لا يزال ملف أوكرانيا محل اهتمام العالم ومفجّر مخاوفه من احتمال اندلاع صراع عسكري من شأنه أن يفاقم الأوضاع، فيما تتضارب المؤشّرات في توقعاتها بين إيمان بتوفّر فرص الحل الدبلوماسي، ويقين بنوايا روسيا في الإعداد لغزو وشيك. واعتبرت الرئاسة الأوكرانية، أمس، أنّ فرص إيجاد حل دبلوماسي للأزمة مع روسيا أكبر بكثير من التصعيد العسكري. وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني: «فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد». استنتاجات أمريكية في المقابل، أعلن مسؤولون أمريكيون، أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، وأنه بات لديها فعلياً 70 في المئة من القوة اللازمة لتنفيذ العملية. وأبلغ المسؤولون، أعضاء في الكونغرس وشركاء أوروبيين، أنّ موسكو حشدت 110 آلاف جندي على حدود أوكرانيا، ويمكن أن تمتلك القدرة الكافية لشن هجوم في غضون أسبوعين، مشيرين إلى أنّ الاستخبارات الأمريكية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل. كلفة حرب وحذّر المسؤولون، أعضاء الكونغرس، والحلفاء الأوروبيين، من أنه بالمعدل الذي يواصل فيه الجيش الروسي تعزيزاته حول أوكرانيا، ستكون لدى بوتين قوات كافية عبارة عن 150 ألف جندي في منتصف فبراير الجاري لتنفيذ غزو واسع، موضحين أنّ بوتين يريد أن تكون لديه كل الخيارات الممكنة، من حملة محدودة في منطقة دونباس الموالية لأوكرانيا إلى غزو واسع. وأشار المسؤولون الأمريكيون، إلى أنّ النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة حال وقوعه، إذ قد يتسبّب في مقتل ما بين 25 و50 ألف مدني، وما بين 5 آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف جندي روسي، فضلاً عن أنّه قد يؤدي إلى تدفق بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، لاسيّما إلى بولندا، على حد قولهم. رسالة موحّدة في السياق، أكّد المستشار الألماني، أولاف شولتس، أهمية التبادل الوثيق مع شركاء أوروبيين في أزمة أوكرانيا، وذلك قبل بدء زيارته الولايات المتحدة الأمريكية. وقال شولتس لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس: «التنسيق الوثيق بين الشركاء الأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية يعد مهماً للغاية، الهدف هو إرسال رسالة موحدة وحاسمة إلى الكرملين، وهي: انتهاك سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها سيؤدي إلى عواقب وخيمة على روسيا سياسياً واقتصادياً وجيوستراتيجياً، كل الحلفاء الأوروبيين متفقون على ذلك». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :