وتراجعت قوّته لاحقا لكنه أحدث أضرارا واسعة في الجزيرة الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي، والتي لا تزال تعاني تداعيات عاصفة استوائية ضربتها مطلع العام وأوقعت قتلى. وهطلت أمطار غزيرة وهبّت رياح عاتية على منطقة مانانجاري (شرق) قبل أن يصل الإعصار إلى البر، ما أدى الى اقتلاع أشجار وأجبر السكان على إنزال أسقف منازلهم الحديدية الضعيفة، وفق مراسل فرانس برس. وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في مدغشقر أن الأمطار ستحدث فيضانات في مختلف مناطق البلاد. ووصل "باتسيراي" إلى البر في مانانجاري ليل السبت كـ"إعصار استوائي شديد" صاحبته رياح بلغت سرعتها 165 كلم في الساعة، وفق ما أفاد فالي أريتيانا فابيان من هيئة إدارة الكوارث فرانس برس. وأوضح زميله المسؤول عن إدارة المخاطر في الهيئة باولو إميليو راهوليناريفو في رسالة لفرانس برس أعداد القتلى وأماكن سقوطهم، لكن بدون أن يكشف تفاصيل إضافية. إلا أن المكتب الوطني للأرصاد الذي حذّر من "أضرار كبيرة وواسعة"، أفاد الأحد بأن "قوة +باتيسراي+ تراجعت". وذكر مركز أرصاد مدغشقر أن معدل سرعة رياح الإعصار انخفض بحوالى النصف إلى 80 كلم في الساعة، بينما تراجعت حدة الرياح إلى 110 كلم في الساعة كحد أقصى مقارنة بـ235 كلم في الساعة سجّلت لدى وصول الإعصار إلى اليابسة. - جرف مقبرة- في مقبرة في بلدة ماهانورو بشرق البلاد والمطلة على البحر، جلست ماري فيفيان راسواناندراسانا على الأرض تنظر الى جثث زوجها ووالد زوجها وابنتها. أدت الأمواج العالية الى جرف التلة الرملية التي كانت جزءا من المقبرة. تسبب ذلك بفتح بعض المقابر وترك بعض الجثث، بينها جثث عائلتها، مكشوفة. وقالت الأرملة البالغة 54 عاما "قبل أيام قليلة كان البحر بعيدا لكن تم إبلاغي هذا الصباح بان الأمواج جرفت قسما من المقبرة". وأضافت "نحن حزينون" مضيفة "سبق أن تعرضنا لأضرار في منزلنا بسبب الإعصار، والآن هذا الأمر". وتابعت "الحياة اليومية صعبة أساسا" مشيرة الى ان العائلة ستضطر لاعادة دفن الرفات في مقبرة موقتة الى حين جمع ما يكفي من المال لتنظيم "جنازة لائقة". - "مدينة مدمرة بنسبة 95%"- في مانانجاري مركز الاعصار حين ضرب مدغشقر، قدر السكان بان معظم انحاء البلدة قد دمرت. وقال أحد السكان ويدعى فابي "مانانجاري مدمرة بالكامل، أينما تذهب ترى كل شيء مدمرا". وقال رجل آخر يدعى فانا إنه متأكد أن "95% تقريبا من المدينة قد دمر". في انتسيراب على بعد 365 كلم شمال غرب مانانجاري، اقتلعت العاصفة الاشجار في متنزه البلدة. وكانت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية توقعت سابقا أن يشكل الاعصار "تهديدا جديا" لمدغشقر بعد مروره من جزر موريشيوس وتعرض جزيرة لارينيون الفرنسية لأمطار غزيرة. تأثر 131 ألف شخص على الأقل بالاعصار "آنا" الذي ضرب مدغشقر في أواخر كانون الثاني/يناير وأدى الى مقتل 60 شخصا معظمهم في العاصمة انتاناناريفو. ضرب الاعصار آنا أيضا ملاوي وموزمبيق وزيمبابوي متسببا بمصرع العشرات. وأعلن برنامج الأغذية العالمي تقديرات من السلطات المحلية تشير الى ان حوالى 595 ألف شخص قد يتأثرون بشكل مباشر بالاعصار باتسيراي وقد ينزح 150 ألفا بسبب انزلاقات التربة والفيضانات. تشكل العاصفة خطرا على حوالى 4,4 ملايين نسمة بشكل عام كما أعلن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر. تشهد مدغشقر موسم امطار يستمر لستة أشهر ويؤدي عادة الى اضرار فادحة. في 2018 ضرب البلاد الاعصار آفا الذي ادى الى مقتل 51 شخصا في كانون الثاني/يناير ثم ضربتها العاصفة الاستوائية الياكيم التي خلفت 20 قتيلا بعد شهرين. وفي آذار/مارس 2017 قتل 78 شخصا في الاعصار ايناو. زاد الاحتباس الحراري من مخاطر الفيضانات والعواصف الاستوائية. ولا تزال مناطق في جنوب مدغشقر تتعافى من أسوأ جفاف تشهده منذ أربعة عقود. وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الأحد أمام قمة القادة الأفارقة في اديس ابابا إن القارة "تشهد أسوأ تداعيات الظاهرة المترافقة مع الاحتباس الحراري مثل الجفاف والفيضانات والاعاصير". وأضاف "رغم أنهم غير مسؤولين عن التغير المناخي، يدفع الأفارقة الثمن ويتحملون العبء".
مشاركة :