بكلمته القصيرة في مبناها والكبيرة في معانيها ومناسبتها، أوجز جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أعظم مهمتين تقوم بهما قوة دفاع البحرين، بكل كفاءة واقتدار، منذ تأسيسها قبل أربع وخمسين عاما وإلى اليوم، ألا وهما الدفاع عن البلاد ومواجهة المخاطر والتحديات، والمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أي أنها تمسك بزمام تحقيق الأمن بأبعاده العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ذلك قال جلالته في كلمته بتدشين مقر قيادة الحرس الملكي، في يوم 6/2/2022 تزامنا مع احتفالات شعب البحرين بذكرى تأسيس قوة الدفاع: «إلى جانب نهوض قوة دفاع البحرين بواجبها السامي الجليل بالذود عن الوطن بكل بسالة، فإننا نشهد في الوقت ذاته إسهاماتها المهمة والكبيرة في دعم مسيرته التنموية والحضارية الشاملة بكل جدارة وكفاءة من خلال العديد من المجالات، من خدمات صحية رفيعة ومميزة توفر للمواطنين الكرام العلاج والعناية الطبية الراقية، وإسهامات كبيرة في مجال الاسكان، فضلا عن ما حققه منتسبوها من إنجازات رياضية كبيرة رفعت اسم وطنهم عاليا في المحافل الإقليمية والدولية، إضافة إلى المشاركة في العديد من المناسبات الوطنية الكبيرة، فهم نعم من يعتمد عليهم في كل الميادين». إنها تثبت عمليا تلازم وتكامل الأمن والتنمية، وبالتالي فإن الاستراتيجيات الأمنية وخطط توسيع وتدريب وتسليح وتنظيم قوة الدفاع التي تضعها الدولة، وما يتطلبه ذلك من موارد مالية وبشرية، ضرورة وأولوية لا تسبقها أولوية أخرى لصيانة الأمن الوطني وتعزيز استقرار البلاد وحماية الشعب والحفاظ على منجزاته، ليواصل انطلاقته المشهودة في البناء والنهوض والتقدم والإبداع وتحقيق الرفاهية من جانب، ومن جانب ثان مساهمتها المباشرة في إرساء المنجزات التنموية في مجال الإسكان والصحة والصناعة العسكرية والتدريب والتعليم الفني العسكري، وتنظيم المعارض والملتقيات الوطنية والإقليمية والدولية، وغيرها. ومن جانب ثالث الدور المتميز لقوة دفاع البحرين في العمل ضمن فريق البحرين الوطني للتصدي (لجائحة كورونا) وحماية الصحة العامة للمجتمع. ومن جانب رابع، فإن قوة الدفاع مشغل لقطاع واسع من المواطنين إن لم تكن المشغل الأكبر، فهي «على صعيدي منتسبيها، وكمؤسسة كبيرة» مصدر الطلب الفعال على السلع والخدمات الوطنية بمختلف أنواعها واستخداماتها، وبالتالي فإنها محرك رئيسي لعجلة الاقتصاد الوطني ومسرع لتنميته. لذا ينبغي للقطاع الإنتاجي في البلاد السعي إلى إيجاد قاعدة صناعية وطنية تتناغم مع احتياجات قوة الدفاع بمختلف المجالات العسكرية. وقد نجحت العديد من الشركات الوطنية العاملة في القطاع البحري في توفير جزء مهم من احتياجات القوات البحرية، الأمر الذي يتطلب البناء على هذه النجاحات لتمتد إلى جميع مكونات الاقتصاد البحري من صناعات وخدمات وتجارة ونقل وسياحة وبيئة بحرية وتعميم نتائجها وتعظيم آثارها التنموية والأمنية عبر الشراكة بين المؤسسات الصناعية المدنية والقطاعات الفنية العسكرية، فضلا عن التعاون بين قطاع التعليم العالي والفني والقطاع العسكري بما يقود إلى تأسيس جامعة متخصصة بدراسات علوم الدفاع والتنمية، تضم كلية هندسة بحرية، وكلية إدارة الأعمال البحرية، ومعهد للتصنيع البحري، وغيرها من التخصصات التي تخدم القطاعين العسكري والمدني معا. وإلى جانب مساهمة قوة دفاع البحرين في الذود عن الوطن والإسهام في التنمية، فهي مساهم ذو شأن رفيع في تحقيق الأمن والسلام إقليميا وعالميا، عبر المشاركة مع أشقائها في المملكة العربية السعودية في الدفاع عن الحد الجنوبي والتصدي الحازم لإرهاب الحوثيين وانقلابهم على الشرعية في الجمهورية اليمنية. فضلا عن المساهمة مع جيوش دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة، والمشاركة مع قوات دولية كبرى في حماية الممرات المائية في الخليج العربي وتيسير التجارة والنقل البحري في المنطقة. وعرفانا بالدور القيادي السديد لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء، وإسهامات سموه الكبيرة في النهوض بمسيرة قوة دفاع البحرين، والمشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، أعرب جلالته عن خالص اعتزازه وتقديره على جهودهم المتواصلة وقيادتهم المميزة التي أثمرت عما تشهده قوة الدفاع من تطور مستمر ومنعة. كما وجه جلالته إلى ضباط وجنود قوة دفاع البحرين أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير بقول جلالته: «إننا نقدر ما يبذله جميع منتسبي قوة دفاع البحرين حماية لمنجزاتنا الحضارية وأمن المواطنين ووحدتهم الوطنية بكل كفاءة وعزيمة صادقة، فهم درع الوطن المنيعة وموضع الفخر والاعتزاز دائما، وإن إشراقة الضوء الأول لقوة دفاع البحرين هي ذكرى مضيئة في مسيرتنا الوطنية المباركة، فها هي بعون الله وبجهود رجالها الشجعان تعلي مجدها عاما بعد عام». وختاما في هذه المناسبة الخالدة، نقدم أسمى التهاني وأطيب التبريكات، معطرة بأجمل معاني الإخلاص والولاء والوفاء لحضرة سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الموقر ولقادة وضباط وجنود ومنتسبي قوة دفاع البحرين، وإلى شعب البحرين الوفي، وكل عام والبحرين تتقدم نحو المجد والرفعة والتنمية المستدامة. { أكاديمي وخبير اقتصادي
مشاركة :