* ندرة المياه تهديد حقيقي للحياة. أن يشعر كل مواطن بهذا التهديد وأبعاده ومحاذيره. أن تتولد الرغبة في أعماق نفس كل فرد باستدامة الاهتمام والحرص على كل قطرة ماء. أن نزرع الوعي بالعملية التعليمية في مراحل التعليم، وعبر الوسائل الأخرى، منها الجماهيرية. إنها مسئولية الجميع لمواجهة الطلب المتزايد على الماء من جميع القطاعات: الزراعية، والمنزلية، والصناعية. فرض اعتبارات تعظيم شأن الماء ومسئوليته في ظل ندرته واجب وطني.* الزراعة هي المستهلك الأعظم للمياه الجوفية على مستوى العالم. ماذا يعني هذا في ظل ندرة الماء؟ في وضعنا البيئي تشكل المياه الجوفية المصدر الوحيد للقطاع الزراعي. هذا يعظم مسئوليتنا وحذرنا في التعامل مع الماء لصالح أجيالنا القادمة. لماذا نستنزفها عشوائيا ونتجاهل وضعها المستقبلي؟ ماذا اتخذنا من إجراءات لتنميتها، في ظل سحبنا الجائر من مخزونها الاستراتيجي؟ السؤال الأهم ما الفرص المتاحة أمامنا لتغذية المياه الجوفية؟ وكيف؟* في ظل الأسئلة العائمة وتوجهاتها، الأمر يتطلب توظيف الحكمة في التعامل مع الماء، وهذا أضعف الإيمان. التوازن البيئي مطلوب. متى يتم فرض تحقيقه على الجميع؟ التعامل بحذر ومسئولية مع الماء عنوان يتطلب الاستدامة. أن تذهب كل قطرة ماء في طريقها الصحيح والسليم.* أمام حقائق الماء في بلدنا حفظها الله، منع طغيان الأهداف على حدود التوازنات البيئية ضرورة قصوى. ليس منقصة أن تكون أهدافنا أقل طموحا عندما يتعلق الأمر بالماء. تتعاظم مسئوليتنا أكثر من أي وقت مضى، أمام حقائق هبوط مناسيب المياه الجوفية، سواء المتجددة في مناطق الدرع العربي أو غير المتجددة في مناطق الصخور الرسوبية.* بذلت وبفخر الكثير من الاهتمام وطرح الأفكار العلمية والرأي المساند لها خلال العقود الماضية. كانت المسافة الزمنية بين ما أطرحه وبين ما تتبناه الوزارة المسئولة يستغرق من (20 إلى 30) سنة. هذا موثق في كتبي جميعها. ماذا يعني هذا التأخير في تبني الأفكار العلمية حول الماء، وحول الممارسات الزراعية العشوائية الجائرة؟ من الخاسر؟ بالتأكيد الأجيال القادمة هي الخاسر الأكبر. الماء ضحية هذا التأخير. هذا يوثر سلبا على المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية.* كنت وما زلت أطرح الرأي، فهذه وظيفتي كباحث علمي متخصص في الحفاظ على الماء وترشيد استخدامه. وصلت مرحلة من التشبع، معها وجدت أن مياه الأمطار هي الخيار الاستراتيجي المتاح أمامنا لمواجهة ندرة الماء. وحتى يتحقق هذا لابد من تحقيق الكثير من متطلبات الشروط البيئية الطبيعية لتحقيق غزارة المطر لتغذية المياه الجوفية.* في تراثنا المهاري المائي المحلي كامل الحلول الناجعة لندرة الماء، لماذا نتجاهلها ونبحث عند غيرنا؟* علينا الأخذ بالأسباب والعمل لتحقيق شروط نزول المطر بغزارة. الباقي نتركه لله سبحانه، محقق الرجاء، واهب الماء، ومنزل الغيث من السماء. العمل لصالح الماء عبادة. التفكير الدائم في الماء واحترامه كنعمة عبادة. أتعجب من تعليقات البعض الاتكالية على الله دون فعل شيء منهم. يتجاهلون العمل والاجتهاد والمثابرة والأخذ بالعلم كوسيلة وأداة لتحقيق شروط نزول المطر وفق قواعد خلقها الله، وأخل بها الطمع والجشع والفساد والإفساد الذي يمارسه الإنسان وبشكل جائر على البيئة.* لماذا اختلت التوازنات البيئية التي تحقق شروط نزول المطر وبغزارة؟* توجت جهدي بتصميم خارطة جديدة للمملكة. جعلتها تحمل اسم: خارطة المملكة البيئية المائية المناخية. قدمتها في مقالات سابقة. جعلتها في أربعة نطاقات (شرائح). الخارطة نتاج جهد متواصل من العمل والاهتمام المستدام. الأفكار أشبه بالثمار الزراعية في كل شيء. وجدت أفكاري ثمارا تتطور مع الوقت. تنقل شخصي من مرحلة لأخرى. جميعها تعمل في مسار واحد: البحث عن حل لندرة الماء. وجدته فأصبح هذا الحل شغلي الشاغل، وهدفي الأعظم. حل عنوانه: المطر. ويستمر الحديث بعنوان آخر.twitter@DrAlghamdiMH
مشاركة :