أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده "لإيجاد تسويات" وانفتاحه على مقترحات قدّم بها نظيره الفرنسي إيمانويل لنزع فتيل الأزمة في ملف أوكرانيا، متّهما في الوقت نفسه الغرب بتهديد روسيا. وجدد بوتين انتقاداته لحلف شمال الأطلسي، متّهما إياه بأنه توسّع في السنوات الثلاثين الأخيرة إلى حد بات يشكّل فيه تهديدا لروسيا. ولم يتطرّق الرئيس الروسي إلى حشد روسيا عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا، مثيرة مخاوف من اجتياح جديد لهذا البلد. واكتفى بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون بالقول إنّ "بعضاً من هذه الأفكار، هذه المقترحات (...) يمكن أن تشكّل أساساً لإحراز تقدم مشترك"، معتبراً في المقابل أنّه من السابق لأوانه الخوض علناً في هذه المقترحات. وقال ماكرون إنّ "الرئيس بوتين أكّد لي استعداده للالتزام بهذا المنطق وبرغبته في الحفاظ على الاستقرار وعلى وحدة أراضي أوكرانيا". وكشف بوتين أنه سيجري محادثات مع ماكرون بعد لقاء الأخير نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في كييف اليوم الثلاثاء. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي أنّه اقترح على سيّد الكرملين في محادثاتهما التي استمرّت خمس ساعات "بناء ضمانات أمنية ملموسة" لكلّ الدول المعنية بالأزمة الأوكرانية. وقال ماكرون إنّ "الرئيس بوتين أكّد لي استعداده للالتزام بهذا المنطق وبرغبته في الحفاظ على الاستقرار وعلى وحدة أراضي أوكرانيا". وفي حين شدد بوتين على الخلافات القائمة مع حلف شمال الأطلسي، حدّد ماكرون مجددا أهدافه وهي تحقيق "الاستقرار العسكري على المدي القصير، واستمرار الحوار بين روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجل إيجاد حلول تضمن أمن الجميع". وقال ماكرون لنظيره الروسي "لا أمن للأوروبيين ما لم يكن هناك أمن لروسيا". لكنّه ذكّر الزعيم الروسي بأن دول البلطيق وغيرها من الدول الأوروبية الحدودية لديها على صعيد الأمن "المخاوف نفسها" التي تعبر عنها روسيا. وأوضح أن هذه البلدان "تشعر بأن اتفاقات مبرمة قد انتُهكت" مع نشر قوات روسية. وقال ماكرون "يجب أن نعيد معا بناء هذه الحلول الملموسة لأننا نعيش على جانبي حدود مشتركة". وتعهّد سيّد الإيليزيه "تكثيف الاتصالات" مع كل شركائه من أجل "بناء حلول جديدة". وتابع "لقد رسمنا بعض الخيوط خلال لقائنا الثنائي"، وأضاف "سنتواصل مجددا خلال بضعة أيام" و"انا واثق من اننا سنتوصل إلى نتيجة. ليس الأمر سهلا لكنني واثق من ذلك". إلا أن المؤتمر الصحافي المشترك سلّط الضوء على وجود تباينات كبيرة بين الرجلين تجلّت بتوتر الأجواء في نهاية المؤتمر. وقال ماكرون "من يؤمن بأوروبا عليه أن يعرف كيفية العمل مع روسيا. هل الأمر سهل؟ كلا. هل هناك بعض من نكران الجميل؟ نعم. هل يجب التخلي عن ذلك؟ كلا"، مشددا على وجود "اختلافات" يجري العمل على حلها. وتابع ماكرون "أوكرانيا بلد ينتشر 125 ألف جندي روسي عند حدوده. الأمر يثير التوتر"، وأضاف "بلغنا مستوى من الاحتدام نادرا ما شهدته أوروبا". وقال "سنحاول إطلاق مسار جديد". وأكدت الرئاسة الفرنسية بعد المؤتمر الصحافي أن الرئيسين توصلا إلى توافق حول نقاط عدة لم يتطرّقا إليها خلال المؤتمر الصحافي. وبحسب باريس، وافقت موسكو خصوصا على سحب جنودها بعد انتهاء مناورات زاباد في بيلاروسيا. كذلك أشار قصر الإيليزيه إلى تعهّد الجانبين "عدم إطلاق مبادرات عسكرية جديدة، ما من شأنه التهيئة لاحتواء التصعيد". "كل الجهود للتوصل إلى تسويات" وقال بوتين "فيما يتعلق بنا، سوف نبذل أقصى جهودنا للتوصل الى تسويات تلائم الجميع"، مضيفا أنه لن يكون هناك "رابحون" في حال اندلاع حرب في القارة الأوروبية. وأكدت الرئاسة الفرنسية بعد المؤتمر الصحافي أن الرئيسين توصلا إلى توافق حول نقاط عدة لم يتطرّقا إليها خلال المؤتمر الصحافي. وبحسب باريس، وافقت موسكو خصوصا على سحب جنودها بعد انتهاء مناورات زاباد في بيلاروسيا. كذلك أشار قصر الإيليزيه إلى تعهّد الجانبين "عدم إطلاق مبادرات عسكرية جديدة، ما من شأنه التهيئة لاحتواء التصعيد". والرئيس الفرنسي هو أول مسؤول غربي من الصف الأول يلتقي الرئيس الروسي منذ تصاعد التوتر في ديسمبر. وتأتي هذه الزيارة في إطار سلسلة من الجهود الدبلوماسية الأوروبية هذا الأسبوع والأسبوع المقبل. واليوم الثلاثاء، يتوجه ماكرون إلى كييف للقاء نظيره الأوكراني. والأسبوع المقبل سيزور برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس بعد عودة الأخير من واشنطن. ويزور شولتس كييف وموسكو في 14 فبراير و15 منه. وانتقد بوتين رفض الغرب تلبية مطالبه التي تتضمن وضع حد لتوسع حلف شمال الأطلسي والتعهد بعدم نشر أسلحة هجومية قرب الحدود الروسية وسحب البنى التحتية العسكرية للحلف الأطلسي وإعادتها إلى حدود العام 1997، أي إلى ما قبل انضمام جمهوريات سوفياتية سابقة إلى التكتل. ونفى أن تكون بلاده بصدد التصعيد على الرغم من انتشار عشرات الآلاف من قواتها عند الحدود الأوكرانية منذ أسابيع، مما أثار المخاوف من غزو روسيا لأوكرانيا. وقال بوتين "القول إن روسيا تتصرف بطريقة عدائية غير منطقي"، مضيفا "لسنا من يتّجه نحو حدود الحلف الاطلسي". وحمّل بوتين أوكرانيا مجددا المسؤولية الكاملة عن المأزق الذي وصلت إليه محادثات السلام الرامية لحل النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا. "125 ألف جندي أمر يثير التوتر" من جهته، أشاد الرئيس الفرنسي بنظيره الأوكراني وبضبط النفس الذي يمارسه على الرغم من انتشار 125 ألف جندي عند حدود بلاده، معتبرا أن هذا الأمر "يثير التوتر". واجتاحت روسيا أوكرانيا العام 2014 وضمت شبه جزيرة القرم، ردا على ثورة موالية للغرب في كييف. كذلك، يخوض انفصاليون موالون لروسيا ومدعومون منها حربا منذ 2014 ضد الجيش الأوكراني في شرق البلاد، في صراع أودى بحياة 13 ألف شخص على الأقل. وسمحت اتفاقات سلام تم التفاوض عليها بوساطة ألمانية فرنسية بتجميد المعارك على الجبهة، لكن التسوية السياسية للنزاع في طريق مسدود. ويسعى ماكرون لتحريك هذه الآلية. ويرفض الغربيون المطالب الروسية، مقترحين في المقابل إجراء محادثات حول مخاوف موسكو، والقيام بخطوات لبناء الثقة مثل زيارات متبادلة لمواقع عسكرية أو تدابير لنزع السلاح، وهي اقتراحات يعتبرها الروس "إيجابية" لكنها "ثانوية". وحذّر الأمريكيون والأوروبيون موسكو من أن أي هجوم روسي على أوكرانيا ستكون عواقبه رهيبة على روسيا التي سترفض عليها عقوبات مدمّرة. ولدى استقباله المستشار الألماني في البيت الأبيض تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن "وضع حد" لخط أنابيب نوريد ستريم 2 الذي يربط ألمانيا بروسيا في حال هاجمت موسكو أوكرانيا. وأرسلت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة تعزيزات عسكرية إلى أوروبا. وقدّرت الاستخبارات الأمريكية أنّ روسيا باتت لديها فعليا 70 في المئة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :