أكد عضو جمعية الإعلام السياحي السعودي عاطف القاضي أن محافظة ينبع ارتبطت منذ القدم بعلاقات تجارية مع كثير من الدول المجاورة وداخليًّا مع مدن جدة والمدينة المنورة والمدن الأخرى، حيث كان تجار المدينة يعتمدون على ميناء ينبع في استيراد تجاراتهم، وقد ازدهرت الحركة التجارية مع ازدهار النشاط الزراعي في ينبع النخل في عصور مختلفة. وقال "القاضي": "يُعتبر سوق الليل في المنطقة التاريخية بينبع البحر من أشهر الأسواق في زمن مضى؛ لقربها من الميناء التجاري والأحياء والإدارات الحكومية، ويرجع تاريخ سوق الليل الشعبي إلى أكثر من قرن مضى، وقد تم ترميم السوق منذ سنوات قليلة من قبل وزارة السياحة مع شركاء لها من الهيئة الملكية للجبيل وينبع وبلدية ينبع وغيرها ليكون إحدى الوجهات التي يرتادها السائحون والزوار". وأضاف: "الهدف من إحياء سوق الليل في المقام الأول من أجل إبراز تاريخ المنطقة وسوقها وأن تكون مقصدًا للسياح والجذب السياحي"، مشيرًا أنه يُعتبر سوق الليل من أشهر الأسواق الشعبية في ينبع والمطل على البحر، حيث أهازيج القادمين من رحلات الصيد والغوص تملأ أسماعهم بألوانهم ورقصاتهم في لوحة شعبية جميلة رائعة. وتابع "القاضي": "يجد سوق الليل الشعبي إقبالاً من السائحين، وبات من الأماكن التي يفضّلها الأهالي والزوار، واشتهر ببيع المنتوجات الشعبية والسمك المجفف والبصر والزرنباك، بالإضافة إلى المنتجات الغذائية المحلية كالسمن والعسل والتمر وأدوات الصيد البحرية والتحف والأواني النحاسية والمقاهي الشعبية والأقمشة والخبز والحلوى بأنواعها، ويقع بجواره مطاعم السمك المقلي والصيادية والأكلات البحرية المتنوعة". وقال إن "بيت الخطيب والشامي بيت الصائغ حاليًا وبيت بابطين ودرويش والوكالات التجارية والزيتية وجامع ينبع والشونة من المباني التاريخية في ينبع، ويعود بعضها لقرنين من الزمن، ولقد تم ترميم بيت الخطيب وبيت بابطين مؤخرًا من قبل هيئة السياحة؛ لأهميتها، وتعتبر من المنازل التاريخية الشهيرة في محافظة ينبع، وهي عبارة عن مركز سكني وتجاري، كما يوجد مسجد السنوسي في قلب المنطقة التاريخية، ولقد تم إعادة بنائه على الطراز القديم للمباني". وأضاف: "ما زالت الجهود المبذولة والموفقة من وزارة السياحة مع شركائها الاستراتيجيين لترميم وتأهيل المتبقي من المواقع التاريخية التي تحتوي على مبانٍ أثرية قديمة يعود بعضها لأكثر من 100 عام وما زالت قائمة حتى الآن، وقد حافظ بعضها على تماسكه ومنها منزل لورنس العرب والشونة والزيتية وبعض المباني القديمة مما جعلها محط اهتمام الزوار من السياح والمهتمين بالتراث والباحثين كما أن المنطقة التاريخية تقع في وسط البلدة القديمة وعلى البحر مباشرة وهو ما يسهل على الجميع زيارتها وبها مبان كثيرة ذات طراز إسلامي تزينها المشربيات الرواشين والأبواب المزخرفة، والتي تتميز بخصائص الفن المعماري المحلي".
مشاركة :