اكتشاف علاقة بين العمل في درجات حرارة عالية ومرض الكلى المزمن

  • 11/23/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أشارت دراسات عدة نشرت في مجلات طبية أميركية وسلفادورية، إلى وجود علاقة بين العمل في درجات عالية من الحرارة، والإصابة بمرض الكلى المزمن. وبدأت الدراسات تتزايد في اعقاب ملاحظة دخول عدد كبير من العمال الريفيين إلى مستشفى «روزاليس الوطني» في العاصمة السلفادورية سان سلفادور، مصابين بأعراض متقدمة من مرض الكلى المزمن. وكان الاعتقاد السائد آنذاك ان اصابتهم ناجمة عن التعرض للمبيدات التي ترش بها النباتات. لكن الدراسة الحديثة أثبتت أن السبب هو التعرض لدرجات حرارة عالية. ووصف رامون غارسيا تاربانينو، رئيس جمعية أمراض الكلى في السلفادور والخبير البارز في مرض الكى المزمن، المرض بأنه «المرض الصامت»، إذ لا تظهر له أي أعراض إلا في مراحل متقدمة منه، ولا يوجد له علاج معروف. وأدى المرض في أميركا الوسطى إلى وفاة حوالى 20 ألف شخص خلال العقدين الماضيين. ولا يوجد إجماع على ارتباط مرض الكلى المزمن بالظروف المناخية الحارة، إذ يشير بعض علماء الأوبئة إلى أسباب أخرى، مثل الأمراض المعدية، بما فيها داء «البريميات» و«حمى الضنك». ووفقاً لكاثرين ويسيلنغ، المتخصصة في مرض الكلى المزمن في «معهد كارولينسكا» في السويد، والمؤلفة المشاركة للدراسة، فإن «العلاقة بين الحرارة العالية وتزايد نسبة المرض ترجح يوماً بعد يوم». ويوافق تاربانينو الباحثة ويسيلنغ، إذ يقول إنه «إذا أثبت البحث أن مرض الكلى المزمن يرتبط بشكل لا لبس فيه بالإجهاد الحراري، فإنه سيكون لدينا مشكلة صحية عامة وخطيرة بسبب الاحترار العالمي، وسوف يتأثر به الجميع». وتشير الدراسة إلى أن مرض الكلى المزمن قد يكون واحداً من أهم الآثار المدمرة لارتفاع درجات الحرارة، ولكن من المحتمل أن يكون له تأثيرات سلبية أخرى، مثل الدوار والتعب وآلام العضلات والصداع والغثيان، إذ كلها أعراض شائعة للإجهاد الحراري، وخصوصاً عندما ترتبط بالجفاف. وبالاضافة الى ذلك، تتأثر المحاصيل والثروة الحيوانية بالحرارة الشديدة، ما أدى إلى فشل المحاصيل وضعف وهزال الحيوانات. ويشير مؤشر الإجهاد الحراري الذي نشر أخيراً من قبل شركة الاستشارات «مابلكروفت فيرسيك»، الى أن إنتاجية العمل في جنوب شرق آسيا يمكن أن تنخفض بنسبة تصل إلى 25 في المئة خلال العقود الثلاثة المقبلة، إذا زادت درجات الحرارة. ووفقاً للمؤشر، فإنه بحلول العام 2045، سيعيش ما يقرب من نصف سكان العالم في بلدان تصنف بأنها «خطر شديد»، وهي تلك التي يسجل فيها أعلى مقياس لدرجة الحرارة والرطوبة. ومن المتوقع أن تكون أكثر مناطق تأثراً جنوب شرقي آسيا، تليها منطقة الشرق الأوسط ومنطقة البحر الكاريبي وغرب أفريقيا. ويذكر مؤشرالإجهاد الحراري أن البلدان المتقدمة قد تكون أقل تأثراً على رغم أن وتيرة «أيام الإجهاد الحراري» (عندما تتضافر الحرارة والرطوبة للحد من قدرة الناس على القيام بنشاط بدني) في دول مثل إيطاليا واليونان، قد تزيد من الآن وحتى منتصف القرن. ويتعزز تأثير الحرارة العالية على الإنتاجية من خلال بحث جديد نشر في مجلة «نايتشر» أخيراً، اظهر أن معدلات توريد العمالة والعمل «تراجعت فجأة»، الى المناطق التي تزيد فيها عتبات درجة الحرارة عن 30 درجة مئوية. وتقول دراسة أجريت من قبل فريق مشترك من معهدي «بيركلي» و«ستانفورد» في الولايات المتحدة، أن الاحترار العالمي سوف يقلل متوسط ​​الدخل العالمي بنسبة 23 في المئة بحلول العام 2100، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في التجارة واضطرابات اجتماعية. وللحد من المخاطر الصحية والخسائر في الإنتاجية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، يوصي الخبراء الطبيون بالعمل في بيئات ذات حرارة معتدلة او مبردة، سواء من خلال توفير المناطق المظللة، أو من طريق التهوية والمراوح وتكييف الهواء، وينصح أيضاً بارتداء ملابس خفيفة الوزن. ودعا تاربانينو أصحاب العمل إلى أخذ زمام المبادرة في الحد من تعرض العمال للإجهاد الحراري، سواء الآن أو في المستقبل، ويقول: إن «التغيرات الصغيرة في ظروف العمل يمكن أن يكون لها تأثير كبير»، مشيراً إلى ان «منع الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة ليس فقط أرخص، بل إنه أسهل بكثير من العلاج».

مشاركة :