بدءاً من نجوم العالم في مختلف المجالات، مثل أيقونة كرة القدم كريستيانو رونالدو، وصولاً إلى المغتربين الراغبين في أن يحظوا بفرص مهنية ومعيشية أفضل، مروراً بأصحاب الكفاءات الذين تموج بُلدانهم بأزمات وصراعات تجبرهم على الفرار منها، لا تزال الإمارات تمثل ملاذاً آمناً للملايين، وهو ما عجزت ميليشيات الحوثي الإرهابية عن النيل منه، رغم محاولاتها الطائشة التي تواترت في الآونة الأخيرة. فالاعتداءات التي نفذتها العصابة الحوثية الإجرامية، على مدار الأسابيع القليلة الماضية، لم تحل دون أن يقرر مشاهير من طراز رونالدو وزملائه من أبرز الأسماء في عالم الكرة العالمية، مثل ماركوس راشفورد وجيسي لينجارد، التوجه إلى دبي للاستمتاع بجمال شواطئها خلال فصل الشتاء. بل إن النجم البرتغالي ورفاقه من نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز وهو الأقوى من نوعه في العالم، حرصوا على إبداء عدم اكتراثهم بأي تهديدات خرقاء من جانب الإرهابيين الحوثيين أو سواهم، عبر نشر صور لهم على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وغيرها، وهم ينعمون بأشعة الشمس على شواطئ الإمارات، أو يمارسون رياضات كالجولف على العشب الأخضر. وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية واسعة الانتشار، إلى أن هذه الحالة من الهدوء والطمأنينة تشمل كذلك المقيمين الأجانب في الدولة، ممن قالت إنهم حتى لا يتحدثون مع بعضهم بعضاً على الإطلاق بشأن الجرائم الحوثية الأخيرة، وكأنها لم تحدث على الإطلاق، وهو ما يبرهن على انعدام تأثيرها. بالتوازي مع ذلك، تشير البيانات والإحصائيات، حسبما تشير الصحيفة المتخصصة في شؤون المال والأعمال، إلى أن حركة السياحة القادمة إلى دبي، تبلغ الآن 75% تقريبا، من مستوياتها التي كانت معتادة، خلال فترة ما قبل بدء أزمة تفشي وباء كورونا. ويؤكد ذلك، وفقا لتقرير «فايننشال تايمز»، احتفاظ الإمارات بمكانتها كقوة إقليمية جاذبة للسائحين والمستثمرين ورجال الأعمال، حتى في وقت تتعرض فيه لاعتداءات آثمة، تستهدف منشآتها المدنية، من جانب الميليشيات الحوثية الإرهابية، وذلك في محاولة يائسة للإضرار بسمعتها، كإحدى أكثر الدول أماناً في العالم بأسره. وفي تصريحات نشرتها الصحيفة، شددت الباحثة شينسيا بيانكو الزميل الزائر في مركز المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية للدراسات والأبحاث، على أن جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية لم تقوض تلك السمعة لأن الإمارات، وهي إحدى الدول القليلة المستقرة بحق في المنطقة، أظهرت قدرتها على التصدي بنجاح لها. تهدئة التوترات أكد التقرير أن الاعتداءات اليائسة التي تنفذها العصابة الانقلابية، تأتي في وقت تكرس فيه الإمارات جهودها لتهدئة التوترات الإقليمية، وتركز كذلك على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق التعافي الاقتصادي في أراضيها، بالتزامن مع إسدالها الستار على أزمة «كوفيد- 19». ولم تغفل الصحيفة البريطانية الإشارة كذلك إلى أن الهجمات الحوثية الأخيرة، نجمت عن الهزائم التي تكبدها مسلحو الميليشيات الإرهابية على جبهات القتال في محافظات يمنية مثل شبوة ومأرب، ما قوض محاولاتهم للسيطرة على مناطق أوسع في الشطر الشمالي من اليمن، الذي يشهد منذ أكثر من 7 سنوات حرباً شعواء جراء استيلاء الحوثيين على السلطة بالقوة. وأوقع هذا الصراع الدموي نحو ربع مليون قتيل، كما قاد إلى أن يصبح اليمن ساحة لأزمة إنسانية، تصفها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ من نوعها في العالم.
مشاركة :