كثرت في الآونة الأخيرة مظاهر العنف بين الشباب بشكل لافت للنظر، مثل حوادث القتل والاختطاف واستخدام السلاح الأبيض بمختلف أنواعه وتحطيم الممتلكات العامة والعبث بها وكثير ما هي، مما أدى إلى إزهاق بعض الأرواح البريئة دون ما خوف ولا وجل. والحقيقة أن العنف سلوك عمدي موجه نحو الآخر بشكل لفظي أو غير لفظي ما يعني أنه قابل للتعديل والإصلاح، إذا ما شخصت أسبابه بطريقة صحيحة. وقبل الإشارة لبعض أسباب عنف الشباب يجب أن ندرك عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال ظاهرة العنف بين الشباب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر المشاكل الأسرية بين الوالدين على وجه الخصوص، وفرط النشاط المصحوب بالاندفاع والتهور في مواجهة الآخرين، وانتشار المخدرات والأصدقاء الجانحين وغياب برامج التوعية، وهذه العوامل الخطرة يجب أن تقابلها تهيئة عوامل الحماية للشباب من العنف على مستوى الأسرة ومؤسسات التعليم ومؤسسات المجتمع الأخرى. وقد أثبتت كثير من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن أسباب ظاهرة العنف بين الشباب تعزى إلى العنف الأسري بالدرجة الأولى وسوء المعاملة وعدم التوازن في إشباع الرغبات والاحتياجات، فإما حرمان وإما إفراط، وضعف قنوات التفاهم والحوار بين أفراد العائلة، وكذلك الشعور بالنقص لقلة الإمكانات الأسرية، وضعف العمل التربوي المؤسسي التوعوي والفراغ الناتج عن البطالة، وعدم توفر فرص العمل المناسبة للمؤهلات والقدرات وثقافة الإعلام الجديد ووسائله المتنوعة التي تنشر أفلام الرعب والأكشن وجنون العصبية وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية الأخرى، وفوق كل ذلك ضعف فهم الدين، وخطورة الاعتداء على النفس من الناحية الشرعية. ولمواجهة هذه الظاهرة فإن الواقع يتطلب تعاون كل مؤسسات المجتمع التربوية وغير التربوية، بدءاً بالأسرة ثم المدرسة والجامعة والمسجد ووسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية والتنموية الأخرى، بحيث يتم التركيز على الجانب الوقائي التثقيفي التوعوي من خلال برامج واضحة ومحددة يتم فيها التركيز على إكساب الشباب المهارات الحياتية الضرورية كمهارات إدارة وتوكيد الذات والمهارات الاجتماعية التي تعزز في شخصياتهم روح المسؤولية واحترام الآخر والتفاهم والحوار، وإلى جانب تلك البرامج الاجتماعية تنفيذ برامج أمنية توعوية وبرامج علاجية على أرض الواقع من قبل المؤسسات الأمنية (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) هذه البرامج قائمة على التوعية بالقوانين الأمنية والرقابة وتكثيف الحملات التفتيشية على الأسلحة الحية والبيضاء. وختاماً فإن الشباب عماد الأمة وحاضرها ومستقبلها، والوطن بحاجة لعطائهم وهم كذلك بحاجة لوطن يحميهم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: د. طلال الشريف يكتب..غياب لغة التفاهم والحوار بين الشباب
مشاركة :