ينتشر الجندي الأوكراني الملقب "بوتسمان" في مارينكا التي تتعرّض مواقعها لنيران قذائف الهاون والقنابل اليدوية، قرب دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا. على الجبهة في شرق اوكرانيا، باتت نيران العدو أقلّ غزارة مما كانت عليه في الخريف، ما يشكل مفارقة في وقت تتهم فيه الدول الغربية موسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا. ويفسّر بوتسمان، وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص وزيًا أبيض وهو يراقب بمنظار مواقع الانفصاليين التي غطتها الثلوج عى بعد أقل من كيلومتر واحد، "كانوا يمنعوننا من النوم ويفسدون وجباتنا، لكن الوضع هادئ الآن". - "اتصالات العائلات مقلقة جدًا" - ويشهد شرق أوكرانيا حربا منذ العام 2014 مع الانفصاليين الموالين لروسيا أسفرت عن أكثر من 13 ألف قتيل. وتُعتبر روسيا التي كانت قد ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام نفسه، المحرّض على هذا الصراع رغم نفيها لذلك. ومن المتوقّع أن يلعب الانفصاليون دورًا رئيسيًا في نزاع محتمل جديد قد تبدأه روسيا. وبعدما حشدت روسيا أكثر من مئة ألف جندي عند حدودها مع أوكرانيا، يمر الجنود وأقرباؤهم بفترة عصيبة. ويقول بوتسمان "إنّه أمر صعب على المعنويات" مضيفًا "إن اتصالات العائلات مقلقة جدًا. يجب أن أُطمئنهم". ولمواجهة الضغوطات، يتدرّب جندي آخر ملقب ب"سيتش" (39 عامًا) مستخدما الأثقال ومعدّات بدائية في قاعة رياضية أقيمت على وجه السرعة في حظيرة تضرّرت من القصف. ويقول "سيتش" من داخل خندقه "يجب أن نضع حدًا لهذه الحرب بمساعدة حلفاء أو بأنفسنا، بكل السُبل المُتاحة". ويعتقد أن في حالة حدوث غزو روسي، سيتمكّن الجيش من المواجهة، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية أكثر خبرة مما كانت عليه في 2014. - "سينتهي الأمر بالدموع" - ويقول سيتش "ربّما يعتقد بوتين، مثل مجنون عجوز، أنهم يستطيعون الوصول إلى كييف في غضون يومين. فليُحاول!" ويُتابع "تمكّنّا من ايقافهم في 2014 فيما لم نكن نرتدي إّلا نعال خفيفة وكان على كلّ منّا أن يجد سلاحه الخاص. نحن الآن جيش قوي جدًا". وأعلنت أوكرانيا الاثنين أنها تلقّت في الشهر الأخيرة أكثر من ألف طنّ من الأسلحة والمعدّات العسكرية بقيمة 1,5 مليار دولار تقريبًا. ويعتبر بوتسمان أن ثمة حاجة للمزيد، لا سيّما عدد اكبر من الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ الموّجهة، فيما روسيا ترى أن دعم الغربيين لأوكرانيا بالأسلحة يشكل تهديدا عند حدودها. يتابع العسكري "يجب أن تصل المساعدة بكل الأشكال من معنوية ومادّية، وعسكرية وسياسية". ويرى بوتسمان أن السيناريو الذي يريد تجنّبه هو سيناريو العام 2008 حين غلبت موسكو جورجيا بشكل ساحق. ويقول "إذا لم يتحّرك الغربيون واكتفوا بابداء +قلقهم+ إزاء الوضع، مثلما حصل في حالة جورجيا، سينتهي الأمر بالدموع".
مشاركة :