«مهنة القراءة» في «الملتقى الأدبي»

  • 2/3/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحت عنوان «نحن نقرأ، هم يقرؤون» نظم «صالون الملتقى الأدبي» أول أمس أمسية أدبية استضاف فيها الأديبة والإعلامية د. بروين حبيب التي رشحت للقراءة في «الملتقى» كتاب الإعلامي والكاتب الفرنسي برنار بيڤو «مهنة القراءة» ترجمة سعيد بوكرامي. أدارت جلسة الحوار أسماء صديق المطوع مؤسسة «الملتقى» فرحبت بالضيوف مشيرة إلى أن هذه الأمسية هي استكمال للمبادرة الجديدة التي أطلقها «الملتقى» قبل شهرين تحت عنوان «هم يقرؤون»، وهي تطرح على الضيوف من النخبة المثقفة سؤالاً: لمن يقرؤون؟ وماذا يقرؤون؟ طالبة منهم ترشيح كتب لنقرأها معاً ونتناقش حولها. وأضافت المطوع أن ذلك يرجع إلى رغبة في التعلم والمعرفة وجعل النوافذ مشرعة على ما يشغل المثقفين، إضافة إلى رسالة الانفتاح على الآخر الثقافي. وأشارت إلى أن هذه الحلقة هي الثانية من المبادرة، وفي هذه الجلسة نستمتع بالنقاش مع برنار بيڤو في كتابه الأشبه بالسيرة الذاتية المهنية، الذي يشكل خلاصة ما يزيد على خمسة عشر عاماً من الحوارات أجراها مع العديد من الشخصيات من خلفيات مختلفة، حيث يظهر في الكتاب وجه الصحفي والمثقف، والمحاور الذكي اللماح الذي استطاع بفضل ثقافته وموهبته أن يبدع ويتفوق في مختلف أشكال النقاشات، وأن يعرض خلال على امتداد خمسة عشر عاماً عناوين الكتب المختلفة وما يرتبط بها من صدام الأفكار وتفاعل الوسط الثقافي معها. وفي هذا الكتاب، ينسب الإعلامي كل نجاح في برنامجه الشهير «أبوستروف» إلى الكتب التي كان يناقشها في البرنامج وليس إلى نفسه، فالنجم هو ما يرتبط به من قراءة. ويقول المؤلف في صفحة 190 من الكتاب: «كلما زاد عدد الكتب العادية أو عديمة الفائدة في مكتبة أو متجر لبيع الكتب زاد خطر التكاثر». الإعلامية بروين حبيب الإعلامية بروين حبيب وبدورها، أكدت د. بروين حبيب أن الكتاب مترجم بلغة أدبية عالية حيث يتكلم كأديب وناقد وهو يتعامل مع الكتابة بحرفية عالية. ذلك أن بيڤو تكلم من دون غرور، وكان ينتقد نفسه في البدايات، وتساءلت بروين حبيب ما مدى أن يكون عندنا مقدم عربي للكتب بنجاح أو اكتشاف أصوات واعدة، مؤكدة على أن عندنا أجيالاً وتجارب واعدة يمكن أن تبرز أهم البرامج الثقافية، كبرنامج «أبوستروف»، ولكن الموضوع ملتبس لأن بيئتنا العربية غير بيئتهم، مبينة أن البرامج الثقافية تحتاج من يصرف عليها ويخصص الميزانيات لمثل هذه البرامج، كما تحتاج أيضاً إلى مادة راقية. وأضافت د. حبيب قائلة: أعتقد أن مقدم البرامج العربية اجتهد، ولكن هناك صناعة أيضاً ونحن نحتاج مبادرة لضخ ميزانيات لصناعة قناة فضائية عربية، ولأن الميزانيات تطلع من أصحاب القرار فمثل هذا البرنامج يحتاج لقرار، وكشفت أن برنامج الحوار يحتاج تقنيات عالية، إضافة إلى أسلوب جذاب للتحدث، لأن صياغة الأسئلة في الحوار فن، واقترحت أن يقرأ الإعلاميون هذا الكتاب لما فيه من أسلوب في طرح الأسئلة واقتناص الحديث، متأسفة على أن مثل هذه الكتب تغيب عن مكتباتنا. وفي الكتاب، طرائف عديدة، فمن يكتب جيداً قد لا يجيد الحديث، مثلاً نابوكوف أراد من أحد محاوريه أسئلة مكتوبة ليقرأ أجوبته مكتوبة أيضاً خلال الحوار، كما أن كيسنجر اشترط في حوار أجراً كبيراً لا تتحمله ميزانية التلفزيون، ولذلك رفض في البداية ثم استسلم لشرط المحاور بعد ذلك.

مشاركة :