دشن الاتحاد الدولي للصحفيين حملة عالمية للضغط على ميليشيات الحوثي الإرهابية، بهدف إجبارها على إطلاق سراح 4 صحفيين، ينتظرون حالياً تنفيذ حكم الإعدام انتقاماً من فضحهم انتهاكات الميليشيات المروعة في اليمن. وفي إطار هذه الحملة، طالب الاتحاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالملف اليمني هانس جروندبيرج، بالعمل على إنقاذ حياة الصحفيين الأربعة المعتقلين منذ عام 2015، ممن ظلوا قيد الاحتجاز دون محاكمة لنحو أربع سنوات، قبل أن يمثلوا أمام محكمة جنائية خاصة تأتمر بأوامر الحوثيين، وتُوجه إليهم اتهامات مختلقة بـ«التجسس ونشر أخبار كاذبة»، أفضت في نهاية المطاف إلى إصدار حكم جائر بالإعدام عليهم. وأكد الاتحاد الدولي للصحفيين في بيان أن السبب الحقيقي لاعتقال الصحفيين أكرم الوليدي وتوفيق المنصوري، وعبد الخالق عمران وحارث حميد، يتمثل في التقارير التي كانوا قد أعدوها قبل اختطافهم على يد الانقلابيين من أحد فنادق صنعاء، بشأن الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الإرهابيون وانتهاكاتهم الحقوقية. وأشار البيان إلى أن الصحفيين الأربعة تعرضوا خلال فترة احتجازهم لسلسلة من الجرائم، بدأت بإخفائهم قسرياً، بجانب ممارسة التعذيب الوحشي ضدهم بدنياً ونفسياً، فضلاً عن حرمانهم من الحق في الزيارة، وفي الحصول على الرعاية الطبية، وهي كلها ممارسات تمثل انتهاكاً لجميع الاتفاقيات والأعراف الدولية المتعلقة بمعاملة السجناء والمعتقلين. وشملت عمليات التعذيب، بحسب حقوقيين ومسؤولين في الحكومة اليمنية، وضع الصحفيين الأربعة في زنازين انفرادية، وتعليقهم وضربهم بعصي حديدية وأسلاك كهربائية في مناطق حساسة من الجسم، واستجوابهم تحت التعذيب، ما أدى إلى تردي وضعهم الصحي جسدياً ونفسيا، لا سيما بعدما مُنِعوا من الحصول على الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض، التي أُصيبوا بها أثناء فترة الاحتجاز التي تناهز 7 سنوات. ودعا الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجر، إلى ضرورة اضطلاع منظمات، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك الحكومات في جميع أنحاء العالم، بدورها في الدفاع عن الصحفيين، مشدداً على أهمية أن توجه هذه الكيانات رسالة واضحة للعصابة الحوثية الإجرامية، مفادها بأن تعذيب الصحفيين وإعدامهم يشكل جريمة حرب. وفي إشارة واضحة إلى عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية، أكد بيلانجر أنه لا ينبغي على العالم التهاون في التعامل مع مجرمي الحرب هؤلاء، وأن على الأوساط الصحفية في شتى أنحاء العالم، طمأنة الصحفيين الأربعة الذين ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بحقهم، بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك جهوداً تُبذل لكي ينالوا حريتهم. وتشمل حملة الاتحاد الدولي للصحفيين الرامية لإنقاذ الإعلاميين الأربعة، جمع التوقيعات على رسالة مفتوحة موجهة إلى المبعوث الأممي لليمن، لحثه على التعامل بشكل عاجل مع هذا الملف، فضلا عن الضغط على الهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة، لمنح تلك القضية الأولوية على جدول أعمال اجتماعاتها. كما سيسعى الاتحاد للمشاركة في الاجتماع القادم لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للحديث عن ملف هؤلاء الصحفيين بشكل خاص، وتسليط الضوء على المخاطر التي تواجه الإعلاميين اليمنيين، الخاضعين لحكم ميليشيات الحوثي بوجه عام. وتفيد البيانات التي جمعتها نقابة الصحفيين اليمنيين، بأن عدد وقائع انتهاك هذه الميليشيات الانقلابية للحريات الإعلامية في البلاد، بلغ منذ عام 2015 وحتى أواخر العام الماضي، ما يقارب 1360 واقعة، شهدت العشرات منها مقتل صحفيين أبرياء.
مشاركة :