حسم لاعب وسط تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم حكيم زياش أمر عودته إلى صفوف منتخب بلاده المغرب، متهما مدربه البوسني وحيد خليلوزيتش بـ”الكذب”. وقال زياش (28 عاما) عشية مباراة تشيلسي بطل أوروبا مع الهلال السعودي بطل آسيا على بطاقة نهائي مونديال الأندية في العاصمة الإماراتية، في تصريح صحافي “لن أعود إلى صفوف المنتخب المغربي، هذا قراري النهائي”. وأضاف زياش “كل شيء واضح بالنسبة إليّ عن الكيفية التي تجري بها الأمور هناك، وبعد ذلك أنا أركز على ما أفعله وما أقدمه مع فريقي”. وشهدت علاقة المدرب بالنجم المغربي توترا أدى إلى استبعاده لأسباب انضباطية عن لائحة المنتخب في أغلب مباريات الدور الثاني المؤهل إلى مونديال قطر 2022 وكذلك نهائيات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة في الكاميرون والتي ودعها أسود الأطلس من ربع النهائي على يد مصر 1 – 2 بعد التمديد. ووصل الخلاف بين الطرفين إلى ذروته بعد إصرار خليلوزيتش على تجديد استبعاده لزياش حتى من المباراتين الحاسمتين ضد الكونغو الديمقراطية نهاية الشهر المقبل في الملحق الفاصل المؤهل للعرس العالمي، رغم مطالب الجماهير ووسائل الإعلام المغربية بضرورة الاستعانة بخبراته وحاجة المنتخب إليها خصوصا بعد تألقه اللافت في الآونة الأخيرة مع الفريق اللندني. الخلاف بين الطرفين وصل إلى ذروته بعد إصرار خليلوزيتش على استبعاد زياش حتى من المباراتين الحاسمتين ضد الكونغو وقال خليلوزيتش خلال مؤتمر صحافي الخميس الماضي للحديث عن حصيلة المغرب في العرس القاري في معرض رده على سؤال في هذا الصدد “لا يمكنني استدعاء لاعب يمكنه تفجير المجموع، حتى لو كان اسمه ليونيل ميسي”، مضيفا “(المدربان) إيمي جاكيه وديدييه ديشامب قادا فرنسا إلى الفوز بكأس العالم من خلال استبعاد أفضل اللاعبين. لست أول من يفعل ذلك”. وفجرت التصريحات الجديدة للمدرب غضب زياش المولود في هولندا والذي دافع عن ألوان فرقها هيرنفين وتونتي وأياكس قبل الانضمام إلى تشيلسي في صيف 2020. وقال زياش “أنا مستاء من تصريحاته، هذا قراره وكما تعرفون يجب احترامه ولكنه يكذب وأنا اتخذت قراري أيضا ولن أعود إلى صفوف المنتخب”. وأعرب زياش عن أسفه للجماهير المغربية التي تطالب بعودته، وقال “أنا أتفهم ذلك وأنا أعتذر منهم. هذا هو الوضع الآن”. وخاض زياش 40 مباراة بقميص المنتخب المغربي منذ انضمامه إليه للمرة الأولى في التاسع من أكتوبر 2015 ضد ساحل العاج (0 – 1 وديا)، مسجلا 17 هدفا. وهذه ليست المرة الأولى التي يعاني فيها زياش من خلاف مع مدرب للمنتخب المغربي، فقد عاش الأمر ذاته مع سلف المدرب الحالي الفرنسي هيرفيه رينارد عام 2016 بسبب غضب نجم أياكس أمستردام وقتها من استبعاده عن تشكيلة 18 لاعبا وجلوسه في المدرجات خلال مواجهة الرأس الأخضر في ذهاب التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا، واقتصار مشاركته على دقائق غير كافية إيابا في المغرب. وكانت النتيجة استبعاد زياش من خوض النهائيات القارية مطلع 2017 في الغابون، بعدها رفض اللاعب الالتحاق بالمنتخب منتصف العام ذاته، لكنه عاد في أواخره بعد جلسة صلح بتدخل من رئيس الاتحاد فوزي لقجع. قائمة الرابحين Thumbnail يتصدر خليلوزيتش، قائمة الرابحين من قرار زياش، حيث أن ملف اللاعب كان بمثابة صداع للمدرب البوسني. وسيكون وحيد خليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي ممنوعا من الحديث مجددا عن حكيم زياش. وحسب وسائل إعلام فإن وحيد الذي اعتاد الحديث عن زياش بشكل متكرر خلال المؤتمرات الصحافية، لن يتحدث مستقبلا عن حكيم بعد تلقيه إشارات في هذا الصدد من المسؤولين. وتلقى وحيد تعليمات بالتركيز على مباراتي الملحق المونديالي أمام الكونغو، قصد مساعدة المنتخب المغربي لضمان التأهل إلى المونديال. وطاردت الأسئلة حول زياش، المدرب خليلوزيتش في الكثير من المؤتمرات الصحافية، بعد قرار استبعاد اللاعب. فقرار الاعتزال الدولي يجنب خليلوزيتش المزيد من الأسئلة المستفزة من أجل الاستعداد لمباراتي الكونغو الديمقراطية دون أن يطارده شبح زياش. وتعرض خليلوزيتش لضغط كبير بعد الإقصاء من أمم أفريقيا، من أجل إعادة زياش إلى المنتخب المغربي. أما اتحاد الكرة المغربي فيعد أبرز الخاسرين من قرار زياش، حيث كان يطمح إلى إعادة اللاعب وتذويب الخلافات بينه وبين خليلوزيتش. وكان فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي، قد نجح في وقت سابق، في إعادة زياش إلى فريق الأسود، بعد خلاف مع المدرب السابق هيرفي رينارد. كما أن منتخب المغرب، خسر واحدا من أبرز اللاعبين الذين بإمكانهم تقديم الإضافة بعد مسيرة جيدة في الملاعب الأوروبية. وتعرض زياش لضغوطات كبيرة من أجل تمثيل هولندا، التي وُلد بها، لكنه تمسك بارتداء قميص المغرب. تجنب الحديث Thumbnail قال الدولي المغربي السابق هشام العمراني إن حكيم زياش احترم المنتخب المغربي خلال مشاركته في كأس أمم أفريقيا في الكاميرون، وتجنب الحديث عن قرار المدرب وحيد خليلوزيتش باستبعاده كي لا يؤثر على الأسود. وأضاف العمراني في تصريح صحافي “لقد اختار زياش الوقت المناسب للإعلان عن اعتزاله الدولي، وتُحسب له هذه الخطوة، رغم أنه كان متأثرا لكنه فضّل السكوت”. وأكد “أعتقد أن زياش انتظر انفراجة للأزمة في مؤتمر خليلوزيتش (بعد الخروج من الكان) ليعود إلى الأسود” لكن ذلك لم يحدث. وأكمل “كانت هناك مطالبة بإعادة زياش، والأكيد أن هذه الأصداء وصلت إلى اللاعب، لكن خليلوزيتش تشبث بقراره”. وأردف “نحن لا نعرف السبب الحقيقي للمشكلة بين خليلوزيتش وزياش، لكني تمنيت حضوره مع الأسود (في الكان)، لأننا افتقدنا لاعبا كبيرا يعتبر واحدا من أكبر سفراء الكرة المغربية”. واختتم “شخصيا صدمني قرار زياش، لأني كنت أتمنى تدخل أصحاب النيات الحسنة لطي الخلاف، لأن خليلوزيتش سيرحل يوما ما، لكننا سنحتاج زياش لسنوات”.
مشاركة :