الإمارات تحتفي بمرور عام على وصول «مسبار الأمل» إلى مداره حول المريخ

  • 2/9/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفل دولة الإمارات اليوم بمرور عام على تسجيل اسمها بحروف من نور في سجلات التاريخ، بعدما أصبحت خامس دولة في العالم تنجح في الوصول إلى مدار المريخ ومن المرة الأولى، بعدما تمكن «مسبار الأمل»، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، في مثل هذا اليوم من العام الماضي، من الوصول إلى الكوكب الأحمر وسط متابعة عالمية غير مسبوقة. ويمثل تزامن وصول «مسبار الأمل» مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي عام 2021 أفضل انطلاقة للـ50 عاماً التالية، كونه يؤسس لاقتصاد المستقبل القائم على المعرفة. ونجح «مسبار الأمل»، عند الساعة 7:42 مساء التاسع من فبراير 2021، في الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، منجزاً بذلك أصعب مراحل مهمته الفضائية، بعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، قطع فيها أكثر من 493 مليون كيلومتر، ليشكل وصوله إلى الكوكب الأحمر حينها، استعداداً لبدء مهمته العلمية من خلال توفير ثروة من البيانات العلمية للمجتمع العلمي حول العالم، علامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات التنموية المتسارعة، وليكون هذا الإنجاز علامة فارقة في احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد، وملخصاً قصتها الملهمة، باعتبارها دولة جعلت ثقافة اللامستحيل فكراً ونهج عمل وترجمة حية على الأرض. وبالوصول الناجح لمسبار الأمل في هذا اليوم التاريخي، أصبحت دولة الإمارات أول الواصلين إلى مدار الكوكب الأحمر ضمن ثلاث مهمات فضائية أخرى وصلت خلال شهر فبراير 2021 إلى المريخ، تقودها بالإضافة إلى الإمارات، كل من الولايات المتحدة والصين. وفي هذا اليوم كانت محطة التحكم الأرضية في «مركز محمد بن راشد للفضاء» في الخوانيج محط أنظار العالم، إذ جرى من خلالها إجراء مناورات دخول المسبار إلى مدار الالتقاط حول المريخ، وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على متابعة اللحظة التاريخية من المحطة. وقد تابع هذه اللحظات التاريخية الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم، من خلال تغطية حية ضخمة نقلتها محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ضمن فعالية كبرى نُظمت بدبي في محيط برج خليفة، والذي اكتسى، إلى جانب المعالم الرئيسة في الدولة والعالم العربي، بلون الكوكب الأحمر، وذلك لمتابعة اللحظات الحاسمة لوصول المسبار، بحضور وكالات الأنباء العالمية وممثلي وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية المحلية والإقليمية ونخبة من المسؤولين وأعضاء فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل». ومنذ اليوم الأول لوصوله إلى مدار المريخ وحتى الآن يواصل «مسبار الأمل» إمداد المجتمع العلمي حول العالم ببيانات علمية غير مسبوقة، وفي إطار سعي دولة الإمارات للمشاركة في مسيرة التقدم العلمي للبشرية، فقد جرى بالفعل إتاحة دفعتين من هذه البيانات عبر الموقع الإلكتروني لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ لكل العلماء والباحثين والمهتمين بعلوم الفضاء. وقد جرى نشر الدفعة الأولى من البيانات العلمية غير المسبوقة في أكتوبر 2021 وتضمنت الصور والمعلومات والملاحظات التي جمعها المسبار خلال الفترة الممتدة من التاسع من فبراير إلى 22 من مايو في أكتوبر 2021، فيما نُشرت الدفعة الثانية مطلع يناير الماضي، وسوف يتوالى نشر هذه البيانات العلمية كل ثلاثة أشهر. في 30 يونيو الماضي، كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» عن الصور الأولى من نوعها التي ترصد بشكل كامل وغير مسبوق ظاهرة الشفق المنفصل «Discrete Aurora» في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل باستخدام الأشعة الفوق بنفسجية البعيدة «far ultraviolet». وتسهم هذه الصور الاستثنائية غير المسبوقة في إثراء معارف العلماء والباحثين عند دراسة التفاعلات بين الإشعاع الشمسي والمجال المغناطيسي للمريخ وغلافه الجوي. وتضمنت البيانات العلمية المنشورة حتى الآن ملاحظات وبيانات لم تتوصل إليها أي مهمة استكشافية سابقة إلى المريخ، كما ضمت صوراً فريدة للكوكب الأحمر ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والتفاعلات التي تحدث بينها، وتظهر الملاحظات التي تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية لمسبار الأمل اختلافات كبيرة في وفرة كل من الأكسجين الذري وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي للمريخ في الجانب النهاري من الكوكب. وهذه الاكتشافات الجديدة التي توصل إليها «مسبار الأمل» تسهم في تغيير المفاهيم السابقة للعلماء حول توزيع الضوء فوق البنفسجي المنبعث من الغلاف الجوي العلوي للمريخ، حيث تظهر وجود هياكل شاسعة لوفرة الأكسجين الذري التي تختلف في مستوياتها عن المتوقع، وتشير أيضاً لاضطرابات جوية غير اعتيادية في الغلاف الجوي. وقد تم التقاط الصور في وقت كان المريخ قريباً من قمة مداره (الأكثر بعداً عن الشمس) بينما كان النشاط الشمسي منخفضاً، إذ بينت الصور المشهد الاستثنائي لانبعاثات الأكسجين عند الطول الموجي 130.4 نانومتر. كما أن هذه الهياكل الموجودة في الصور التي التقطتها الأجهزة التي يحملها المسبار على متنه قد تكون ناتجة عن تأثير سلبي للضوء ناتج عن موجات أشعة طويلة تم تصميم الأجهزة لرفضها، ولكن لوحظ انبعاث منتظم نسبياً من الأكسجين عند الطول الموجي 130.4 نانومتر عبر الكوكب وهو عكس ما تم ملاحظته حيث كانت وفرة الأكسجين أعلى بنسبة 50% من المتوقع لذلك يعمل الفريق العلمي حالياً على تعديل نماذجه العلمية للغلاف الجوي للتوصل إلى تفسير أفضل وثابت لهذه النتائج. ومع استمرار المهمة العلمية لمسبار الأمل لاستكشاف المريخ، والتي كانت قد بدأت في شهر مايو 2021 مع دخول المسبار إلى المدار العلمي حول الكوكب الأحمر والذي يتيح له أفضل موقع ممكن لرصد ودراسة مناخ المريخ وغلافه الجوي، يتواصل أيضاً تحقيق الأهداف العلمية التي تم إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» من أجلها، وسوف تستمر المهمة العلمية للمسبار حتى مايو 2023، مع إمكانية تمديدها على الأقل لمدة سنة مريخية جديدة (أي عامين أرضيين) حال اقتضت الضرورة ذلك. ولتحقيق الأهداف العلمية لهذه المهمة الفضائية التاريخية، يحمل مسبار الأمل على متنه ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة، قادرة على نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، ما يمنح المجتمع العلمي العالمي فهماً أعمق للتغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب الأحمر ودراسة أسباب تآكل غلافه الجوي. وترصد هذه الأجهزة، وهي كاميرا الاستكشاف الرقمية والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية، كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي غازي الهيدروجين والأكسجين من الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء، وكذلك تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلى والعليا لكوكب المريخ، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريس الكوكب المتنوعة. ويعمل مسبار الأمل على جمع أكثر من 1000 غيغا بايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، ويتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات، ويقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات وإتاحتها للبشرية لأول مرة، ومشاركتها مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية. • الوصول الناجح لمسبار الأمل إلى المريخ يلخص قصة الإمارات خلال الـ 50 عاماً الأولى لتأسيسها. • مسبار الأمل يواصل إمداد البشرية ببيانات علمية غير مسبوقة حول المريخ لرسم أول صورة كاملة لمناخه. • الاكتشافات الجديدة لـ «مسبار الأمل» تسهم في تغيير المفاهيم السابقة للعلماء حول الكوكب الأحمر. قصة تستحق أن تروى تستحق القصة الملهمة لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» أن تروى، حيث كانت دولة الإمارات قد دخلت، مساء التاسع من فبراير 2021، التاريخ بوصفها أول دولة عربية تصل إلى المريخ، وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز، بعدما نجح مسبار الأمل، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، في الوصول إلى الكوكب الأحمر، متوجةً بذلك الـ50 عاماً الأولى منذ تأسيسها عام 1971 بحدث تاريخي وعلمي غير مسبوق على مستوى المهمات المريخية السابقة، حيث تستهدف المهمة الاستكشافية الإماراتية تقديم بيانات علمية لم يتوصل إليها الإنسان من قبل عن الكوكب الأحمر. ونجح «مسبار الأمل» عند الساعة 7:42 مساء التاسع من فبراير 2021 في الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، منجزاً بذلك أصعب مراحل مهمته الفضائية، بعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، قطع فيها أكثر من 493 مليون كيلومتر. وكانت اللحظات الحاسمة لمرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر قد بدأت عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت دولة الإمارات، مع قيام مسبار الأمل ذاتياً، وفقاً لعمليات البرمجة التي كان فريق العمل قد أجراها مسبقاً قبل إطلاقه، ببدء تشغيل محركاته الستة للدفع العكسي «دلتا في» لإبطاء سرعته من 121 إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، مستخدماً نصف ما يحمله من وقود، في عملية استغرقت 27 دقيقة. وانتهت عملية حرق الوقود عند الساعة 7:57 مساء ليدخل المسبار بأمان إلى مدار الالتقاط، وعند الساعة 8:08 مساءً تلقت المحطة الأرضية في الخوانيج إشارة من المسبار بنجاح مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، لتكتب دولة الإمارات اسمها بحروف بارزة في تاريخ المهمات الفضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :