يؤدي الحفاظ على الجزء الأوسط من الجسم نحيلا إلى أكثر من مجرد جعل الشخص يبدو رائعا، إذ يمكن أن يساعد على العيش لفترة أطول، وذلك أن زيادة محيط الخصر ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وحتى السرطان. وفقدان الوزن، وخاصة دهون البطن، يحسّن أيضا عمل الأوعية الدموية كما يحسّن نوعية النوم. ومن أهم أسباب زيادة الوزن الجلوس لساعات طويلة خلف المكاتب أو الاستلقاء على الأريكة طوال اليوم، ففي ظل نمط الحياة المستقر، لن يكون من المجدي قضاء نصف ساعة يوميا في صالة الرياضة. وخلصت إحدى الدراسات العلمية إلى أن الأشخاص الذين يقضون معظم اليوم جالسين مع ممارسة الرياضة، معرضون لنفس القدر من المخاطر الصحية التي يواجهها الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة مطلقا. لهذا السبب يوصي العلماء بالقيام ببعض الحركات أثناء ساعات العمل التي تتطلب الجلوس المتواصل. أسلوب الحياة الخامل يتسم بفترات طويلة من الجلوس أو الاستلقاء، مع ممارسة محدودة جدا للنشاط البدني ويتسم أسلوب الحياة الخامل بفترات طويلة من الجلوس أو الاستلقاء، مع ممارسة محدودة جدا للنشاط البدني، أو عدم ممارسة أي نشاط بدني على الإطلاق. وتشير الدراسات إلى أن البقاء دون حركة لفترة تزيد عن 4 ساعات يوميا يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة. وتبعا لدراسة أجرتها الحكومة الأميركية، يحتاج الشخص البالغ إلى ممارسة حوالي 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيا لتجنب أضرار أسلوب الحياة الخامل، لكن حتى مع ممارسة التمرينات الرياضية بصورة يومية، يجب الانتباه إلى الكيفية التي يقضي بها الشخص بقية اليوم. وقال الدكتور كيري ستيوارت، مدير علم وظائف الأعضاء السريرية والبحثية في جونز هوبكنز “واحدة من أكبر فوائد التمرين هي أنك تحصل على الكثير من الفوائد مقابل تكوين الجسم”. ويبدو أن التمرينات تعمل على التخلص من دهون البطن على وجه الخصوص. ويعتمد مقدار التمرين الذي يحتاجه الفرد لفقدان الوزن على أهدافه. وبالنسبة لمعظم الناس، يمكن أن يعني هذا 30 إلى 60 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى الشديدة كل يوم تقريبا. ويشير الخبراء إلى أنه من المستحيل استهداف دهون البطن على وجه التحديد عند اتباع نظام غذائي. لكن فقدان الوزن بشكل عام سيساعد في تقليص محيط الخصر لدى الفرد، والأهم من ذلك، أنه سيساعد في تقليل الطبقة الخطرة من الدهون الحشوية، وهي نوع من الدهون داخل تجويف البطن لا يمكن رؤيتها، ولكنها تزيد من المخاطر الصحية. ووفقا لعدد من الدراسات، يستطيع 5 في المئة فقط من الأشخاص الحفاظ على وزن ثابت بعد فقدانه، بينما يستعيد 95 في المئة الكيلوغرامات التي تخلصوا منها عاجلا أو آجلا. ممارسة الرياضة ولتحقيق الهدف، لا يجب الاستسلام بسهولة إذا زاد الوزن مجددا، بل ينبغي الاستمرار في المحاولة، مع إعادة النظر في الوسائل والمراهنة على إنقاص الوزن بشكل بطيء. وتشير الأبحاث إلى أن تمديد برنامج إنقاص الوزن إلى عامين، يخفض فرص استعادة الوزن إلى 19 في المئة. وينصح خبراء اللياقة البدنية الأشخاص قليلي الحركة، بإدخال النشاط البدني إلى يومهم تدريجيا. ويمكنهم ممارسة أي نشاط بدني يفضلونه، كالمشي أو الجري أو ركوب الدراجة. وتشير إحدى الدراسات إلى أن المشي 30 دقيقة يوميا يحد من مخاطر الإصابة بالسمنة وداء السكري وأمراض القلب. وتشير دراسة أخرى إلى أن ممارسة تدريبات رياضية ولو لفترة لا تتجاوز خمس دقائق يوميا يمكن أن تحد من تضرر الساقين الناتج عن الجلوس لوقت طويل. ويُنصح بالمشي 10000 خطوة يوميا، ولكن إذا كان الشخص قد اعتاد على الحياة الخاملة، فمن الممكن البدء بـ2000 خطوة فقط، ثم زيادتها تدريجيا. كما أن الإكثار من الحركة أثناء الوجود بالمنزل يساعد على التخلص من الدهون الزائدة. خبراء اللياقة البدنية ينصحون الأشخاص قليلي الحركة، بإدخال النشاط البدني إلى يومهم تدريجيا وحتى بعد قضاء يوم شاق في العمل ينصح الخبراء الفرد بعدم قضاء وقته في المنزل مستلقيا، والسعي إلى التحرك باستمرار لقضاء المهام المنزلية المختلفة، كتجهيز الطعام وتنظيف الأسطح والأرضيات وغسل الأطباق. ويمكن أيضا ممارسة التمرينات البسيطة أثناء مشاهدة التلفاز أو التجول في المنزل أثناء الفواصل الإعلانية. ويمكن كذلك الوقوف أثناء تلقي المكالمات الهاتفية. أما إذا كان بإمكانه شراء أجهزة رياضية لاستخدامها في المنزل فلا يتردد. ومن الصعب تحديد عدد ثابت من الساعات يوميا أمام الشاشات، فالأمر يختلف تبعا للسن والحالة الصحية وطبيعة العمل، لكن من الأفضل ألا تتعدى بين ساعة واحدة و3 ساعات يوميا. إذا كان عمل الفرد يتطلب الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر طوال الوقت، فمن الأفضل ألا يتعدى وقت الشاشة بعد العودة إلى المنزل النصف ساعة. وينصح بعدم تتناول الطعام أمام شاشة التلفاز أو أثناء تصفح شاشة الموبايل. وعدم النظر إلى أي شاشة لمدة ساعة على الأقل قبل الذهاب إلى النوم. وينصح الخبراء أيضا بزيادة النشاط الحركي أثناء ساعات العمل، ومحاولة الشخص التحرك من مكانه مرة على الأقل كل ساعة، واستخدام السلم بدلا من المصعد أثناء صعوده، واستغلال وقت الراحة اليومي لممارسة المشي بالقرب من مكان عمله. والذهاب إلى مكاتب زملائه بدلا من إرسال بريد إلكتروني عند الحاجة إلى ذلك. ويمكن إنقاص الوزن أيضا عن طريق اتباع نظام غذائي خال من السكريات، وقال خبير التغذية الألماني هنري سيبلايفس إن عصائر الخضروات أفضل من عصائر الفواكه لإنقاص الوزن، نظرا لارتفاع السعرات الحرارية بعصائر الفواكه بفعل محتوى السكر العالي بها، مثل عصير التفاح وعصير البرتقال وعصير العنب. وأوصى سيبلايفس بشرب عصير الكرفس، نظرا لأنه قليل السعرات الحرارية ويساعد على الشعور بالشبع لمدة طويلة، ويعمل على تنشيط عملية الهضم ويساعد على إنقاص الوزن. وأضاف خبير التغذية الألماني أن عصير الزنجبيل يساعد على حرق الدهون، شأنه في ذلك شأن عصير الشمندر الأحمر.
مشاركة :