المغرب والعالم يبكيان وفاة الطفل ريان

  • 2/7/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إغران‭ (‬المغرب‭) - ‬الوكالات‭: ‬سادت‭ ‬حالة‭ ‬صدمة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬أمس‭ ‬بعد‭ ‬انتشال‭ ‬الطفل‭ ‬ريان‭ ‬ميتا‭ ‬من‭ ‬قاع‭ ‬بئر‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬سقوطه‭ ‬فيه‭ ‬عرضا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬جبارة‭ ‬بذلتها‭ ‬فرق‭ ‬الإغاثة‭ ‬وتابعها‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭.‬ وتقام‭ ‬مراسم‭ ‬جنازة‭ ‬الطفل‭ ‬اليوم،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬النائب‭ ‬البرلماني‭ ‬عن‭ ‬إقليم‭ ‬شفشاون‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬بوعزة‭ ‬وكالة‭ ‬فراس‭ ‬برس‭. ‬ من‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تأخير‭ ‬الجنازة‭ ‬عائدا‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬إخضاع‭ ‬الجثمان‭ ‬لتشريح‭ ‬طبي‭. ‬ بعدما‭ ‬حبست‭ ‬مأساة‭ ‬ريان‭ ‬البالغ‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام،‭ ‬الأنفاس‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ترقب‭ ‬قصوى‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬استغرقتها‭ ‬عملية‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬المعقدة،‭ ‬حفلت‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بعبارات‭ ‬الأسى‭ ‬والحسرة‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬وفاته‭ ‬لمدونين‭ ‬ومشاهير‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬وخارجه‭ ‬بينهم‭ ‬فنانون‭ ‬ورياضيون‭ ‬وسياسيون‭. ‬في‭ ‬الفاتيكان‭ ‬وجه‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬عظته‭ ‬التحية‭ ‬‮«‬لكل‭ ‬الشعب‭ (‬المغربي‭) ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬جاهدا‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ريان‮»‬‭.‬ وكتب‭ ‬معلق‭ ‬مغربي‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬‮«‬من‭ ‬ضيق‭ ‬البئر‭ ‬إلى‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬الواسعة،‭ ‬وداعا‭ ‬ريان‮»‬،‭ ‬الطفل‭ ‬الذي‭ ‬‮«‬فجر‭ ‬مشاعر‭ ‬المودة‭ ‬والتعاطف‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭  ‬مأساة‭ ‬ريان‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬درس‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬التضامن‭ ‬والمواساة‭ ‬والتآزر‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أضاف‭ ‬معلق‭ ‬آخر‭. ‬ فضلا‭ ‬عن‭ ‬عبارات‭ ‬التعازي‭ ‬والمواساة،‭ ‬لفتت‭ ‬تعليقات‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬الزخم‭ ‬الواسع‭ ‬الذي‭ ‬خلفته‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬‮«‬إنقاذ‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الأبرياء‭ ‬من‭ ‬بئر‭ ‬الحرب‭ ‬باليمن،‭ ‬وعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬سوريا‭ ‬النائمين‭ ‬الآن‭ ‬تحت‭ ‬أجنحة‭ ‬الهلاك‭ ‬بالمخيمات‭ ‬المُلقاة‭ ‬في‭ ‬الصقيع‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬الروائي‭ ‬المصري‭ ‬يوسف‭ ‬زيدان‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭.‬ وأضاف‭ ‬مدون‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬‮«‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬18‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬يموتون‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بسبب‭ ‬الجوع‮»‬‭. ‬ من‭ ‬جهته‭ ‬دان‭ ‬معلق‭ ‬مغربي‭ ‬‮«‬عدة‭ ‬آبار‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬محروسة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬موجودة‭ ‬للأسف‮»‬،‭ ‬داعيا‭ ‬السلطات‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬المشكل‭ ‬الخطير‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬مؤشر‭ ‬إلى‭ ‬التأثر‭ ‬الكبير‭ ‬بهذه‭ ‬المأساة،‭ ‬صدر‭ ‬إعلان‭ ‬وفاة‭ ‬الطفل‭ ‬عن‭ ‬الديوان‭ ‬الملكي‭ ‬مساء‭ ‬السبت‭.‬ احتاجت‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الطفل‭ ‬لأن‭ ‬كان‭ ‬عليهم‭ ‬أولاً‭ ‬حفر‭ ‬شق‭ ‬عميق‭ ‬ضخم‭ ‬ثم‭ ‬نفق‭ ‬أفقي‭. ‬وقد‭ ‬تباطأ‭ ‬تقدمهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بسبب‭ ‬طبيعة‭ ‬التربة‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬الطبقات‭ ‬صخرية‭ ‬وأخرى‭ ‬رملية‭ ‬جدا‭. ‬ وكان‭ ‬ريان‭ ‬قد‭ ‬سقط‭ ‬الثلاثاء‭ ‬عرضا‭ ‬في‭ ‬بئر‭ ‬جافة‭ ‬يبلغ‭ ‬ارتفاعها‭ ‬32‭ ‬مترا‭ ‬وضيقة‭ ‬يصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قعرها،‭ ‬حفرت‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬إغران‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬شفشاون‭ ‬بشمال‭ ‬المملكة‭. ‬ ودخلت‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬في‭ ‬ثغرة‭ ‬أفقية‭ ‬بعد‭ ‬ظهر‭ ‬السبت‭ ‬وواصل‭ ‬عملهم‭ ‬سنتيمترا‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬وحفروا‭ ‬بأيديهم‭ ‬لتجنب‭ ‬أي‭ ‬انهيار‭ ‬أرضي‭.‬ وكان‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬عبد‭ ‬الهادي‭ ‬الثمراني‭ ‬صرح‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬صباح‭ ‬السبت‭ ‬أن‭ ‬كاميرا‭ ‬مثبتة‭ ‬فوق‭ ‬البئر‭ ‬تظهر‭ ‬الطفل‭ ‬‮«‬مستلقيا‭ ‬على‭ ‬جانبه‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬سوى‭ ‬ظهره‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬تأكيد‮»‬‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭. ‬لكنه‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬‮«‬آمالا‭ ‬كبيرة‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭. ‬ وعملت‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬الأكسجين‭ ‬والماء‭ ‬عبر‭ ‬أنابيب‭ ‬وزجاجات‭ ‬إلى‭ ‬ريان‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬استخدامها‭.‬ واندفع‭ ‬آلاف‭ ‬المتعاطفين‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬تضامنهم،‭ ‬وبقوا‭ ‬لأيام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الجبلي‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الريف‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬حوالي‭ ‬700‭ ‬متر‭ ‬تقريبا‭. ‬ أمام‭ ‬النفق،‭ ‬كان‭ ‬تصفيق‭ ‬حار‭ ‬يعلو‭ ‬عند‭ ‬ظهور‭ ‬الحفارين‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬المتطوع‭ ‬الخمسيني‭ ‬علي‭ ‬صحراوي‭ ‬الذي‭ ‬حفر‭ ‬بيديه‭ ‬آخر‭ ‬الأمتار،‭ ‬وأصبح‭ ‬‮«‬بطلا‮»‬‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬ واضطرت‭ ‬فرق‭ ‬الإغاثة‭ ‬لوضع‭ ‬حواجز‭ ‬معدنية‭ ‬الجمعة‭ ‬لاحتواء‭ ‬المحتشدين‭ ‬الذين‭ ‬رددوا‭ ‬تكبيرات‭ ‬وبدا‭ ‬بعضهم‭ ‬باكيا‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬إخراج‭ ‬الجثمان‭. ‬كما‭ ‬رددوا‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬ريان‭ ‬حبيب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬عادة‭ ‬لتشييع‭ ‬الشهداء،‭ ‬تحت‭ ‬أضواء‭ ‬كاشفة‭ ‬زادت‭ ‬الجو‭ ‬رهبة‭. ‬وقبيل‭ ‬الساعة‭ ‬22‭:‬00‭ (‬21:00‭ ‬ت‭ ‬غ‭) ‬السبت،‭ ‬رأى‭ ‬صحفيو‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬واجمين‭ ‬ويدخلان‭ ‬نفقا‭ ‬حفرته‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬يتصل‭ ‬بالبئر‭ ‬وأخرج‭ ‬منه‭ ‬الطفل‭ ‬لاحقا‭. ‬ وقد‭ ‬خرجا‭ ‬بعيد‭ ‬ذلك‭ ‬واستقلا‭ ‬سيارة‭ ‬إسعاف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدليا‭ ‬بأي‭ ‬تعليق‭. ‬وجلست‭ ‬والدة‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬المقعد‭ ‬الأمامي‭. ‬وذكر‭ ‬صحفي‭ ‬من‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬تفرق‭ ‬الحشد‭ ‬الذي‭ ‬تجمع‭ ‬لأيام،‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬حزين‭.‬

مشاركة :