طهران – الوكالات: رأت إيران أمس أن الإجراءات الأمريكية بشأن رفع العقوبات المفروضة عليها لا تزال «غير كافية»، بعد إعلان واشنطن إعادة العمل بإعفاءات ترتبط بالبرنامج النووي المدني لإيران، في وقت بلغت مباحثات إحياء الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 مراحل حاسمة. واتخذت واشنطن التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، الجمعة خطوة تتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني، تبدو تقنية في الشكل، لكنّها تشكّل بادرة تجاه طهران في خضم المباحثات المستمرة في فيينا منذ أشهر. وأعادت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أبدى استعداده لضمّ بلاده مجددا للاتفاق، العمل بإعفاءات كانت تحمي الدول والشركات الأجنبيّة المشاركة في مشاريع نوويّة إيرانية غير عسكريّة من خطر عقوبات أمريكيّة، وهي اتفاقات ألغيت عام 2020 في عهد ترامب ضمن سياسة «ضغوط قصوى» اعتمدها حيال طهران بعد انسحابه من الاتفاق المبرم بينها وبين القوى الكبرى. وبعد ساعات من الإعلان الأمريكي، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان: «لقد أبلغنا الجانب الأمريكي عن طريق بعض من ينقلون الرسائل هذه الأيام، أن عليهم إظهار حسن النية بالفعل. حسن النية بالفعل يعني ضرورة حصول أمر ملموس»، وفق ما نقلت وكالة «إيسنا» للأنباء. وأضاف الوزير الذي لم يذكر الخطوة الأمريكية الأخيرة بشكل مباشر، إن «رفع بعض العقوبات بشكل عملي قد يعكس حسن نيتهم. الأمريكيون يتحدثون عن ذلك، لكن يجب أن يُعرف أن ما يحصل على الورق هو جيد لكنه غير كافٍ». وعكس أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، موقفا مماثلا لجهة بقاء الخطوة دون المطلوب. وكتب على تويتر «الاستفادة الاقتصادية الواقعية والمؤثرة والقابلة للتحقّق من قبل #إيران، شرط ضروري للتوصل إلى اتفاق. مسرحية رفع العقوبات لا يمكن اعتبارها خطوة بنّاءة». وكان مسؤول أمريكي أكد ليل الجمعة قرار بلاده «إعادة العمل بإعفاء من العقوبات من أجل السماح بمشاركة خارجية» لضمان «عدم الانتشار»، بسبب «مخاوف متزايدة» ناتجة عن التطوير المستمر للأنشطة النووية الإيرانية. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، أنه يفترض بهذا القرار أن يتيح «تسهيل المناقشات الفنية» التي تعتبر «ضرورية في الأسابيع الأخيرة من المحادثات»، في إشارة إلى المفاوضات الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أمريكية غير مباشرة، بهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني. ورأى المبعوث الروسي إلى فيينا ميخائيل أوليانوف أمس إن من ضمن ما يؤشر إليه القرار الأمريكي، هو دخول مباحثات فيينا «المرحلة النهائية». وكتب عبر تويتر «القرار الأمريكي بإعادة العمل ببعض الإعفاءات النووية هو خطوة في الاتجاه الصحيح. ستساعد في تسريع إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق) والعودة المتبادلة للولايات المتحدة وإيران إلى الالتزام باتفاق 2015». وأضاف «يمكن اعتبار ذلك أيضا مؤشرا إلى أن مباحثات فيينا دخلت المرحلة النهائية».
مشاركة :