القاهرة 3 فبراير 2022 (شينخوا) تنفذ الحكومة المصرية، خطة طموحة لتطوير البحيرات، التي تعرضت لإهمال جسيم على مدار العقود الماضية، أدى إلى تدهور أوضاعها، وذلك كخطوة نحو تنمية الثروة السمكية. وتوجد في مصر عدة بحيرات، هي مريوط وإدكو والمنزلة والبرلس والبردويل في شمال القاهرة، والتمساح والمرة في محافظة الإسماعيلية شرق العاصمة، وقارون والريان وبحيرة السد العالي جنوبا. وتعد مياه بعض هذه البحيرات عذبة مثل مريوط وإدكو، بينما مياه بعضها الآخر عذبة ومالحة مثل بحيرتي المنزلة والبرلس، في حين مياه بحيرات مثل البردويل والتمساح مالحة. وتنتج هذه البحيرات نحو 12% من إجمالي إنتاج مصر من الثروة السمكية، حسبما قال الدكتور صلاح مصيلحى رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية. وأضاف مصيلحي في تصريحات خاصة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن البحيرات في مصر تشهد حاليا تطويرا كبيرا وعلى مستوى عال وذلك من خلال التعاون بين هيئة الثروة السمكية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة قناة السويس وبعض الشركات الخاصة. وتوقع المسؤول المصري، أن يتم الانتهاء من تطوير بعض البحيرات مثل البردويل والبرلس والمنزلة في نهاية العام الجاري، على أن ينتهي تطوير بحيرة مريوط خلال العام القادم. وتختلف تكلفة التطوير من بحيرة لأخرى، ووصلت تكلفة مشروع تطوير بحيرة المنزلة فقط، التي تبلغ مساحتها 250 ألف فدان، ملياري دولار حتى الآن بحسب تصريح سابق لرئيس الحكومة مصطفى مدبولي. وأكد مصيلحي، أن تطوير البحيرات سوف يؤثر بشكل إيجابي على الثروة السمكية في مصر، مشيرا إلى أن مردود هذا التطوير بدأ يظهر إلى حد ما على الرغم من عدم انتهاء أعمال التطوير. واستدل على ذلك بإنتاج بحيرة مثل المنزلة الذي بلغ 82.5 ألف طن من الأسماك في العام 2020 مقابل 60 ألف طن في العام 2017. ولفت إلى أن نتائج تطوير البحيرات لن تظهر بشكل واضح إلا بعد انتهاء أعمال التطوير، إذ مازالت المعدات موجودة في البحيرات لإزالة التعديات والحشائش وتعميق بعضها. ويمثل إنتاج البحيرات حتى الآن وقبل انتهاء التطوير الجزء الأكبر من الإنتاج السمكي للمسطحات المائية، التي تنتج 20% من الأسماك في مصر. ويبلغ إنتاج البحيرات 12% من إجمالي الإنتاج السمكي في البلاد، ونهر النيل 4%، والبحر الأحمر 2%، والبحر المتوسط 2%. وكشف المسؤول المصري، عن أن إنتاج بلاده من الأسماك تخطى 2.2 مليون طن في العام 2020، وتوقع أن يفوق حجم إنتاجها في العام 2021 نظيره في العام الأسبق. وارتفع نصيب المواطن المصري من الأسماك إلى حوالي 20.5 كيلو جرام سنويا، مقارنة بـ 16 كيلو جراما في الفترات الماضية، وطبقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) فإن المستوى العالمي للفرد 21.5 كيلو جرام في السنة. واعتبر مصيلحي، أن نصيب الفرد في مصر من الإنتاج السمكي "متميز جدا". وتوقع أن يصل إنتاج مصر السمكي في عام 2025 إلى 2.5 مليون طن، وهو ما يفوق احتياجات المستهلك المصري. ونوه بأن الثروة السمكية في مصر تشهد نهضة كبيرة في ظل الدعم المباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وجه بإنشاء العديد من مشاريع الاستزراع السمكي. وتنتج المزارع السمكية نحو 80% من إنتاج مصر السمكي. وافتتحت مصر خلال السنوات الماضية عدة مشروعات كبيرة في مجال الاستزراع السمكي مثل مشروع بركة غليون في محافظة كفر الشيخ، ومشروع الفيروز في محافظة بورسعيد الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ومشروع ثالث في قناة السويس. ووصف مصيلحي، هذه المشروعات بأنها "عملاقة"، وتوقع أن تضيف 500 ألف طن من الأسماك بمجرد أن تبدأ الإنتاج بالشكل الأمثل. واعتبر أن "الاستزراع السمكي في مصر مجال واعد جدا ومصادره متاحة ويعتبر من الصناعات الهامة لمصر". وأشار إلى أن مصر تحتل المركز الأول في أفريقيا والسادس عالميا في مجال الاستزراع السمكي. في الوقت نفسه، أوضح مصيلحي أن مصر ستعلن قريبا عن مشروع قومي كبير للأقفاص البحرية، حيث تم اختيار 21 موقعا منها 12 موقعا في البحر المتوسط و9 مواقع في البحر الأحمر. وختم أن هذه المواقع سوف تكون مصدر كبير جدا للإنتاج السمكي في مصر.
مشاركة :