صناعةٌ يدويّةٌ هي قصيدة جورج عقل، شاعرُ اللهجة اللبنانية المحكيّة، الذي يكتب قصيدته بانسجامٍ مع اللحن والنوتة، فتخرج حاملةً في تكوينها إيقاعاً مُغنّى، تعيدنا بصورها الناصعة إلى مربّع الذكريات الأوّل، وإلى شعراء معاصرين قصائدهم أشبه بالصلاة، كالشامخ دوماً طلال حيدر «قومي اطلعي ع البال»، والشاعر الكبير جوزف حرب «زَعَلي طوّل أنا وايّاك»، كما تعيدنا تلقائياً إلى أصوات لبنانية غنّت بالعامّية، مثل شمس الغنّية المطربة نجوى كرم، والعملاق وديع الصافي «لبنان يا قطعة سما».. قصيدة عقل في «قصص وحكايات» الصادر حديثاً عن منتدى المعارف، عفوية، تأمّلية، عاطفية، وجدانية، ترتبط بالناس والوطن، وترتبط بالإرادة وقوّة البقاء، وقد ارتبط إصداره هذا، بقدرته على البقاء، أو بالأحرى محاولته الجبّارة لإيقاف الموت وتنحيته جانباً، «دعونا نستمرّ بقوة الأمل/ نحمي ذخائرَ الحبّ والفرح.. ونلوذُ برحمة الله الواسعة». يكتب عقل عن قريته في جبال لبنان: «ضيعَة بْحِرجِ السّما بيتها عالي/ وسجّاد سقفها صنوبر وغالي/ ونبعاتْ ما بْتِنْعَدْ / وشوَيّة صْخور.. ورفوفِ حْساسين وعِرزالها المشهور / تفّاح وكروم، ودِبْسها المشرور». قصيدة عقل متحرّكة تفيض بالمشاعر وألوانها، لكن الغزل يبقى سمة قصائده الأبرز: «وبتِسْأَلي شو صار بِشَهر تشرين/ ليش القمر نَعْسانْ عَلْ غَيمي تِكي/ قولِكْ مِسْتِحي؟ أوْ بَلكي حَزين»..