بينما تتواصل الجولة الثامنة من المحادثات مع إيران في العاصمة النمساوية فيينا، أكدت مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية أن تلك المفاوضات أمامها حتى نهاية الشهر الحالي (فبراير 2022) لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني. وشددت تلك المصادر على أنه إذا لم يتم إنقاذ الاتفاق في نهاية فبراير عبر المفاوضات في فيينا، فسيتعين على واشنطن تغيير مسارها، بحسب ما نقلت شبكة سي إن إن عن 3 مسؤولين أمريكيين. كما أكد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن هذه الجولة التي استؤنفت الثلاثاء حاسمة. بينما اعتبر مسؤول ثانٍ «ألا شيء مع إيران يسير وفق خط مستقيم على الإطلاق، لكن واشنطن وصلت إلى لحظة حاسمة». من جانب اخر، أكد السيناتور الجمهوري عضو لجنة العلاقات الخارجية تيدكروز، امس الأربعاء، في تصريحات لـ«العربية» و«الحدث» أن إدارة جو بايدن مصممة على الاستسلام لإيران، مشددا على أن أي اتفاق مع طهران سيكون كارثيا. إلى هذا، شدد على أن إدارة بايدن تعاملت مع أعداء أمريكا بضعف واسترضاء، لافتا إلى أن صفقة إدارة أوباما النووية هي الأكثر كارثية في العصر الحديث. وكانت طهران رمت بالكرة في الملعب الأمريكي أمس، إذ اعتبر مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني في العاصمة النمساوية أن «إيران اتخذت قرارها السياسي، لكن العقبة الرئيسة هي عدم اتخاذ القرار السياسي من قبل أمريكا». يأتي ذلك فيما كشفت القوة الجوية للحرس الثوري امس الأربعاء عن صاروخ باليستي من الجيل الثالث المتطور، وذلك بالتزامن مع استئناف مفاوضات فيينا. جاء ذلك في خطوة تؤكد مجددا عدم جدية إيران في الالتزام بأي مساعٍ للوصول إلى توافق مع القوى الدولية برنامجها النووي المثير للجدل، سيما أن هذا الإعلان يأتي تزامنا مع استئناف مفاوضات فيينا. وقالت وكالة أنباء «تسنيم» التابعة للحرس الثوري الإيراني، إن «قائد هيئة الأركان العامة الإيرانية اللواء محمد باقري وقائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده أزاحا الستار عن الصاروخ الاستراتيجي الباليستي الذي يدعى خيبر شكن». وتعني كلمة «خيبر شكن» باللغة العربية «خيبر الضارب»، ووفق تسنيم فإن هذا الصاروخ الجديد من الجيل الثالث بمدى 1450 كم ويعمل بالوقود الصلب وهو أخف من أمثاله بثلث الوزن ومدة إطلاقه سدس أمثاله وتم صناعته بالكامل بالاستفادة من الخبرات المحلية. في سياق متصل، قال رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية اللواء محمد باقري، خلال إزاحة الستار عن هذا الصاروخ، إن «طهران ستواصل تطوير برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية». وأضاف أن «أحد أهداف مواصلة تطوير منظومتنا الصاروخية هو إبقاء النظام الإيراني مستقرا والعمل على تقويته ضد التهديدات». وزعم باقري أن «القوة الرادعة لإيران ديناميكية وليست ثابتة». وتقول إيران إنها تمتلك ثلاثة أنواع من الصواريخ بمدى يصل إلى ألفي كيلومتر، وهي باليستية منها «سجيل وخرمشهر وقدر».
مشاركة :