أكد خبراء دوليون أن إدارة المخلفات تعد أولوية عالمية، لها عوائد متعددة تشمل تحسين جودة الحياة من خلال الاستهلاك المعتدل الذي يعزز الادخار لدى الفرد، ويسهم من ناحية أخرى في تخفيف كمية النفايات المنزلية؛ مروراً بآثارها البيئية والصحية من خلال تخفيف الانبعاثات الناتجة عن حرق النفايات أو ردمها؛ كما أن مجال إدارة المخلفات يعد مجالا استثماريا يحقق عوائد ربحية عالية إذا ما استثمرت الفرص المبتكرة التي يتيحها بشكل متجدد ومتطور. وتشير البيانات المالية العالمية إلى أن حجم سوق إدارة المخلفات العالمية بلغ 383.83 مليار دولار أمريكي في عام 2020، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 5% خلال فترة التوقعات (2021 - 2026)، فيما بلغ سوق إدارة المخلفات الصناعية العالمية 1.249.64 مليار دولار أمريكي في عام 2018 ومن المتوقع أن يصل إلى 2.513.74 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025. إلى جانب ذلك، أقام برنامج الدبلوم المهني في إدارة المخلفات سلسلة محاضرات تخصصية احترافية تعليمية وتدريبية في مجالات ابتكارية متنوعة كجزء من متطلبات الحصول على شهادة الدبلوم المهني في إدارة المخلفات والمعتمدة من قبل المعهد الدولي لإدارة المخلفات ببريطانيا. واستقطب البرنامج منذ تدشينه في أكتوبر 2021 نخبة من المسؤولين الدوليين وخبراء من جامعة الخليج العربي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة مكتب غرب آسيا بهدف نقل خبراتهم للطلبة الملتحقين بالبرنامج. وبينت رئيسة قسم الموارد الطبيعية والبيئة بجامعة الخليج العربي الدكتورة سمية يوسف، أن البرنامج استقطب خبرات دولية مميزة في إدارة المخلفات قدمت رؤى مميزة حول السياسات والتطبيقات اللازمة للتطبيق الأمثل في مجال إدارة المخلفات. وكان من بين المشاركين في الحزم الدراسية للبرنامج الرئيس التنفيذي لمجموعة إدارة المخلفات في أيرلندا الشمالية رئيس إدارة المخلفات في مجلس مدينة بلفاست وعضو المعهد الدولي المعتمد لإدارة المخلفات الدكتور تيم ووكر، والذي استعرض في محاضراته التوجه العالمي في هذا القطاع، مناقشاً فرص الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة والبلدية في دول مجلس التعاون، وأبرز التحديات التي تواجهها في المرحلة الحالية. مبيناً أن أبرز التحديات تتمثل في غياب الأطر التشريعية الداعمة لكل مرحلة من مراحل هرم الإدارة المتكاملة في إدارة المخلفات والتي تبدأ بصياغة السياسات والتشريعات وإيجاد الحوافز والعقوبات بدءا من المنع والتقليل من المصدر كأولوية، مرورا بتقنيات إعادة التدوير وتحويل المخلفات إلى طاقة، وصولاً إلى التخلص الصحي والهدف تصفير كمية المخلفات المتوجهة للمرادم الحديثة التصميم والتي تحتوي أنظمة لمنع تسرب غاز المردم (الميثان) واستغلاله كمصدر لتوليد الطاقة الكهربائية. ومن بين المشاركات النوعية في الحزم الدراسية لبرنامج الإدارة المتكاملة للمخلفات، مشاركة رئيس بلدية عمان في الأردن الدكتور ثائر العبادي، والذي دعا إلى إغلاق المرادم والاستفادة من الأراضي بشكل أكثر إنتاجية باستخدام تقنيات الإدارة المتكاملة والمستدامة للمخلفات الصلبة والبلدية، وخاصة في الدول التي تواجه محدودية المساحة وكثافة السكان. من جانبه تعرض الدكتور عصام حسن من معهد الكويت للأبحاث العلمية والخبير في المخلفات الصناعية والطبية والخطرة خلال مشاركته في محاضرات البرنامج، إلى الممارسات والتقنيات المستدامة لإدارة هذا النوع من المخلفات والاحتياطات لضمان سلامة النقل والتخلص من هذه المخلفات بحيث تضمن سلامة الإنسان والبيئة. وشهدت محاضرات البرنامج مشاركة الدكتورة آنا وولردج الرئيس تنفيذي لعمليات التشغيل في شركة خدمات الأمان المستقلة ببريطانيا، المتخصصة في إدارة المخلفات الطبية، والتي تطرقت إلى أهمية إدارة المخلفات الطبية وتحدياتها وخاصة في ظل أزمة كورونا. من جانبها تناولت الدكتورة سمية يوسف أستاذ الهندسة البيئية المساعد في جامعة الخليج العربي، موضوع إدارة مياه الصرف الصحي ومعالجتها وتحدياتها في دول مجلس التعاون، مشيرة إلى أن ما ينتج عن معالجة مياه الصرف الصحي سنويا ما يقارب 21 ألف طن من المادة شبه الصلبة (السلدج) أو ما يسمى بالحمأة والتي تعد من المخلفات الصلبة العضوية التي يتم ردمها حاليا في المرادم، والتي ينتج عن تخمرها لا هوائيا في المردم غاز الميثان الذي يعد من أخطر غازات الاحتباس الحراري، إن لم يتم إدارتها بطريقة مستدامة.
مشاركة :