رفعت أم من ولاية كونيكتيكت الأميركية دعوى قضائية، الشهر الماضي، ضد شركتي «ميتا» و«سناب شات» بدعوى التسبب في وفاة «مأساوية» لابنتها (11 عاماً). وذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية أن الأم تامي رودريغيز قالت في الدعوى القضائية، إن «التصميم المعيب والإهمال والسمات الخطيرة غير المعقولة لمنتجات (ميتا) و(سناب شات) أدت إلى وفاة ابنتها سيلينا منتحرة في يوليو (تموز) الماضي». ووفقاً للدعوى القضائية، التي تم رفعها يوم 20 يناير (كانون الثاني) في محكمة مقاطعة سان فرنسيسكو، فإن سيلينا عانت جراء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من «ضرر نفسي شديد، ما أدى إلى إصابة جسدية»، وكذلك «تمت مراودتها أكثر من مرة من قبل بالغين لكي تمدهم بمحتوى جنسي». وقالت الأم إن وسائل التواصل الاجتماعي فشلت في توفير ضمانات كافية ضد المحتوى الضار والاستغلالي. وقال المحامي ماثيو بيرغمان، مؤسس المركز القانوني لضحايا وسائل التواصل الاجتماعي: «إننا نقاضي الشركتين لتصميمهما خوارزمية تصيب الأطفال بالإدمان». ووفقاً للدعوى القضائية، عانت سيلينا قبل انتحارها لأكثر من عامين من إدمانها استخدام «ميتا» و«سناب شات»، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي رعاية نفسية طارئة بسبب ضعف احترام الذات والاكتئاب المتفاقم. وذكرت الأم أن إدمان سيلينا لوسائل التواصل دفعها إلى مشاجرة مع أختها الكبرى ديستني التى حاولت أخذ هاتفها منها، ما أدى إلى شجارهما وكسرت أنف أختها. وقال ديستني: «بدأنا نلاحظ أنها توقفت عن التفاعل معنا، وكانت منعزلة جداً وكانت تريد دائماً أن تستخدم الهاتف». وفي المقابل، صرح متحدث باسم «سناب شات» بأن التطبيق يعمل عن كثب مع «كثير من منظمات الصحة العقلية لتوفير أدوات وموارد لمستخدمي التطبيق كجزء من عملنا المستمر للحفاظ على مجتمعنا آمناً». وأضاف: «لقد شعرنا بالصدمة لسماع خبر وفاة سيلينا وقلوبنا مع أسرتها، ولا يمكننا التعليق على تفاصيل القضية، لا شيء أكثر أهمية بالنسبة لنا من رفاهية مجتمعنا». وقال متحدث باسم «ميتا»: «قلوبنا مع العائلات المتضررة من هذه القضايا الصعبة»، وتابع: «لا يمكننا التعليق أكثر في هذا الوقت، نظراً لأن هذه مسألة قانونية». وذكرت الشبكة الأميركية أن كثيراً من الباحثين يقولون إن الصحة العقلية قد تدهورت خلال العامين الماضيين، ليس فقط بسبب جائحة كورونا فقط، ولكن بسبب زيادة نشاط وسائل التواصل الاجتماعي بين المراهقين. وقالت نيكول إيه فوبيستر، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين بجامعة نيويورك، إن المستخدمين الأصغر سناً هم أكثر عرضة للإدمان من البالغين. وذكرت: «بالنسبة إلى طفل يبلغ من العمر 11 عاماً يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، قد يكون من الصعب جداً معرفة وقت التوقف، ووقت التراجع، وكيفية وضع حدود زمنية مناسبة، لأن تلك الأجزاء من الدماغ التي تساعده في القيام بذلك لم تنمُ بشكل كامل». وتشير تقديرات المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة، إلى أنه كان هناك أكثر من 6600 حالة وفاة جراء الانتحار بين الفئة العمرية من 10 إلى 24 عاماً في عام 2020.
مشاركة :