في وقت استؤنفت المحادثات حول الملف النووي الإيراني الثلاثاء في فيينا، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن المفاوضات مع إيران وصلت إلى نقطة فارقة، وسيكون من المستحيل العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران في حالة عدم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة. وقالت ساكي لصحافيين الأربعاء إن "الاتفاق الذي يتناول المخاوف الأساسية لجميع الأطراف لم يعد بعيداً، لكن إذا لم يتم التوصل إليه في الأسابيع المقبلة، فإن التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل من المستحيل علينا العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاسم الرسمي لاتفاق 2015 النووي، وفق رويترز. نهاية فبراير يذكر أنه في وقت سابق الأربعاء أكدت مصادر مطلعة في الإدارة الأميركية أن مفاوضات فيينا أمامها حتى نهاية الشهر الحالي (فبراير 2022) لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني. وشددت على أنه إذا لم يتم إنقاذ الاتفاق في نهاية فبراير عبر المحادثات في فيينا، فسيتعين على واشنطن تغيير مسارها، بحسب ما نقلت شبكة "سي أن أن" عن 3 مسؤولين أميركيين. كما أكد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن هذه الجولة التي استؤنفت الثلاثاء حاسمة، فيما اعتبر مسؤول ثان "ألا شيء مع إيران يسير وفق خط مستقيم على الإطلاق، لكن واشنطن وصلت إلى لحظة حاسمة". "قرار من أميركا" يشار إلى أن طهران كانت رمت بالكرة في الملعب الأميركي الثلاثاء، إذ اعتبر مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني في العاصمة النمساوية أن "إيران اتخذت قرارها السياسي، غير أن العقبة الرئيسية هي عدم اتخاذ القرار السياسي من قبل أميركا". كذلك رأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي الاثنين أنه "من الطبيعي أن تتوقع بلاده الآن اتخاذ القرارات الضرورية من الجانب الآخر، خصوصاً في واشنطن"، مضيفاً حينها أن "ثمة مسائل مهمة مطروحة على جدول الأعمال لا يمكن حلها من دون قرارات سياسية". كما أعرب عن أمله أن "تتحول التصريحات المصنفة إيجابية إلى التزامات ملموسة، حتى يصبح المفاوضون قادرين على إبرام اتفاق جيد وموثوق في فيينا". ملفات عالقة وكانت المحادثات التي تشارك فيها الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا وإيران والولايات المتحدة توقفت نهاية الشهر الماضي (يناير 2022) وعاد المفاوضون إلى عواصمهم للتشاور، قبل أن يعودوا مجدداً في الثامن من فبراير إلى فيينا . فيما أكد مفاوضون غربيون خلال الأسابيع الأخيرة أن تقدماً أحرز، مع استمرار بقاء عدد من الملفات العالقة. وتتفاوض الأطراف المعنية في فيينا منذ العام الماضي بمشاركة أميركية غير مباشرة، من أجل التوصل لتفاهم، في ظل تمسك طهران برفع العقوبات كاملة بما يفيد اقتصادها، فضلاً عن تقديم ضمانات مؤكدة. بينما تتمسك واشنطن بعودة طهران إلى كافة التزاماتها النووية، رافضة تقديم ضمانة بعدم الانسحاب مجدداً من قبل الإدارات المتعاقبة من أي اتفاق يبرم مع إيران، لعدم "قانونيته" أميركياً.
مشاركة :