ينعقد المجلس المركزي الفلسطيني يوم غد الأحد بمقر الرئاسة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية لبحث ملفات مصيرية تتعلق بالوضع الداخلي للمنظمة والعلاقة مع إسرائيل وواشنطن على أن يستمر انعقاده على مدار يومين. والمجلس المركزي الفلسطيني هو حلقة الوصل بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعقد آخر اجتماع له في أكتوبر العام 2018 ويضم حوالي 141 عضوا. ومن المقرر أن تفتتح أعمال المجلس، بخطاب للرئيس الفلسطيني محمود عباس حول آخر تطورات القضية الفلسطينية وكلمة لرئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل إسرائيل محمد بركة ورئيس القائمة المشتركة في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أيمن عودة بحضور قناصل وسفراء الدول لدى السلطة الفلسطينية. ملء الشواغر ويفترض أن يتم خلال الاجتماع ملء مقاعد شاغرة في اللجنة التنفيذية للمنظمة بينها مقعد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين مع إسرائيل الذي توفي بعد إصابته بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في نوفمبر 2020. وسبق أن رشحت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عقب اجتماع لها في رام الله قبل أسابيع حسين الشيخ الذي يشغل رئاسة هيئة الشئون المدنية الفلسطينية والتي تختص في التنسيق اليومي مع الجانب الإسرائيلي لعضوية اللجنة التنفيذية بديلا لعريقات. كما رشحت اللجنة المركزية لفتح التي يتزعمها الرئيس عباس أخيرا روحي فتوح لرئاسة المجلس الوطني الذي يمثل الفلسطينيين في الداخل والخارج عقب استقالة رئيسه الحالي سليم الزعنون. البرنامج السياسي وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سبعة فصائل في منظمة التحرير ستشارك في اجتماع المجلس الذي جاء انعقاده في ظل ظروف سياسية تمر بها القضية الفلسطينية. وأضاف مجدلاني أن الحكومة الإسرائيلية الحالية بزعامة نفتالي بينيت تنفذ برنامج الحكومة السابقة سواء بالاستيطان والضم التدريجي وتغيير الطابع الديمغرافي في القدس وبالتالي الفراغ السياسي المستفيد الأول والأخير منه هي إسرائيل التي تفرض أمرا واقعا. وتابع أن الشعب الفلسطيني أمام وضع معقد بسبب انسداد أفق عملية السلام مع إسرائيل، يتزامن مع ذلك عدم قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بملء الفراغ السياسي الحاصل سواء بطرح مبادرة سياسية أو تحريك عملية السلام أو بتعيين مبعوث لعملية السلام. واعتبر أن "احتكار الولايات المتحدة الأمريكية لعملية السلام وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط أدت أيضا لعدم قدرة أية أطراف دولية أخرى على ملء هذا الفراغ السياسي سواء الاتحاد الأوروبي أو روسيا". ويقول مجدلاني إن الفلسطينيين مدعوون لاتخاذ خطوات وإجراءات عملية وملموسة تجيب على السؤال "هل هناك إمكانية لحل الدولتين وإذا كانت الإجابة نعم لماذا يكون هذا الحل نتاج مفاوضات مع إسرائيل التي ترفض حل الدولتين والمفاوضات". ويشير إلى أن قضية إعادة النظر في اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل إحدى القضايا المطروحة على اجتماع المجلس المركزي، لافتا إلى أن ضغوطا خارجية (لم يسمها) كانت تمارس لمنع عقد جلسة المجلس خوفا من خروج الأمر عن السيطرة. وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود. ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية. وسبق أن قرر المجلسان الوطني والمركزي في عدة مناسبات تعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود 1967، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، و"الانفكاك" من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها اتفاق باريس الاقتصادي لكن ذلك لم يطبق على أرض الواقع. مقاطعة الاجتماع وعلى إثر ذلك، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير بعد فتح قبل أيام في بيان رسمي صدر عنها تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، مقاطعة اجتماع المجلس المركزي المقرر غدا الأحد في رام الله. وقال البيان إن مقاطعة الاجتماع جاء استنادا لرؤية الجبهة الدائمة لدور منظمة التحرير ومؤسساتها باعتبارها المدخل الأساسي لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وحرصاً على شرطية وحدانية التمثيل التي تستوجب الشمولية والعدالة في تمثيل الكل الفلسطيني. واعتبر البيان أن عقد الاجتماع "يعمِّق الأزمة الداخلية الفلسطينية ومن حالة التيه القائمة التي تستثمرها إسرائيل بتصعيد إجراءاتها التهويدية والاستيطانية على الأرض الفلسطينية خصوصاً في القدس والضفة الغربية". كما قررت فصائل أخرى "صغيرة" منضوية تحت لواء منظمة التحرير وشخصيات مستقلة عدم المشاركة بالاجتماع كونه "يعزز الانقسام ويرسخ حالة الجمود والتخلي عن نهج الشراكة والتعبير الديمقراطي المطلوب عن طريق الانتخابات". وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف لـ((شينخوا))) إن نصاب المجلس اكتمل وفقا لموافقات الفصائل والمستقلين الذين وجهت لهم الدعوات لحضور أعمال المجلس، لافتا إلى أنه جرت العادة أن يكون هناك غيابات لأسباب مختلفة. وأضاف أنه يتم إعداد مسودة للقرارات في المجلس المركزي تقدم باسم اللجنة التنفيذية على أن تكون جاهزة غدا على قاعدة كيف سيتم التعامل مع الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية والداخل الفلسطيني باستعادة الوحدة الوطنية وأيضا تصعيد المقاومة الشعبية. واعتبر أبو يوسف أن انعقاد المجلس "استحقاق فلسطيني لابد من انجازه لفتح الطريق أمام وحدة وطنية داخل فصائل منظمة التحرير وفتح حوار وطني شامل بين الجميع لإنهاء الانقسام وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني بما يتلاءم مع المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي وأعداء الشعب الفلسطيني". ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ منتصف العام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة فيما فشلت عدة تفاهمات في تحقيق المصالحة.
مشاركة :