أفرجت السلطات الأميركية أمس عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد بعد سجنه 30 عاما، لكنه تلقى رد فعل محدودا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في قضية تسببت في توتر العلاقات بين البلدين الحليفين. وحكم على بولارد، وهو محلل معلومات مدني سابق بالبحرية الأميركية، بالسجن مدى الحياة بعد أن أدين عام 1987 بتسريب معلومات سرية إلى إسرائيل. وقال متحدث باسم المكتب الاتحادي للسجون إنه تم إطلاق سراح بولارد من سجن اتحادي بولاية نورث كارولينا صباح أمس، وإنه اتجه سريعا إلى نيويورك حيث سيخضع لرقابة إلكترونية بموجب بنود اتفاق إطلاق سراح مشروط. وقال بولارد (61 عاما) لحشد من الصحافيين لدى خروجه من قاعة المحكمة في مانهاتن «آسف.. لا يمكنني التعليق على أي شيء اليوم»، فيما رفض محاموه أيضا التعليق. وقدم محامو بولارد استئنافا أمام محكمة اتحادية في نيويورك أمس سعيا لإلغاء بنود اتفاق إطلاق السراح التي وصفوها بأنها «مرهقة ومجحفة»، وقالوا: إنه سيكون ملزما بارتداء سوار إلكتروني لمراقبة حركته طيلة الوقت، فيما ستخضع أجهزة الكومبيوتر التي يستخدمها، أو أي شركة يعمل لديها «لرقابة وفحص دون أي قيود». وفي إطار اتفاق إطلاق السراح المشروط سيتعين على بولارد البقاء في الولايات المتحدة لخمس سنوات، رغم أن محاميه طلبوا من الرئيس الأميركي باراك أوباما السماح له بالذهاب إلى إسرائيل فورا. لكن مسؤولا أميركيا قال: إن أوباما ليست لديه أي خطط لتغيير بنود اتفاق إطلاق السراح المشروط للسماح لبولارد بالرحيل عن الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، قال محامو بولارد إنه حصل على وظيفة في شركة استثمارية في مدينة نيويورك لكنهم لم يذكروا اسم الشركة. وقال بولارد، الذي حصل على الجنسية الإسرائيلية أثناء سجنه، إنه يريد الهجرة لإسرائيل، حيث تعيش زوجته الثانية، وحيث يمكنه توقع الحصول على دعم مالي كبير من الحكومة الإسرائيلية. فيما قال نتنياهو في بيان إن «شعب إسرائيل يرحب بالإفراج عن جوناثان بولارد.. وبعد ثلاثة عقود طويلة وشاقة عاد جوناثان أخيرا إلى أسرته». وأصدر نتنياهو توجيهات للمسؤولين الإسرائيليين بعدم تسليط الضوء على إفراج الولايات المتحدة عن الجاسوس الإسرائيلي بسبب مخاوف من أن يضر الترحيب الحار بجهود إقناع الحكومة الأميركية بالسماح له بالمغادرة إلى إسرائيل في وقت أقرب. وكانت الإدارات الأميركية المتعاقبة قد قاومت مناشدات إسرائيلية للعفو عن بولارد، الذي لم يبد الندم على ما فعل، رغم أن واشنطن فكرت في بعض الأوقات في العفو المبكر عنه في إطار جهودها لإحياء المحادثات بشأن إقامة دولة فلسطينية.
مشاركة :