لندن - تستعد إيران بشكل مبكر لرفع العقوبات الأميركية عنها بمجرد التوصل لصيغة توافقية تنهي الانسداد في مفاوضات فيينا النووية التي يقول الوسطاء فيها إنها بلغت مرحلتها النهائية وتحتاج إلى قرارات سياسية، لتصدير ملايين من براميل النفط الخام سريعا، وهو أمر إذا تم سيساعد في تهدئة ما يعتبره خبراء 'هيجان' صعود أسعار النفط. وقد يبدو من المبكر الحديث عن اتفاق قريب يعيد إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 الذي تحللت منه الولايات المتحدة في العام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وقابلته طهران بخروقات واسعة لالتزاماتها النووية، لكن طهران بدأت تعد نفسها للحظة فارقة ومفصلية تراهن عليها لانتشال اقتصادها من الركود وإنهاء حالة من الاضطراب المالي. وبدأت طهران بالفعل في تخزين المزيد من النفط على ناقلات مع دخول المحادثات النووية آخر مراحلها. ورفعت الحكومة الأميركية بعض العقوبات المفروضة على البرنامج النووي الإيراني في بادرة حسن نية يوم الجمعة الماضي لدفع المحادثات. وتتوقع واشنطن توصل المفاوضات التي من المقرر أن تستأنف غدا الثلاثاء، إلى نتيجة في الأسابيع المقبلة. وأدى فرض العقوبات الأميركية إلى تقلص صادرات النفط الإيرانية من 2.8 مليون برميل يوميا في 2018 إلى مستوى متدن عند نحو 100 ألف برميل يوميا في 2020. وتفيد شركة البيانات والتحليلات كبلر بأن متوسط صادرات النفط الإيرانية حاليا في حدود ما بين 600 و700 ألف برميل يوميا. ويبدو أن إيران كانت تنقل النفط إلى مكان استعدادا لاستئناف صادراتها في نهاية المطاف. وتشير كبلر إلى أن مخزونات إيران العائمة قفزت من حوالي 63 مليون برميل في أوائل ديسمبر/كانون الأول إلى 87 مليون برميل في فبراير/شباط. ويبلغ مخزون إيران البري حاليا 49 مليون برميل وذلك مقابل مستوى مرتفع عند 66 مليون برميل في أواخر مايو/أيار 2021. وقال هومايون فلكشاهي المحلل الكبير في كبلر "يمثل هذا نحو ثلثي إجمالي الخام والمكثفات الذي يحويه المخزون العائم عالميا". وتشير تقديرات شركة الاستشارات إف.جي.إي إلى أن إيران لديها مخزون من الخام يبلغ في المجمل 90 مليون برميل، منها خمسة ملايين برميل عائمة. وتقول إف.جي.إي إن حوالي 60 مليون برميل من النفط مخزنة على اليابسة في إيران و25 مليون برميل في مستودعات مؤجرة بالخارج، خاصة في الصين. وإجمالي مخزونات طهران من المكثفات عند مستوى مرتفع يبلغ نحو 120 مليون برميل، منها 68 مليون برميل عائمة، بحسب إف.جي.إي. وتمتلك إيران رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، فيما تشير بيانات من أوبك تستند إلى مصادر ثانوية إلى أن إنتاج النفط الإيراني ارتفع من متوسط عند مليوني برميل يوميا في 2020 إلى 2.4 مليون برميل يوميا في 2021. وتخطط طهران لزيادة الإنتاج إلى 3.8 ملايين برميل يوميا بعد رفع العقوبات.
مشاركة :