وأعلن قصر الإليزيه أن اجتماع الجمعة الذي شارك فيه أيضًا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، "يندرج في إطار آلية الوساطة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، بالتعاون مع رئيس المجلس الأوروبي، بهدف التشجيع على الحوار والسماح بتطبيق مشترك للإجراءات الإنسانية وعودة الثقة". وجدد ماكرون وميشال في بيان مشترك "التزامهما الكامل دعم الجهود الرامية إلى خفض التوترات" وأشارا إلى التقدم المحرز والذي يشمل تحرير المعتقلين والبحث عن مفقودين والأعمال المقررة في السكك الحديد. تأتي هذا المبادرة بالتوازي مع جهود الوساطة التي يبذلها الرئيس الفرنسي في النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وسبق أن التقى ماكرون باشينيان وعلييف سويًا في 15 كانون الأول/ديسمبر في بروكسل، على هامش قمة الشراكة الشرقية. تندلع بشكل منتظم اشتباكات مسلحة دامية على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان رغم أن وقفا لإطلاق النار أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 تفاوضت بشأنه روسيا وأنهى حربًا دامت ستة أسابيع للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ (6500 قتيل). ولم تنجح جهود الوساطة التي بذلها الأوروبيون لاسيما ماكرون والمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، في وضع حدّ للنزاع. وبعد هزيمتها، أُرغمت أرمينيا على التخلي عن أراض أذربيجانية عديدة كانت تسيطر عليها حول منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية. وفرض الوضع في أرمينيا ذات الغالبية المسيحية، في مواجهة أذربيجان ذات الغالبية المسلمة والمدعومة من تركيا، نفسه على حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية وبشكل عام أكثر مصير مسيحيي الشرق، إذ إن اليمين واليمين المتطرف الفرنسيين يستخدمان الموضوع في المعركة الانتخابية. وقد زارت مرشحة حزب "الجمهوريين" المحافظ فاليري بيكريس أرمينيا قبل عيد الميلاد، بُعيد زيارة مرشح اليمين المتطرف إيريك زمور، للتعبير عن دعمهما لمسيحيي الشرق. وصرّحت بيكريس آنذاك أن "مسألة مسيحيي الشرق في قلب التزامها". وقال رئيس حزب "التجمع الوطني" (يمين متطرف) بالوكالة جوردان بارديلا، "لا أريد أن يكون مصيرنا مصير مسيحيي الشرق نفسه". وتحدث ماكرون أيضًا عن الموضوع مؤخرًا فأعلن في الأول من شباط/فبراير مضاعفة الأموال المخصصة لدعم المدارس المسيحية في الشرق الأوسط أثناء لقاء مع مدافعين عن حقوق مسيحيي الشرق، وهم أقليّات مهددة بسبب النزاعات والهجمات الجهادية في المنطقة.
مشاركة :