صحيفة أمريكية: من الخطأ رفض اللاجئين السوريين بعد هجمات باريس

  • 11/22/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- متابعات: دعت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية في افتتاحيتها إلى ضرورة عدم التخلي عن اللاجئين السوريين بعد هجمات باريس الإرهابية. وأوضحت الصحيفة أن الهجمات الإرهابية كما أنها وسيلة لإبراز أفضل ما فينا، فإنها تخرج الأسوأ أيضاً، حيث رأينا موجات من التعاطف الإنساني المميز مع احتشاد الناس في جميع أنحاء العالم لدعم ضحايا العنف الذي وقع في باريس مساء الجمعة. وعلى الجانب الآخر، نرى الوجه السافر المقابل للرحمة مع إعلان حكام الولايات في جميع أنحاء الولايات المتحدة عدم ترحيبهم باللاجئين السوريين في ولاياتهم. وسلطت الصحيفة الضوء على مخاوف البعض، ومنهم تشارلي بيكر حاكم ماساتشوستس، حيث قال للصحفيين في حفل قصر الرئاسة يوم الإثنين: لست مهتماً بقبول اللاجئين من سوريا، وأعتقد أننا يجب في هذه المرحلة الزمنية أن نكون حذرين جداً بشأن قبول الناس دون معرفة الكثير عن خطة الحكومة الاتحادية وكيفية تنفيذها على أرض الواقع. إجراءات أمنية صارمة ووصفت الصحيفة ردود الفعل المناهضة لاستقبال اللاجئين السوريين بأنها غير محسوبة برغم المخاوف الأمنية الوجيهة في أعقاب الهجوم الإرهابي في باريس. وأوضحت الصحيفة أن اللاجئين الذين يدخلون الولايات المتحدة يخضعون لفحوصات أمنية صارمة تستغرق متوسط عامين لإكمالها، وتشمل عملية الفحص بين الوكالات الأمنية على استخراج تصريح أمني من قِبَل وزارة الأمن الداخلي، وفحص طبي وتحريات عن الاسم، جنباً إلى جنب مع 10 خطوات إضافية، ويخضع اللاجئون السوريين بوجه خاص لطبقة أخرى من الفحص، وعلى عكس الدول الأوروبية، التي استقبلت مئات الآلاف من المهاجرين الذين عبروا الحدود سيراً على الإقدام، فإن الأمريكيين يختارون اللاجئين الذين يُعاد توطينهم داخل الولايات المتحدة بكل عناية. وأبانت الصحيفة أن الولايات المتحدة أعادت توطين إجمالي 1809 مواطناً سوريا هذا العام، وكلهم قدموا طلباتهم قبل أن تبدأ الحرب حتى. وتقول وزارة الخارجية إنها لا تزال ملتزمة بإعادة توطين لا يقل عن 10 آلاف لاجئ إضافي في عام 2016. والحقيقة، كما تقول الصحيفة، هي أن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين هم من الأطفال والآباء والأمهات الأبرياء الذين فروا من الوطن الذي عانى من صراع أكثر فتكاً بكثير من هجمات باريس يوم الجمعة، مشيرةً إلى أنه لقي ما يُقدر بنحو 200 ألف شخص مصرعهم في سوريا منذ بدء الحرب قبل أربع سنوات. تشكيك وتعرب الصحيفة عن أسفها لانضمام ماستشوستس، حيث مقر الصحيفة، إلى قائمة الولايات التي أعلنت عن رفضها لقبول اللاجئين السوريين، مثل ألاباما، أركنساس، إلينوي، إنديانا، ميشيغان، لويزيانا وتكساس، وجميعها بقيادة حكام جمهوريين. وتلفت الصحيفة إلى ضرورة النظر إلى التصريحات الرافضة للاجئين بكثير من التشكيك، مشيرة إلى أن إعادة توطين اللاجئين قضية فدرالية، وليس من الواضح ما هي الآليات التي يمكن أن يستخدمها حاكم ولاية لمنع دخول عائلة سورية تم فحصها وإجازة دخولها إلى الولايات المتحدة. وأصدر حاكم لويزيانا، بوبي غندال، أمراً تنفيذياً يوم الاثنين لمنع اللاجئين السوريين من إعادة توطينهم في لويزيانا، مدعياً أن دستور الدولة يعطيه صلاحيات إضافية لحماية المواطنين خلال أوقات الطوارئ. ورأت الصحيفة أنه بينما يمكن أن يكون لهذا الحديث المتشدد شعبية سياسية، فمن غير الواضح أن الغرض من مسألة الأمر التنفيذي هو جذب الانتباه فحسب، ولكن بينما يتم تطبيق الأمر التنفيذي لغندال على جميع اللاجئين السوريين، اقترح بعض مرشحي الرئاسة الجمهوريين- مثل تيد كروز وجيب بوش- في مطلع الأسبوع أن يتم تطبيق الرفض على المسلمين فقط. وتضامنت الصحيفة مع أوباما في رفض فكرة إعطاء صفة اللاجئ على أساس الدين، والتي وصفها بأنها فكرة مخجلة، مشيرة إلى أن أوباما لم يكن دائماً على حق بشأن سوريا، لكنه كان على صواب في هذا الموضوع.

مشاركة :