباراة بتغييرات المدرب المصري وتحسن أداء فريقه بكثير، لكن الفرص ظلت قليلة من الجانبين. وانتهى الوقت الأصلي سلبا، لكن مصر خسرت مدربها بعد تلقيه بطاقة حمراء بسبب احتجاجاته المتكررة على قرارات الحكم الغامبي. ولم تسجل فرصا تذكر في وقت التمديد، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح. ونجحت مصر في تحويل كل ضرباتها خلافا للكاميرون التي أضاعت ثلاث ركلات عن طريق موكودي وسليكي وكلينتون.
مشاركة :