على رغم التوتر الذي بقي على أشده في باريس نهاية الأسبوع الماضي، تحدى سكانها البرودة والمطر وخرجوا إلى الشوارع لتناول المشروبات أمس (الجمعة) حرصاً على أن تبقى الأنوار مضاءة في الأجزاء الشرقية العصرية من العاصمة التي هاجمها متشددون قبل أسبوع واحد. وكتب هؤلاء مذكرة في صحيفة «ذي هافينغتون بوست» أمس، يقولون «بعد مرور أسبوع، دعونا نضيء الأنوار والشموع في مقاهينا وشوارعنا وساحاتنا ونجعل أصواتنا مسموعة من خلال الموسيقى التي يكرهونها». وأضاف الموقعون ومن بينهم المغني شارل أزنافور والصحافية آن سينكلير وراقصة الباليه ماري كلود بييتراغالا «أحدثوا جلبة وأضيئوا الأنوار حتى يفهموا أنهم خسروا». واستخدم الكثيرون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وسماً يشير إلى الساعة 9:20 وهو التوقيت الذي بدأت فيه الهجمات الأسبوع الماضي، حاضين الفرنسيين على الخروج وإحداث ضجيج في هذه الساعة، فيما انطلقت دعوات مماثلة الثلثاء الماضي تحض الناس على الخروج لتناول العشاء في شرفات مقاهي باريس، قوبلت باستجابة. ووُضعت مئات الزهور والشموع أمام مقهى "كاريون" ومطعم "بوتي كامبودج" حيث قُتل ضحايا أبرياء على يد متطرفين، وكتب على شاشات بالقرب من "ساحة الجمهورية" في باريس عبارة «باريس ستبقى باريس» إلى جانب رابط لموقع إلكتروني يرشد إلى أماكن الترفيه في العاصمة الفرنسية هذا الأسبوع، بدلاً من بيانات الطقس والمرور المعتادة على هذه الشاشات. وذكرت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو ان «هذه الأحياء الباريسية التي ضربت ساحرة فعلاً، فهي مفعمة بالحياة وعالمية ومنفتحة على كل ثقافات العالم». وفي مقهى "بارومتر" الذي يقع على مسافة قريبة من مسرح «باتاكلان» للحفلات، انشغلت المديرة بتلقي طلبات الزبائن، قائلةً «لدينا عدد كبير للغاية من الزبائن هذه الليلة، لكننا نفضل أن لا نتحدث عما حدث. نريد التوقف عن الحديث عما جرى ولهذا السبب، هناك موسيقي يعزف هذه الليلة». وأمام نزل للشبان في شارع ريشار لونوار القريب، أشار رجل إلى أن «الحي كان أكثر هدوءاً في الأيام الأولى من الأسبوع الماضي، لكنه عاد إلى طبيعته تقريباً منذ أن أعيد فتح محطة اوبيركامبف القريبة لمترو الأنفاق». وقال لينول دوجاراباي (65 عاماً) وهو من سكان المنطقة «ضربوا هذه المنطقة لأنها حيوية وشابة ومرحة وكلها أمور يبغضونها». يذكر أن الاعتداءات في باريس أوقعت 130 قتيلاً، لكن السلطات الفرنسية تمكنت من قتل الشخص الذي يُشتبه في أنه العقل المدبر للهجمات بعد عملية أمنية تخلّلها تبادل لإطلاق النار واستمرت سبع ساعات.
مشاركة :