تركت رسالة الملك عبدالله الثاني، صداها المختلف في اعتزاز الأردنيين بشمولية الرؤية الملكية الهاشمية الجذور والحضور الفكري، السياسي، فكانت، وثيقة ملكية رفيعة المقام والسمو وهي رسالة ملك، عززت السياسي-الثقافي الاردني، ليكون مبدعا، كما كان متألقا في التعديلات الدستورية، التي تستشرف المستقبل وفق عين الملك التي تعنى بالابداع الإنساني في الأردن، الدولة الأردنية، المملكة النموذج عربيا ودوليا وامميا. مستلهمة كلام جلالة الملك، في الوثيقة/الرسالة، بادرت وزارات ومؤسسات وأحزاب وأجهزة أمنية وقطاعات ثقافية وصناعية وتربوية واعلامية وصحافية، وعبر المؤسسات الثقافية الإنمائية، بادرت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، تعظيم العمل بالرسالة الملكية، فقدمت مقدرات وقطاعات العمل الإبداعي الثقافي والفني، التنموي والشباب، واقفة عند رؤية الملك التكاملية الشمولية، في بعدها السياسي والثقافي والاجتماعي، ولفتت بذكاء إلى أن علينا أن: «نبدأ العام الأول في المئوية الثانية من عمر دولتنا، مصممين على البناء على ما أنجزه الآباء والأجداد، لنكمل مسيرة التطوير، ونتجاوز ما نواجه من تحديات، بعزم لا يلين، وبإرادة صلبة، وبتخطيط مؤسسي سليم، وبرؤية واضحة». ماذا تحقق الرسالة الملكية في مجتمع الثقافة أردنيا وعربيا؟ جلالته، حدد إطار الرؤية الملكية، منطلقا من قوة التأسيس في مائة عام من عمر الدولة الاردنية: اننا في الأردن نبدأ العام الأول في المئوية الثانية من عمر دولتنا، مصممين على البناء على ما أنجزه الآباء والأجداد، لنكمل مسيرة التطوير، ونتجاوز ما نواجه من تحديات، بعزم لا يلين، وبإرادة صلبة، وبتخطيط مؤسسي سليم، وبرؤية واضحة. ويجب أن نترجم رؤيتنا للمستقبل الذي نريد، واقعا يعيشه كل أبناء شعبنا الأبي وبناته، وهذا يتطلب منا أن نرسم مستقبلنا الذي نطمح إليه، وأن نمضي نحوه بتطوير أدوات عملنا وتحديثها لتواكب شروط النجاح في عالم سمته التغيير المستمر، فلم يشهد التاريخ تحولات تتسارع بالوتيرة التي يشهدها زمننا، وفي كل المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية والثقافية وحتى المناخية. .. يجمع جلالة الملك، العالم بين يدية عندما يقدم الأردن الحضارة والثقافة والفكر، لهذا اقتبست وزيرة الثقافة، حيوية المد الملكي الهاشمي، ولفتت: لا بد لنا من العودة إلى الينابيع الأولى لتأسيس خطاب، ورؤية تكاملية شمولية للمشروع الثقافي العربي، وفقا لرؤية الملك الفكرية السياسية المستقبلية، فإن استراتيجيتنا، فهمنا للتواصل مع عزم وقيادة الملك تقوم على مقدمات منهجية هي: *المقدمة الاولى: الرؤى تتصل بالتصورات والتطلعات المستقبلية القابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ولا بد من الإشارة إلى أن الثقافة العربية، تتصل بالعروبة ليس بوصفها عرقاً أو قومية بل بوصفها لساناً قبل ذلك. *المقدمة الثانية: .. ما بين الهم الأردني، والعربي، هناك ركيزة حضارية، لها بعدها في سياسة الإصلاح والتغيير، وهي اللغة أو وحدة اللسان، بوصفها منهجية معيارية مشتركة للتفكير وإنتاج المعرفة الإنسانية على أرضية واحدة من الضوابط القيمية والأخلاقية والاجتماعية. عمليا، تركت رسالة الملك، مساحة لعمل العقل، وثورة الإبداع، واستشراف المستقبل، وضمان ذلك رؤية ملكية هاشمية، تؤمن بالتشاركية والاتصال والتشبيك مع العالم العربي والإسلامي والعالمي، ووعيا، تراه هيفاء النجار: الثقافة العربية بأقانيمها وأقاليمها المتنوعة قد خضعت في تشكلها لظروف بعضها مشتركات عامة قادمة من التحديات التي يفرضها الموقع الجيوسياسي والوضع الاقتصادي والاجتماعي للإقليم، وقضاياه الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكذلك العلاقة مع المحيط الجغرافي والدولي، وبعضها الآخر يمثل تحديات خاصة لدولة أو مجموعة من الدول العربية المتشابهة في ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. .. كل ذلك مناخ إبداعي، لرسالة افتتح بها جلالة الملك عبدالله الثاني، جمال ومحبة وأنوار الطلة البهية لملك في خطى العقد السابع، ينير المملكة بقيادته الحكيمة. .. إن استراتيجية التغيير والإصلاح والايمان بدولة القانون، وتمكين المرأة والشباب، والتلاقح والعمل والايمان برسالة الإعلام الأردني الوطني، كسلاح له خصوصيته الثقافية الحضارية، عامل يمنحنا قوة إضافية، لمنع أي جائحة او أزمة او فتنة او فوضى، قد تخلخل تماسك المجتمع، وتعرض أمنه واستقراره للخطر، وربما يغري ذلك بعض القوى الإقليمية والدولية التي لها مصالح في توفير ملاذات دافئة لأصحاب تلك الثقافات المهمشة، والدخول إليها من نوافذ متعددة بعضها مذهبية، وبعضها قومية، وبعضها دينية. .. ونحن مع رؤية سيدنا في أهمية الحديث عن تصور عام مرن للثقافة الوطنية، تصور يحترم الخصوصيات ولا يعبث بها، ويتيح لها حرية التفاعل الديمقراطي والاقتراب الحي من بعضها بعضا، ومن المؤكد أن هذا التفاعل الإيجابي سينمو مع الزمن بحكم العيش المشترك تحت سقف المواطنة القائمة على التكافؤ في الحقوق والواجبات التي يقررها الدستور والقوانين النافذة بشكل عادل، مع الحرص على أن ترعى الدولة المدنية ببنيتها التشريعية وهياكلها المؤسسية كل ما من شأنه أن يعزز التعايش، ويحفظ السلم والأمن الاجتماعيين، ويعمق أواصر الأخوة والمحبة بين جميع المواطنين، ومع مرور الزمن سيتشكل من احتكاك الفروع أصول عامة تحظى بالاحترام والتوافق من قبل الجميع. .. نحن مع القيادة الهاشمية، نعيد صياغة حياتنا نحو الأفضل ثقافيا، اجتماعيا، سياسيا، لنزرع ثمرة الملك ونعلي رسالة الوطن، لهذا فلا بد من الإيمان بأننا جزء من هذا العالم نتأثر بما يمر به من مراحل ثقافية وحضارية، وأعتقد ان العالم قد مرّ بمراحل حضارية متنوعة، وقد خطا الإنسان إلى مرحلة الثقافة الرعوية ثم انتقل بعدها إلى الزراعية، وقد استغرق العبور من الرعي إلى الزراعة أكثر من 3000 سنة، وقد عبر العالم من الزراعة إلى الصناعة بسرعة كبيرة اختصرت المسافة إلى 300 سنة تقريبا، أما عصر ما بعد الصناعة فهو العصر الذي تصبح فيه المعارف والخبرات والأفكار وتكنولوجيا المعلومات والأفكار الريادية، وما يتصل بها من خدمات بمثابة سلع اقتصادية باهظة الثمن، وقد بدأ هذا بالفعل، وكما نلاحظ فكلما تعملق قطاع الإعلام والاتصال الرقمي؛ قلت المسافات في الانتقال من مرحلة إلى أخرى، الأمر الذي لا يمنحنا كثيرا من الوقت للتوقف على مفترق الدروب للتأمل، والبحث عن لغات يفهمها العالم ويصغي إليها. جلالة الملك، وضعنا في مجتمع الجمال والحب والانتماء، وقد لزم علينا أن نتحدى أنفسنا وأن نتخذ أكثر القرارات جرأة وأصعبها بلا تردد. وأن تقبل النقد كجزء من طبيعة العمل العام، وتوازن ذلك يكون بتشاركية القطاع الخاص، الذي هدفه المصلحة العامة، بعيدا عن أي مكاسب أخرى غير سمة ورفعة وقدرات الرقي بالدولة، والبقاء مع يد الملك وعينه التي ترسم معالم الطريق. (الراي)
مشاركة :