تحقق وزارة الصحة الجزائرية في ظاهرة الارتفاع الملحوظ في الولادات عن طريق العمليات القيصرية، والتي بلغ عددها خلال عام نحو نصف مليون. وأفادت صحيفة “المساء” الجزائرية بأن نسبة الولادات القيصرية في الجزائر تجاوزت كثيرا النسبة المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية، والتي تقدر بـ15 في المئة من مجموع الولادات، مشيرة إلى أن وزارة الصحة فتحت تحقيقا بشأن “ظاهرة القيصريات، التي تحوّلت من نشاط طبي إلى نشاط تجاري يحقق مداخيل هامة في القطاع الخاص”. وتفيد إحصائيات وزارة الصحة الجزائرية بأن عدد العمليات القيصرية التي تخضع لها النساء الجزائريات تجاوز 490 ألف عملية من أصل مليون و200 ألف ولادة مسجلة سنويا، أي ما يعادل نسبة 45 في المئة من مجمل عمليات الولادة. وهي بالفعل نسبة تتجاوز ضعف النسبة التي حددتها منظمة الصحة العالمية (15 في المئة). وتكشف هذه الإحصائيات أن معظم عمليات الولادة القيصرية “تجرى في القطاع الخاص، وهو ما يستدعي التحقيق للوقوف على الأسباب”. ونقلت صحيفة “المساء” عن نعيمة رباعي، العضو في النقابة الوطنية للقابلات الجزائريات والفيدرالية الوطنية لعمال الصحة، أن نسبة الولادات القيصرية تزيد عن 50 في المئة من مجمل الولادات المسجلة في الجزائر. وذكرت رباعي أن القطاع العام يستنفد كل الطرق من أجل الولادة الطبيعية قبل اللجوء إلى العملية القيصرية، وأن هذا الارتفاع مسجل في القطاع الخاص وسبب ذلك يرجع إلى عدم رغبة الحوامل في تحمل آلام المخاض. عدد العمليات القيصرية التي تخضع لها النساء الجزائريات تجاوز 490 ألف عملية من أصل مليون و200 ألف ولادة سنويا وعام 2018 أنذرت منظمة الصحة العالمية الجزائر بشأن ارتفاع نسبة الولادات القيصرية خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي تعدت النسبة المحددة عالميا؛ إذ أن “30 في المئة من حوامل الجزائر ولدن بالعملية القيصرية، وهي نسبة مرتفعة جدا”. وتأسّف حينها المُختص في الصّحة العمومية فتحي بن أشنهو للظاهرة التي تشكل أعراضا جانبية خطيرة للأمهات، أهمها تفتق الحزام البطني، وارتفاع مخاطر الإجهاض أو ولادة الجنين ميتاً في الولادات اللاحقة، وتحرك المشيمة من مكانها أو هبوطها أو انفصالها قبل الأوان، وعلى المدى الطويل يتهدد الأطفال المزدادين بعمليات قيصرية مرض الربو والإصابة بالسكري، حسب ما أوردته دراسة طبية صدرت مؤخرا. وزاد معدل الولادة القيصرية في مختلف أنحاء العالم بمقدار الضعف تقريبا في 15 سنة، ليصل إلى مستويات “مثيرة للقلق” في بعض الدول. وارتفع عدد عمليات الولادة القيصرية من 16 مليون حالة (12 في المئة من حالات الولادة) في عام 2000 إلى 29.7 مليون (21 في المئة) في عام 2015، بحسب التقرير المنشور في دورية “لانسيت” الطبية. ويقول أطباء إن اللجوء إلى التدخل الجراحي يكون غير مبرر في الكثير من الأحيان. وفي الفترة القصيرة المنقضية كانت إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن تجاوز نسبة الولادة القيصرية 15 في المئة يُعد استخداما مفرطا للعمليات الجراحية. ونشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا إرشاديا عن الحاجة إلى التقليل من الاعتماد على هذا الإجراء الطبي غير الضروري، في إشارة إلى الولادة القيصرية التي اعتبر التقرير أنها غير مبررة طبيا. وقال التقرير إن “من المهم أن يكون إجراء الولادة القيصرية ممكنا عندما تحتاج إليه النساء لأن ذلك قد ينقذ حياتهن”، وذلك مع التأكيد على ضرورة تجنب اللجوء إلى الولادة القيصرية حتى لا “نجعل الأمهات والمواليد عرضة للخطر”. يذكر أن هناك تفاوتا كبيرا بين الدول الغنية والفقيرة في معدل استخدام هذا الأسلوب في الولادة. ففي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، على سبيل المثال، لا تتوافر إمكانية إجراء الجراحة القيصرية عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.
مشاركة :