قبل بضعة أسابيع فقط من إحياء أعياد الميلاد، العاصمة البلجيكية بروكسيل بدتْ متوقفة نسبيا عن الحياة بسبب حالة الاستنفار القصوى التي أقرتها السلطات تحسبا لخطر إرهابي جدي ووشيك على حد قولها. كل ذلك يأتي في ظل وجود صالح عبد السلام أحد المنفِّذين المفترَضين لهجمات باريس هاربا على الأراضي البلجيكية، حسب كارين كوكليز محامية رفيقه حمزة عتُّو التي أكدت نقلا عن موكلها بأن صالح عبد السلام في حالة من الغضب الشديد وعلى الأرجح مجهز بالأحزمة الناسفة ومستعد لتفجير نفسه. كما يطرأ ذلك في أعقاب اعتقال ثالث شخص في بلجيكا بشُبهة الضلوع في هذه الاعتداءات. المحامية قالت نقلا عن موكِّلها إن صالح عبد السلام ليس لديه سلاح، لا، لكنه قد يكون حاملا لمتفجرات، ولو أن موكلي لم يرها على ما يبدو. أنت تقولين إنه جاهز لتفجير نفسه قال لها الصحفي الذي استجوبها. فردت: نعم، هذا ما قاله على ما يبدو. في العاصمة البلجيكية، المواطنون مدعوون منذ صباح السبت إلى تفادي الأماكن المكتظة بالناس ووسائل النقل العام والمراكز التجارية والمتاحف وقاعات السينما، مثلما أُغلِقتْ أنفاقُ الميترو ودُعِيَتْ المطاعم إلى التوقف عن النشاط على السادسة مساء. الشوارع مكتظة برجال الشرطة والجيش الذين يقومون بدوريات وعمليات تفتيش في المواقع الحساسة الممكن استهدافها. حالة الاستنفار تثير ترحيب البعض واستهجان البعض الآخر. أحد المواطنين يرى أنها أمر جيد من أجل ضمان أمن المواطنين، لا سيما بالنظر إلى التهديدات التي تُعدُّ جدية. إنها أمر جيد. لكن مواطنا آخر يقول بالعكس: نحن نقدم خدمة للإرهابيين وهذا ما يريدونه. الناس ملتزمون بيوتَهم الآن، والمحلات مُغلَقة. بالعكس، يجب أن تستمر الحياة بشكل طبيعي. إلى متى ستبقى هذه الحالة من الرعب والاستنفار في العاصمة البلجيكية وفي كل البلاد؟ ربما إلى حين تحييد الهارب صالح عبد السلام وما بحوزته من متفجرات مفترَضة وحصول المحققين على معلومات تبعث على الاطمئنان إلى غاية ذلك، بلجيكا تبدو في حالة حرب.
مشاركة :