«كذب المنجمون ولو صدقوا»

  • 11/23/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

كنت سأعنون هذه العجالة بجملة أخرى تقول: كذب الارصاديون ولو صدقوا، فالمؤسسة العامة للأرصاد قد تحذر كما هو الحال أسبوعيا بأمطار غزيرة سوف تهطل على مدن المنطقة الشرقية وقراها، فليأخذ المواطنون والمقيمون حذرهم ويحتاطوا لهذه الموجة العاصفة من الأمطار التي قد تكون مصحوبة بسيول، ويمضي اليوم المحدد لهذا التحذير دون أن تهبط على المنطقة نقطة مطر واحدة. وقد تحذر المؤسسة سكان المنطقة الشرقية برياح قوية عاصفة قد تقتلع في طريقها الأخضر واليابس، فيخاف المسافرون من التوجه بمركباتهم إلى أي مكان؛ لأن تلك الرياح العاتية قد تهددهم وتهدد مركباتهم فيعزفون عن السفر بعد أن ربطوا حقائبهم بالأحزمة؛ استعدادا لرحلة من الرحلات الداخلية أو الخارجية، ويمضي موعد التحذير دون هبوب تلك الرياح المزعومة سواء كانت قوية أو ضعيفة. وربما تحذر المؤسسة كما يجيء في إعلاناتها الموجهة لوكالات الأنباء والصحف، بأن موجة من الرعد والبرق سوف يلحظها سكان حاضرة الدمام وما جاورها بعد ساعات، وتلك موجات رعدية وبرقية قد تنذر بهطول أمطار غزيرة، فيمتنع الصيادون من التوجه للبحر طلبا للرزق، فهم يخافون بعد تلك الموجات من رياح عاتية قد لا تبقي ولا تذر، ويخاف المواطنون والمقيمون من ارتياد الشواطئ في هذه الأيام الجميلة الصافية. وطالما حذرت المؤسسة بين حين وحين من موجة حر شديدة سوف تخيم على مدن المنطقة الشرقية وقراها، ولا بد من أخذ الحيطة والحذر من هذه الموجة، فيأخذ المواطنون في التأكد من صلاحية مكيفاتهم الباردة وأنها صالحة للاستعمال قبل أن تهب تلك الموجة، فيمر اليوم المحدد للانذار دون أن يمر الحر على مدن المنطقة، وربما تمر عدة أيام أخر دون أن تصادفهم تلك الموجة من الحر الشديد المزعوم. وبالعكس، فإن المؤسسة قد تحذر سكان المنطقة من موجة برد شديدة سوف تمر على المنطقة قادمة من القارة الافريقية أو غيرها، فيستعد المواطنون والمقيمون بشراء الدفايات استعدادا لهذه الموجة من البرد، وقد ترتفع أثمان الفحم والحطب إلى أسعار فلكية؛ بسبب هذا الإعلان، ويمر اليوم بأكمله وعدة أيام بعده دون أن تمر هذه الموجة من البرد الشديد، ويكتشف الجميع بأن الاعلان هو مجرد زوبعة في فنجان. وتحذر المؤسسة أحيانا من غيوم سوداء كثيفة، سوف تخيم على مدن المنطقة، وهي علامة أكيدة على نزول أمطار شديدة غير مسبوقة، فيخاف المسافرون من الإقدام على السفر بمركباتهم، ويحجم من يرغب التنزه على شواطئ المنطقة من الإقدام على هذه الخطوة، وقد يمتنع رواد البحر من الصيادين والمتنزهين عن ركوب موجاته؛ خوفا من تلك الغيوم السوداء، فاذا باليوم يمر والسماء صافية وخالية من أية غيوم. أعود إلى ما بدأت به هذه العجالة، فأقول إنني لولا الملامة لقلبت عنوان هذه العجالة رأسا على عقب، واتهمت رجال الأرصاد بالكذب، ولكنني أحجمت عن ذلك.. وأتساءل دائما: ما هي الأسس والقواعد التي يبني عليها الارصاديون تنبؤاتهم -الخاطئة- عن أحوال الطقس وتقلباته، فهل ما يذيعونه يندرج تحت مسمى التنجيم أم أنهم يذيعون ما يذيعون جزافا، فقد تصدق أقوالهم أو لا تصدق؟! أملك طرح السؤال ولا أملك الإجابة عنه.

مشاركة :