مصير غامض لمجموعة دول الساحل بعد انقلابي بوركينا فاسو ومالي

  • 2/8/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تسود حالةٌ من الغموض مستقبلَ مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمس عقب استيلاء الجيش على السلطة في بوركينافاسو وإصرار المجلس العسكري الحاكم في مالي على التمسك بالسلطة خمس سنوات يتم بعدها إجراء انتخابات. ومجموعة دول الساحل الأفريقي هي تجمّع إقليمي يضم موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد والنيجر. ويشهد عدد من دول المجموعة -خصوصا مالي وبوركينافاسو- تصاعدا لتهديد المنظمات الإرهابية على غرار تنظيم داعش والقاعدة وبوكو حرام، فيما يرى متابعون للشأن الأفريقي أن انتشار الفقر والاضطرابات السياسية في عدد من دول المجموعة يشكل بيئة مناسبة للانقلابات. وشهدت عواصم المجموعة -وخاصة واغادوغو وبامكو- خلال الأسابيع الأخيرة تطورات متلاحقة دفعت متابعين إلى التساؤل عن مصير المنظمة التي تضم دول المجموعة الخمس. سيدي ولد عبدالمالك: الوقت بات ملحا لتصحيح عيوب مؤسسات دول الساحل وفي الرابع والعشرين من يناير الماضي أعلن الجيش في بوركينافاسو عزل الرئيس روك كابوري وتعليق العمل بالدستور وإقالة الحكومة وحل البرلمان وإغلاق الحدود. وفي أول خطاب له دعا بول هنري سانداوغو داميبا -الذي نصب نفسه رئيسا لبوركينا فاسو- المجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده على الخروج من أزمتها مع التعهد بالعودة إلى الحياة السياسية الطبيعية. وفي أول خطاب رسمي له بث على التلفزيون الرسمي في الثامن والعشرين من يناير قال داميبا إنه “يلتزم بالعودة إلى الحياة (الدستورية) الطبيعية”. وشدد على أن أولويته تظل “أمن البلاد”، مشيرا إلى رغبته في “تقليص المناطق الواقعة تحت تأثير الإرهاب والتطرف العنيف”. وردا على سيطرة الجيش على السلطة في بوركينافاسو علقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عضوية هذا البلد ودعت إلى الإفراج الفوري عن الرئيس كابوري. وفي مالي المجاورة أثار إصرار المجلس العسكري الحاكم على رفض إجراء انتخابات قبل 5 سنوات غضب المجتمع الدولي. ودفع ذلك “إيكواس” إلى فرض عقوبات على باماكو وإغلاق حدود بلدان المجموعة مع دولة مالي وتجميد أرصدتها لدى البنوك ومنع التحويلات البنكية، وسحب كافة الدبلوماسيين من باماكو وإلغاء كافة أشكال التعاون معها وكذلك المساعدات المالية باستثناء الأدوية والمواد الغذائية. ويرى الخبير الأفريقي سيدي ولد عبدالمالك أن مجموعة دول الساحل الخمس “تعيش في الوقت الحالي حالة من اليتم منذ أن غادر جيل التأسيس سدة الحكم فيها والذي كان آخره الرئيس التشادي أدريس ديبي” الذي قتل في مواجهة مع المتمردين على تخوم العاصمة إنجمينا في أبريل الماضي. حالةٌ من الغموض تسود مستقبلَ مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمس عقب استيلاء الجيش على السلطة في بوركينافاسو وإصرار المجلس العسكري الحاكم في مالي على التمسك بالسلط وأشار ولد عبدالمالك إلى أن “حالة اليتم التي تعاني منها المجموعة زادتها عوامل أخرى وهي سيل الاضطرابات في المنطقة ومن بينها الانقلاب في بوركينافاسو وتسلم ابن ديبي السلطة في تشاد وغضب فرنسا تجاه بعض الأنظمة الانقلابية في المنطقة خاصة النظام في مالي”. ولفت كذلك إلى ما أسماه بـ”ضعف التجانس الجيوسياسي في الوضع الإقليمي بين دول هذا الإطار (مجموعة دول الساحل الخمس)”. وقال ولد عبدالمالك “هذا أيضا خلل من العيوب المؤسسية التي تأسست عليها المجموعة، وأعتقد أن الوقت بات ملحا لتصحيحه”. ورأى الصحافي السنغالي المختص في الشأن الأفريقي محمد جوب أن “الأوضاع الحالية في بوركينافاسو ومالي وتلويح فرنسا بمغادرة المنطقة سيكون لهما تأثير بشكل أو بآخر على مجموعة دول الساحل الخمس”. وأضاف جوب “العسكر الممسكون بالسلطة في بوركينافاسو ومالي متحمسون لمواجهة الإرهاب، لكن هل هم فعلا قادرون على مواجهة التنظيمات المسلحة في المنطقة؟ هذا ما ستكشف عنه الأشهر القادمة”. ونبه إلى أن “سير عمل مجموعة دول الساحل الخمس سيشهد بعض التعثر خلال الأشهر القادمة”، لافتا إلى أنه “فور عودة الاستقرار السياسي تدريجيا إلى مالي وبوركينافاسو سيعود نشاط المنظمة”. ويعتقد جوب “أنه سيحصل تأثير على سير عمل المجموعة”، لكنه يرى أن ذلك سيكون “مؤقتا وسرعان ما تعود إلى نشاطها بعد استقرار الأوضاع في مالي وبوركينافاسو”.

مشاركة :