تصل وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إلى موسكو الأربعاء في زيارة ستحضّ خلالها روسيا “بقوّة” على التجاوب مع الجهود الدبلوماسية الرامية لحلّ الأزمة الأوكرانية. وقالت تراس في بيان إنّها ستلتقي في موسكو نظيرها الروسي سيرغي لافروف، مشيرة إلى أنّ زيارتها التي تستمرّ يومين تندرج في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها لندن لتخفيف حدّة التوتر بين روسيا وجارتها الموالية للغرب أوكرانيا. وستكون هذه أول زيارة لوزير خارجية بريطاني إلى روسيا منذ أكثر من أربع سنوات. وأضافت الوزيرة في بيانها أنّ “المملكة المتّحدة ملتزمة الدفاع عن الحريّة والديموقراطية في أوكرانيا. أقوم بهذه الزيارة لموسكو لحضّ روسيا على انتهاج حلّ دبلوماسي ولأبلغها بوضوح أنّ غزواً روسياً آخر لدولة ذات سيادة ستكون له عواقب وخيمة على جميع الأطراف المعنيين”. وتابعت تراس “روسيا لديها خيار هنا. نحضّهم بقوة على الانخراط وخفض التصعيد واختيار طريق الدبلوماسية”. وحذّرت الوزيرة البريطانية من أنّه “ينبغي لروسيا ألا تشكّ في قوّة ردّنا” بما في ذلك “حزمة عقوبات منسّقة” من الدول الغربية. من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنّه من “المفيد” إجراء “حوار في العمق” مع بريطانيا”، وخصوصا أنّ العلاقات بين البلدين “في أدنى مستوياتها” بسبب الأزمة الأوكرانية الراهنة وقبلها عملية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في 2018. وفي بيانها انتقدت الخارجية الروسية “الخطاب المعادي لروسيا” ومشاريع العقوبات التي يتمّ الإعداد لها في لندن ضدّ موسكو، محذّرة من أنّه في حال رأت هذه العقوبات النور فسيؤدّي ذلك إلى “جولة جديدة من التوتّر في العلاقات الثنائية”. وشدّدت الوزارة الروسية على وجوب “أن تقوم العلاقات بين بلدينا على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل”. وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حذّر خلال زيارة لكييف مطلع شباط/فبراير الجاري من خطر “واضح” و”وشيك” بحصول تدخل عسكري روسي في أوكرانيا. ويلتقي جونسون في بروكسل الخميس الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. وأواخر كانون الثاني/يناير، أعلنت تراس في البرلمان البريطاني عن مشروع قانون يهدف لتشديد منظومة العقوبات البريطانية بقصد استخدامها ضدّ روسيا إذا ما غزت قواتها المحتشدة على حدودها مع أوكرانيا جارتها الغربية.
مشاركة :